خيرى شلبى يكتب: عبقرية جميلة من مصر
فى الذكرى الاولى لرحيل الفنانة سعاد حسنى 2002 كتب الاديب خيرى شلبى كلمات يرثيها فيها فى مجلة الاذاعة قال فيها :
سندريلا متمردة معقدة يستحيل فهمها ويستحيل ايضا قهرها على شئ لا ينبع من قناعتها الخاصة ،تبدو لمن لا يفهمها كشلة من خيوط الصوف انفكت وتلعبكت خيوطها ، وهى وحدها التى تعرف كيف تمسك بطرف الخيط لينساب يدها مطوعا .
سندريلا سهلة غاية السهولة، مرنة تمام المرونة تنساب بكثافة كإنسياب عصير القصب من كوز العصار فى الاكواب سائلا ابيض كاللبن الحليب اوكالسكر .
سندريلا سيارة بسليندرات ستة تحتاج لتسخين وإحراق طاقة كبيرة ، لانها مؤهلة للسير مسافات طويلة فى سكك وعرة مؤهلة لأن تحمل قافلة الانتاج كلها على ظهرها لتوصلها بسلامة الله الى الهدف المنشود .
سندريلا كالخساية لا تستطيع الوصول الى قلبها الندى بقضمة واحدة ، بل لابد ان تنزع اوراقها الخارجية ورقةورقة بصبر وروية حتى تصل الى القلب المبرعم السهى المرطب للقلب والاعصاب بمجرد رؤيته .
لكل ذلك فالتعامل مع الفنانة سعاد حسنى ليس سهلا على الاطلاق ، فكل عصر من العصور الفنية له نجومه واعلامه ، ففى الساحة دائما متسع لكثيرين يتألقون ويتقاسمون الشهرة وقلوب الجماهير . لكن هناك نسبة قليلة جدا ونادرة من النجوم يصبحون اعلاما على عصورهم تتمثل فى الواحد منهم مكونات العصر وطبيعته وذوقه ونوعية جماهيره حتى ليسمى العصر باسمه .
فنحن نقول مثلا عصر الدكتور طه حسين فى الادب ، عصر يوسف وهبى فى المسرح ،عصر زكى طليمات فى الريادة الاكاديمية للتمثيل ، وعصر أم كلثوم للغناء ، عصر عبد الحليم حافظ فى الغناء الحديث ، ويحق لنا وبعين قوية اننقول عصر سعادحسنى فى التمثيل السينمائى .
وذلك ليس يحدده فحسب عدد افلام سعاد حسنى الكبير، بل يحدده ايضا العنصر الفنى والقماشة ومدى ملاءمة هذه هذه الخامة لاحتياجات الجمهور .
عصر سعاد حسنى هو نفسه عصر عبد الحليم حافظ ..هو عصر نضجت فيه الفنون الى حد كبير واصبح لمصر بصمتها الرائدة فى كثير من الفنون والاداب على الخريطة العالمية ، انتهى نجيب محفوظ من تأسيس الرواية المصرية ، ويوسف ادريس فى تأسيس القصة القصيرة المصرية ، ونشط صلاح عبد الصبور فى قيادة رفاقه الى شعر مصرى حديث ، ونجح نعمان عاشور فى اقتياد رفاقه لإنشاء مسرح مصرى .
ونجح عبد الحليم حافظ فى قيادة الملحنين على ابتداع لون جديد من الغناء الذى يصدقه المستمع ، ونجح كل من يوسف شاهين وصلاح ابو سيف فى تهيئة المناخ الجديد لسينما مصرية جديدة تألق فيها حسين كمال وشادى عبد السلام .
حققت سعاد حسنى جماهيرية عريضة مع الاحتفاظ بالقيمة العالمية الرفيعة للفن ، فقد ملكت جمالا صارخا اضافةالى عبقرية الجسد تتمتع بجاذبية جنسيةواضحة ذكية فى التقليد والمحاكاة .
دخلت سعاد الى السينما كنجمة ،ومن المفارقات الطريفة ان الذى اكتشفها لم يكن سينمائيا بالدرجة الاولى ..انه الشاعر عبد الرحمن الخميسى لتلعب دور نعيمة فى فيلمحسن ونعيمة امام محرم فؤاد .
دخلت الاذاعة كمطربة وعرفتها الحفلات الغنائية وهى طفلة ، ابوها خطاط شهير واختها نجاة الصغيرة واخوها الملحن عز الدين حسنى ، فكانت تتمتع بمقومات النجمة من حيث الشكل الجميل والحس الفنى الموروث ، مخروطة ، لبقة ذكية عاطفية ساخنة المشاعر ساحرة العينين ..لكن أحدا لم يتوقع ان هذه الفتاة السهتانة الخجول ستكون بداية عصر جديد من التمثيل السينمائى النسائى .
اقرا ايضا:
في ذكرى وفاتها.. ما سر عدم احتراف سعاد حسني للغناء وإحياء الحفلات؟
تلبس سعاد حسنى الدور بقدر ما يتلبسها الدور، قدمت البنت الرومانسية فى حسن ونعيمة ، الفلاحة الحسنة فى الزوجة الثانية ، الطالبة الجامعية بنت الراقصة فى خلى بالك من زوزو، المراهقة فى صغيرة على الحب ، القاسية الشريرة فى الراعى والنساء ..وغريب فى بيتى ، حب فى الزنزانة ، السفيرة عزيزة ، الكرنك ،البنات والصيف ، القاهرة30 ، وغيرها .