الخط الأحمر في المتوسط.. لماذا يخشي أردوغان الاقتراب من حدود إسرائيل؟
في خطوة لافتة دعا السفير الفلسطيني في أنقرة فائد مصطفى تركيا للتعاون على صعيد الموارد الطبيعية شرق البحر المتوسط وذلك من خلال التفاوض بشأن اتفاقية ترسيم للحدود البحرية على غرار الاتفاقية التركية الليبيبة وفي ظاهر الأمر هى دعوة تعاونية ولكن في حقيقتها هى خطوة لم ولن تسمح بها أنقرة لعدة أسباب.
الخط الأحمر أولها أن المتوسط يوجد به خط أحمر بالنسبة لتركيا وليس ذلك فحسب وإنما لأن تركيا ترتبط مصالحها بشكل أكبر مع الإسرائيليين وليس الفلسطينين وسبق أن أكدت تقارير إسرائيلية أن أنقرة أبدت التعاون مع تل أبيب في نقل إمدادات الغاز الإسرائيلية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية أى أنها تفتح أراضيها للصهاينة وترحب باستثماراتهم في المنطقة.
وبحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية فإن هذا الموقف التركي يأتي بعكس تصريحات سابقة مفادها أن أنقرة لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه التي تزعم أنقرة أنها تتبع لها.
اتصالات تركية إسرائيلية
وجاء الكشف عن الاتصالات التركية مع الإسرائيليين في وقت برزت فيه تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن تقسيم مناطق النفوذ في البحر المتوسط الغني بموارد الغاز الطبيعي الذي أصبح يسيل لعاب أنقرة لبسط نفوذها غربا أكثر من أي وقت مضى.
وتجنب المسؤولون الإسرائيليون إبداء أي موقف حيال الجدل الذي أطلقته تركيا مؤخرا بإعلانها توقيع ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس.
ويثبت ذلك أن تصرحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال إسرائيل ما هى إلا دعايا إعلامية بأنه يقف لصالح القضية الفلسطينية وإنما في الواقع هو لا يهمه سوى مصالحه مع إسرائيل.
أردوغان قنبلة صوتية
ودعوة السفير الفلسطيني لدى أنقرة للأتراك لن يجرؤ أردوغان تنفيذها لأنه لن يقدر على غضب إسرائيل منه ولن يقدر على المساس بمصالحها كما ان هذه الدعوة تظهر أن أردوغان مجرد قنبلة صوتية فقط وبالفعل سوف يرفض توقيع اتفاقية من هذا النوع مع السلطة لأنه لن يدخل في مواجهة مع إسرائيل.
في الوقت نفسه فإن أردوغان له اطماع في منطقى المتوسط وأوروبا نفسها ترفض أطماعه وخاصة أن الخلاف القبرصي التركي لإدانة عمليات الحفر التي تقوم بها أنقرة قبالة السواحل القبرصية من قبل أوروبا التي تسعى لحصار أطماع نظام رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط، بينما تسعى "أنقرة" لاستقطاب إسرائيل.
بولتون يكشف عن اسم عراب الخارطة المشهورة التي رفعها أردوغان
كما أن إسرائيل ليست فقط خط أحمر لأردوغان وإنما حسبما يؤكد الإعلام العبري فإن هناك مصالح مشتركة بين تركيا وإسرائيل، لا سيما العداء المشترك تجاه حزب الله اللبناني الذي لعب دورًا في معركة إدلب شمال غرب سوريا.