رئيس التحرير
عصام كامل

صيف ساخن يمهد لحسم المسار السياسي بـ 3 دول عربية.. "سوريا" استمرار المعارك دون تحولات جذرية.."الجزائر" مرهون بصحة "بوتفليقة".. "مصر" الوضع مفتوح لكل الاحتمالات الخطيرة

الرئيس الجزائري عبدالعزيز
الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة

مصر وسوريا والجزائر.. ثلاث دول عربية تواجه صيفًا ساخنًا، حيث تشهد محطات مفصلية، قد تحسم الخيارات داخلها لتيار دون الآخر، هذه المحطات ذات علاقة وثيقة باستمرار حالات عدم الاستقرار وصعود المخاطر في مواجهات إقليمية والتعثر في المراحل الانتقالية لإحداها.


• سوريا "الأكثر سخونة"

المسألة السورية هي المسألة الأكثر سخونة حاليًا، فبعد معركة القصير يحاول النظام السوري والمحور الإيراني الممثل في حزب الله وحلفائه الآخرين إحراز مزيد من التقدم على الأرض فيما بدأت الولايات المتحدة والغرب اتخاذ إجراءات لتسليح المعارضة السورية مع التحضير لمؤتمر جنيف2 لحل الأزمة السورية.

خطاب دياب، مدير معهد الجغرافيا السياسية في باريس، توقع أن تشهد سوريا "صيفًا أكثر سخونة من حيث استمرار المعارك، لكنه لن يشهد تحولات جذرية قبل الخريف القادم، وإن كل ما يحدث خلال هذا الصيف تمهيد للحالة التي ستنتهي عليها الأزمة السورية".

وأوضح دياب أن المسألة السورية مضطرة إلى أن تنتظر ما سوف تسفر عنه أحداث إقليمية ودولية كالانتخابات الإيرانية وتطورات الأوضاع في لبنان وغيرها من دول المنطقة.

واعتبر منذر سليمان، مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية في واشنطن، أن "الوضع الميداني لن يحسم نهائيًا في هذا الصيف رغم سخونة الوضع، لكن ربما مع نهاية العام، حيث سيكون هناك مزيد من التطورات التي قد تؤدى إلى حسم الأمور".

ورأي سليمان أن "أحداث هذا الصيف في سوريا تسير لصالح الحكومة السورية، لأن خيارات التدخل العسكري ضد النظام لا تبدو أنها خيارات قابلة للتنفيذ، فخيار الحرب الشاملة أصبح غير مرغوب فيه من جميع الأطراف، لإدراكهم أنه سيودي إلى حرب إقليمية شاملة، كما أن النظام السوري لا يرغب في أن يقود معركة إضافية خارجية ويفضل أن يكون التركيز داخل سوريا".

• الجزائر "صيف معتدل"

وعن الوضع الجزائري، رأى منذر سليمان أنه سيشهد "صيفًا معتدلاً حيث إن الأمور مرهونة بصحة الرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة" الذي أصيب بجلطة دماغية في أبريل الماضي والتي هي غير معروفة تداعياتها الآن عقب علاجه في فرنسا.

واستدرك قائلاً: "لكن قد تحدث عملية انتخابية جديدة لأنه في حال تدهور صحة الرئيس، وهو ما بدا واضحًا خلال ظهوره الأخير على التليفزيون الرسمي، فسيكون من الصعب قبول تولي فترة رئاسية جديدة لبوتفليقة مما سيعني أن هناك فرصة لإعادة التشكيلات السياسية أو بروز شخصيات جديدة على الساحة السياسية".

لكن خطاب دياب اعتبر أن "الوقت مازال مبكرًا للحديث عن مثل هذه القرارات وإن كان أصحاب القرار الجزائري قد يسعون لذلك بشكل غير معلن كنوع من أنواع أخذ التدابير الاحترازية، فمن الممكن أن تنقل صلاحيات الرئيس إلى رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح لحين الاتفاق على شخصية ما".

واتفق كل من سليمان ودياب على أنه بالطبع من صيف 2013 وحتى ربيع 2014 ننتظر تحولاً تشهده مرحلة ما بعد بوتفليقة"

وقال منذر سليمان إن "الوضع الجزائري مرشح لبعض الاضطرابات في هذا الصيف لكنها ستكون اضطرابات غير فوضوية وذلك تمهيدًا لخلق وضع انتخابي جديد في القريب".

وقال من جانبه خطاب، إن "الخطورة تكمن في هذا الوضع الانتخابي الجديد، حيث إن مرحلة ما بعد البوتفليقية لن تكون سهلة خاصة أن بوتفليقة لعب دورًا كبيرًا بالإمساك بالوضع في الجزائر وبالتالي لن يكون من السهل إيجاد بديل لكن هناك وعيًا بأهمية تلك الانتخابات الرئاسية في تشكيل بداية جديدة للجزائر".

• مصر "جاف جدًا"
ورأى منذر سليمان أن "مصر ستشهد صيفًا مضطربًا حيث لن يكون هناك صيغة حسم محددة لصالح تيار بعينه، حتى مظاهرات 30 يونيو التي تحشد لها المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي، لا يوجد لها صيغة دستورية قانونية ملزمة تؤدي لتقنين الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ترغب بها المعارضة، مما يعني أن الأزمة ستبقى مفتوحة، وبالتالي فمسألة سحب الثقة من الرئيس تكون مرهونة باختيار الشعب، الذي سيكون بدوره الحاكم في تقرير نهاية هذه الاضطرابات".

لكن منذر استطرد أنه "لا توجد إشارة من التيار الإسلامي حتى الآن أنه يقبل بالتنازل عن السلطة، لكن الاضطرابات الداخلية بين الطرفين التي ربما تقع عقب مظاهرات 30 يونيو ربما تفتح آفاقًا لتدخل المؤسسة العسكرية وهو ما سيعني أن التيار الإسلامي سيسعى إلى أن يحول بين الوصول إلى هذه المسألة".

ويخلص إلى أن "الوضع يبقى مفتوحًا لكافة الاحتمالات الصعبة الخطيرة خاصة ما إذا تم تحريك النعرات الطائفية أو التوتر الإقليمي مع إثيوبيا لكسب الوقت وإبعاد الصراع الخارجي".

غير أن خطاب دياب يرى أن "أحد أهم أسباب عدم حسم الاضطرابات لصالح تيار المعارضة سيكون الغطاء الخارجي الأمريكي حيث مازالت تفضل الولايات المتحدة وكثير من الدول الغربية التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين وذلك سيدفعها للوقوف ضد أي تغيير استباقي".

وأضاف دياب أن المرحلة الانتقالية في مصر تمر بأوضاع صعبة للغاية حيث يسعى كل تيار إلى تحسين أوضاعه السياسية والتي غلب عليها الأيديولوجية دون بناء حد أدنى من التوافق الوطني، حيث تتمركز أخطاء جماعة الإخوان المسلمين في التحكم التدريجي لمرافق الدولة، بينما تتمركز أخطاء المعارضة في السعي لعدم احترام الشرعية، خاتمًا حديثه بقوله "أخشى أن تتحول مصر من الاضطرابات الحالية إلى اشتباك أهلي يضم المعارضة والنظام في الشارع المصري".

الجريدة الرسمية