معلمة المنيرة المصابة بكورونا تتحدث لأول مرة: أُصبت بالفيروس قبل الامتحانات بأسبوعين.. رفضوا طلب الاعتذار مرتين.. وفوجئت بشائعة وفاتي
مع انطلاق امتحانات الصف الثالث الثانوي للعام الدراسي 2019-2020 يوم الأحد الماضي، سيطرت حالة من الغضب والاستياء على أولياء أمور طلاب الثانوية العامة بمدرسة المنيرة في السيدة زينب بعد معرفتهم بقرار منع دخول إحدى المعلمات نتيجة الاشتباه في إصابتها بفيروس كورونا، وظهور مؤشرات الإصابة عليها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، بسبب خوفهم على أبنائهم في ظل تلك الظروف الصعيبة والاستثنائية التي تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد.
وسرعان ما تناقلت حالة الغضب والاستياء تلك إلى مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لتعصف تلك الموجة بالجميع، بسبب نزول تلك المعلمة إلى لجان الامتحانات في ظل تلك الظروف ومخالطتها المئات من الطلاب، في ظل التنبيهات التي تؤكد عليها وزارتي التربية والتعليم والصحة بإلتزام المصابين منازلهم.
ولكن بعد ساعات من انتهاء أول أيام امتحانات الثانوية العامة ومغادرة المعلمة المدرسة لتتجه إلى منزلها سرعان من انتشر خبر وفاة تلك المعلمة ليكون السوشيال وسيلة الشائعات غير الصحيحة.
تحدثت “فيتو” مع المعلمة أية مصطفي، التي عُرفت إعلاميا بمعلمة المنيرة المصابة بكورونا، لتسرد لنا القصة الحقيقة وكيف استقبلت خبر وفاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والسبب الحقيقي وراء ذهابها إلى اللجنة بأول أيام الامتحانات رغم معرفتها بإصابتها بككوفيد 19 .
منذ 5 سنوات فقط تسلمت المعلمة آية مصطفي، عملها كمدرسة لمادة الرياضيات بمدرسة مدرسة الأمير طلال بن عبد العزيز، بمنطقة حلوان، وذلك بعد أن تم تعينها أول الخريجين، فهي كان ترتيبها الثانية على دفتعها عام 2014 بكلية التربية جامعة حلوان بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، فقد تكون تلك السنين الـ5 غير كافية لثقل الخبرات الكاملة للمعلمة آية مصطفي في التعامل في مراقبة الامتحانات.
ولكن عقدت امتحانات الثانوية العامة هذا العام في ظل ظروف استثنائية تمر بها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد، فتقول آية مصطفي: "أصيبت بفيروس كورونا قبل انعقاد امتحانات الثانوية العامة بأسبوعين، وطبقت وقتها قواعد العزل المنزلي وقمت بالمتابعة مع إحدي الأطباء تليفونيا، ومع أول إعلان لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بفتح باب الاعتذارت للمعلمين عن المشاركة في امتحانات الثانوية العامة وخاصة المشتبه بهم بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، قمت على الفور بالتوجه إلى مستشفى حلوان العام لاستيفاء الأوراق المطلوبة لتقديم الاعتذار وذلك حرصا على مصلحة الطلاب وسلامتهم".
وتتابع حديثها:" بعد الانتهاء من تلك الأوراق قمت بالتوجه على الفور إلى مكتب تقديم الاعتذارات، ولكن بسبب سوء المعاملة هناك وصعوبة الوضع هناك آنذاك ورغم تقديم ما يفيد بإصابتي بفيروس كورونا وبضرورة عزلى بالمنزل لمدة اسبوعين تم رفض أوراقي لأول مرة لسبب غير معروف، وقررت بعد ذلك للذهاب للتأمين الصحي لاستخراج ما يفيد بإصابتي بالفيروس اللعين ولكن كانت هناك أيضا معاملة غير آدمية لي فور معرفة القائمين على التأمين الصحي هناك بأني مصابة بفيروس كورونا، حتى يئست من استخراج ما يفيد من أوراق لتقديمها للجنة الاعتذارات، وجاء يوم السبت وهو يوم اجتماع رئيس اللجنة بالمراقبين قبل انعقاد الامتحانات بيوم واحد، وانتهزت الفرصة للتحدث مع رئيسة اللجنة لتقديم أوراقي وإخبارها بحالتي الصحية خوفا على الطلاب وسلامتها ولكن كانت المفاجأة برد رئيسة اللجنة على وهي رفض أوراقي قائلة:"أنا عندي عجز معلمين مليش دعوة".
أما عن أحداث أول يوم مراقبة لها بامتحانات الثانوية العامة فتابعت قائلة:"لم أدرك ماذا أفعل بعد أن طرقت جميع الأبواب حتى جاء أول يوم مراقبة، ذهبت وأنا خائفة في المقام الأول على الطلاب الذي سوف أخالطهم ، ولكن ما باليد حيلة، وفوجئت وأنا باللجنة أن ما تجلس بجانبي حالة مشتبه بها بفيروس كورونا، ولولا المسئولة عن الشئون القانونية بتلك اللجنة لما كان سيتحرك أحد لاستخراج إخلاء طرف، ولكن بعد ذلك وفوجئت بتحويلي للشئون القانونية ولم أعلم السبب في تحويلي لذلك".
وبعد ما حدث لها بأول يوم امتحانات قررت تلك المعلمة أن تنعزل عن العالم لمدة يومين لتتفاجئ على اتصال من مدير إدارة حلوان التعليمية واتصال هاتفي من الدكتور رضا حجازي نائب وزير التربية والتعليم فتقول:" فوجئت اليوم باتصال مدير الإدارة التعليمية بحلوان ومطالبتي بإرسال إخلاء الطرف لإنهاء أوراقي، ثم بعدها بمكالمة الدكتور رضا حجازي، الذي تحدث معي بكل زوق مما ساعد ذلك في رفع معنوياتي بعد أن كنت في حالة انهيار تام بعد ما حدث أول يوم".
وعن خبر وفاتها الذي تم تداوله على السوشيال ميديا قالت:" لم أرى خبر وفاتي على السوشيال ميديا إلا عندما تحدث معي الدكتور رضا حجازي وفوجئت بما يتم تداوله واستغربت كثيرا مما يحدث".