رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان" تستكمل مخطط "ذبح النساء".. الجماعة نقلت تجربتها من مصر إلى سوريا وليبيا تحت رعاية "أردوغان".. و"جرائم الشرف" وسيلة تدمير المجتمع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"اختطاف.. اغتصاب.. وقتل" ثلاثية إرهابية لا تزال العناصر التابعة لجماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، تنفذها في أي مكان تحل فيه، فسجل جرائم الجماعة الأسود سرعان ما شق طريقه في عدد من البلدان العربية، التي أصبحت تعانى من السيناريوهات الإرهابية التي تنفذها عناصر الإخوان.

 

فالجماعة التي أفسدت في مصر ولم تترك معارضًا لها، كيانًا سياسيًا كان أو شخصا عاديا، حملت تجربتها القائمة على ما يعرف بـ"الاغتيال المعنوى" إلى خارج الحدود، وكانت الحركات النسوية في مقدمة ضحايا ممارسات الجماعة، والتي بدأت تمارسها في المناطق الواقعة تحت نفوذ حليفها وممولها الأول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، سواء في سوريا أو ليبيا. 

الخطة الإخوانية

الخطة الإخوانية التي خرجت من رحم التنظيم الدولي، ذهبت لتطويق جميع المعابر الحدودية السورية التي تسيطر عليها الآن ‏بعد إخلاء الساحة لها بواسطة الجيش التركي، للقضاء في المهد على أي حركة نسوية، ‏حتى تضمن سيطرة فكرية لها، ‏ووأد أي أفكار تحررية أخرى، يمكن أن تنازعها لاحقا.

وتعيش النساء هناك ظروفا مأساوية، بسبب احتلال تركيا للبلدان الحدودية من الشمال السوري، وتركها في يد الإخوان، ‏والحركات المتطرفة المناصرة لها، التي تحاصر كل منفذ يمكن أن تمارس النساء فيه أي نوع من الحريات الثقافية ‏والفكرية.

ويواكب ذلك زيادة كبيرة في عمليات الخطف والاغتصاب والقتل بهذه المناطق، وخاصة في شمال شرق وشمال غرب سوريا، ‏ومنطقة عفرين المحتلة، التي لا يسمح فيها الاحتلال التركي لأي طرف بالكشف عن الحقائق، في الوقت الذي تحظى فيه ‏القوى والمنظمات الإرهابية بدعم وسائل الإعلام الإخوانية والتركية.

مذابح النساء

حصرت الإخوان وأنصارها كل النساء الواقعة تحت سيطرتها في أطر متخلفة، بعدما قضت الفصائل المنتسبة لها على جميع ‏أشكال الحضارة، وتنكرت لوعودها لأهل المنطقة فور تمكن الاحتلال التركي من الأرض، ووعدهم إعلاميا وعبر ‏المؤسسات الدولية، بأن السكان عامة، والنساء خاصة، لن يتأثرن بالحرب بأي شكل. ‏

رفض الإخوان وضع المرأة "التقدمية" في مكانة متقدمة بالنظام التشريعي الاستثنائي الذي تخضع له المناطق المحكومة ‏من تركيا، والذي يسمح فقط للإرهابيين المدعومين منها بسرقة ونهب الممتلكات السورية وتسليمها للعائلات المتطرفة ‏التي وصلت حديثًا إلى المنطقة، ووضع التنظيم النسويات السوريات في موقف لا يحسدن عليه، بعدما استغل إرث داعش في المنطقة، والواقع البربري الذي ‏أسسه في شمال شرق سوريا.

ورفضت الجماعة إعادة مكتسبات المرة ما قبل داعش، حيث كانت الحكومة الكردية السابقة ‏تساوي بين النساء والرجال في الحقوق القانونية. ‏

يذكر هنا أنه في عهد الحكومة الكردية، تواجدت المرأة بقوة في كل جانب من جوانب المجتمع، من الجيش إلى التجمعات المحلية، وكان ‏يتم انتخاب النساء في مواقع السلطة، ما مكنهن من امتلاك زخم سياسي غير مسبوق، ولكن الآن كل هذه المظاهر أصبحت من ‏المحرمات، حيث أزال الاحتلال التركي ومن تركهم ليضعوا بصمتهم المتطرفة، هذه الإصلاحات بما أفسح المجال لكراهية ‏النساء والأقدام على تبنى سياسة عنيفة ضدهن.

