لماذا يفرض البيت الأبيض على كتاب مستشار ترامب حق" الفيتو "؟
دام التعامل بين مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني الأسبق "جون بولتون" ودونالد ترامب ما يقارب الثلاثة أعوام ،كان خلالهم بولتون اليد اليمني لترامب ، وبرغم منصبه والسلطات الذي كان يمتلكها إلا أن بولتون قرر التخلي عن هذا وقدم استقالته ، تاركا أسبابا واضحة لذلك بأن التعامل مع رئيس غير حكيم معجب ومحب بالحكام المستبدين ومهووس بإعادة انتخابه مرات كثيرة ، أمر كاد يعرضه للإصابة بنوبة قلبية يموت تؤي به إلي الهلاك.
وعزم بولتون علي تقديم كتاب يحمل عنوان "الغرفة التي شهدت الأحداث" المقرر إصداره الثلاثاء 23 يوينو ، يصف به شخصية ترامب حيث وصفه بأنه رئيسا جاهلا بأبسط الحقائق والمعلومات الجغرافية، ولا تتعدى قراراته رغبته في التمسك بمنصبه لفترة ولاية ثانية وأكثر.
وكان قد صدر العديد من الكتب حول شخصية دونالد ترامب الرئيس الأمريكي ، ولكن الكتاب الأخير لمستشار الأمن الوطني السابق جون بولتون أثار اهتماما لدى الرأي العام أكثر من غيره، نظرا لمنزلة الكاتب وطبيعة المعلومات التي أوردها، وقال البيت الأبيض إنه من غير المسموح لمستشار الأمن الوطني الأسبق "جون بولتون" نشر كتاب لأنه يحتوي بشكله الحالي، على معلومات سرية.
ونقدم أبرز النقاط التي جاء بها جون بولتون في كتابه:
-الرغبة الأساسية فى الحكم لأكثر من فترتين
كشف بولتون في كتابه أن ترامب أخبر الرئيس الصيني أن الشعب الأمريكي يريد منه أن يجري التعديلات الدستورية اللازمة للسماح له بالاحتفاظ بالحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين. ويقول بولتون ، في مقطع من الكتاب نشرته صحيفة وول ستريت جورنال: "جاء ذلك عندما قال شي"الرئيس الصيني" إنه يرغب بالعمل مع ترامب ل6 سنوات أخرى، مما أدي بالرئيس الأمريكي إلى الرد بأن الشعب الأمريكي يقول إن تقييد الرئاسة بفترتين فقط يجب أن يرفع في حالته هو فقط ومدهم لأكثر من 8 سنوات" "وقال شي إن الولايات المتحدة تشهد كما كبيرا من الانتخابات، وإنه لا يريد التحول عن ترامب. وهز الرئيس الأمريكي رأسه معربا عن تأييده لما يقوله نظيره الصيني".
-بناء معسكرات الاعتقال "شيء صحيح"
أثارت مؤخرا معاملة الصين لأقلية الإيغور لها انتقادات دولية، إذ يعتقد أن نحو مليون من أفراد هذه الأقلية معتقلون حاليا إقليم شينجيانغ.
وذكر بولتون أن صدّق ترامب ظاهريا على قرار بفرض عقوبات على مسؤولين صينيين متورطين في احتجاز الإيغور، وهو ما أثار غضب الصين. ولكن بولتون يقول في كتابه إن ترامب رحّب كثير بالإجراءات الصينية، عندما دافع الرئيس شي عن بناء معسكرات الاحتجاز تلك. ويقول بولتون في كتابه:"قال ترامب إن على شي المضي قدما في بناء معسكرات الاحتجاز، وهو أمر وصفه بأنه الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله".
-ترامب صديق للديكتاتوريين
يكشف بولتون أن الرئيس الصيني ليس وحده الزعيم المتسلط الذي يتهمه بالتحالف معه، فقد كان ترامب راغبا في التدخل في التحقيقات القضائية لمحاباة وصداقة الديكتاتوريين الذين يشبههم ويحبهم. وحسب ما كتب بولتون في كتابه:"عرض ترامب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساعدته في عام 2018 في التحقيق الذي كان يجري في الولايات المتحدة حول شركة تركية متهمة بانتهاك العقوبات المفروضة على إيران. وأوضح مستشار الأمن القومي السابق أن ترامب وافق على معالجة الأمور، قائلا إن المسؤولين الذين كانوا يديرون التحقيق هم من "أتباع أوباما".
-هل بريطانيا قوة عظمي؟ كانت بريطانيا الدولة الثالثة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، اختبرت سلاحا نوويا في عام 1952. ولكن حقيقة أن بريطانيا تعد عضوة في النادي النووي كان أمر لا يعلم به ترامب حيث سرد بولتون في كتابه لقاء جمع بين ترامب ورئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي أشار خلاله أحد المسؤولين إلى بريطانيا على أنها قوة نووية. وبحسب بولتون، فإن ترامب رد قائلا: "آه، إنكم قوة نووية؟" ويقول إن الملاحظة "لم تأت على سبيل النكتة أو المزاح". الأمر الذي كشف عن جهل شديد وقلة ثقافة بأبسط المعلومات الذي يجيب ان يمتلكها موظف بأمريكا وليس رئيسا بها.
واختتم بولتون بملاحظة وجملة ترددت كثيرا خلال صفحات الكتاب بشأن الرئيس دونالد ترامب بانه رجلا يقول "لا يقول إلا الهراء". وبعدما سمع محادثة رئاسية بشأن الملفات الاجتماعية و السياسية قال: "لقد كدت أصاب بنوبة قلبية".