‏معاملة العبيد 

وفى هذا السياق قالت إيفين باشو، رئيسة إحدى المنظمات النسائية السورية: أصبحنا نعاني مثل العبيد، مجتمعنا كان مليئًا بالمعايير والقواعد ‏المتحضرة، ولكن منذ الاحتلال التركي ونحن نعاني من الموت والمعاناة، قبل سنوات كانت حقوق المرأة تتحقق ‏بالكامل، ولكن التيارات الدينية، أعادتهم إلى الحكم الأبوي، أعادوا الختان.

جرائم الشرف

واخترعوا جرائم الشرف، وبدأوا يدمرون المجتمع عبر فتح ثغرات ثقافية وخطيرة، لإقرار نمط ديني ‏مقلق في المنطقة وخاصة في عفرين.‏ شهادة الناشطة في حقوق النساء، تتطابق مع التقارير الدولية التي رصدت انتهاكات شبه يومية في شمال سوريا، بداية ‏من الحملة العسكرية التركية التي انطلقت في يناير من عام 2018 وصاحبتها حملة تطهير عرقي تهدف إلى طرد الأكراد من ‏منازلهم واستبدالهم باللاجئين العرب في تركيا.

وأسس الإخوان حملة منهجية للإرهاب الذي ترعاه الدولة، بهدف التطهير العرقي وتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة، ‏فارتكبت هي ووكلائها الجهاديون جرائم عرقية وطائفية، وحرقوا الكتب والوثائق والتحف التاريخية ودمروا الأماكن ‏المقدسة، مثل معبد عين دارا التاريخي، ومركز الاتحاد الأيزيدي، واستهدفوا الصحفيين والحقوقيين والناشطين بما فيهم ‏النسويات.

أردوغان

كما حاولت الجماعة وحلفاءها من التيارات التركية رد الجميل لـ"أردوغان"، واستعرض عناصرها عضلاتهم أمامه حتى يبرهنوا له أنهم على ‏قدر المسئولية، وشنوا حملة تهدف إلى ما يمكن وصفه بـ"تركنة" عفرين بداية من إجبار الطلاب على حمل العلم التركي والظهور في مقاطع ‏فيديو يشكرون أردوغان.

وعمل الإخوان على "تعريب" منطقة كفير سيني بالكامل من خلال توطين 4000 عائلة وترجموا أسماء الشوارع إلى التركية والعربية، ‏وبعدها تفرغوا للنساء وأجبروهن على تبني منطق الإخوان في الحياة بداية من الزي وحتى حضور الشعائر الدينية، ‏الخاصة بهم من دروس وخطب ومن قاوم منهن تعرض للمضايقة والاغتصاب.‏

ونظر حلفاء الإخوان إلى النساء الكرديات على وجهة الخصوص باعتبارهن عبيد جنس ولم يقتصر الأمر على المقاتلات، بل ‏كل نساء المنطقة، وخاصة أنهم يعتبرونهن أكبر تهديد وجودي لهم، بعدما استبسلت هذه السيدات من قبل في قتال داعش ‏ودافعن بكبرياء عن وطنهن مما يعني أن امرأة من هذا النوع وبهذه المواصفات مطلوب كسرها وواد جينات الكرامة فيها، ‏حتى لاتحمل السلاح مرة أخرى عليهم. ‏

ربيع الإسلام

أما النسويات الكرديات، اللاتي تحملن عبء الدفاع عن حقوق نساء المنطقة، تعيشن جحيما بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ‏لدرجة إطلاقهن على عملية "ربيع السلام" الاسم المعروف للحملة العسكرية التركية التي اجتاحت المنطقة وسلمتها ‏للإخوان وأنصارها "ربيع الموت"، فهي بالنسبة لهن ليست إلا مزيد من الإذلال والقتل والعنف الجنسي.

‏ ومن جهته قال محمد دحروج، الداعية الإسلامي والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن "نظرة جماعة الإخوان للمرأة ‏كنظرتهم ‏لملفات كثيرة نظرة وظيفية بحته، يتم استثمارها حسبما تدعو الحاجة إليه".

وأوضح الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن "الإخوان تلعب بهذه الورقة دون أدنى خجل في كافة المجالات ‏السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل التنظيم وخارجه دوليا وعربيا وإسلاميا".

كما كشف "دحروج" عن منطلقات الثقافة الإخوانية التي زرعها التنظيم في مصر، والتي كانت توظف قسمي الأخوات ‏والفتيات ‏في كل الأنشطة المشروعة وغير المشروعة لتعظيم مكاسب الجماعة من المرأة. ‏

نقلًا عن العدد الورقي...،

الجريدة الرسمية