رئيس التحرير
عصام كامل

التضحية بالرئيس!


هل يمكن أن تراجع الإخوان نفسها وتعيد حساباتها وتقرر تقديم تنازلات لكي تتفادى ما ينتظرها يوم ٣٠ يونيو؟

هذا سؤال يطرحه البعض الآن لأنهم يفكرون بطريقة عاقلة ولأنهم أيضا يرصدون عن قرب حالة الذعر التي تنتاب قيادات وأعضاء الجماعة الآن، رغم أن المواقف الظاهرية لقيادات الإخوان تشير إلى عكس ذلك، أي تشير إلى تصلب في المواقف والإصرار على المعني في الطريق الذي رسموه لأنفسهم وجماعتهم لفرض سيطرتهم كاملة على البلاد وليس على حكمها فقط.


وقد ساعد أيضا على طرح هذا السؤال مجددا ما نسب لوزير العمل السابق أحمد البرعي والقيادي في حزب الدستور وجبهة الإنقاذ حول إبداء الإخوان استعدادهم لتقديم تنازلات تلبي المطالب السابقة للمعارضة ولم يتبق سوي طلب واحد فقط مازالوا يرفضونه وهو الانتخابات الرئاسية المبكرة.

غير أن هناك من لا يستبعد أن يضطر الإخوان في نهاية المطاف لإعمال المبدأ الطبي الشائع وهو التضحية بالجنين لإنقاذ الأمن، أي التضحية بالرئيس لإنقاذ الجماعة.. ولعل هؤلاء تحديدا هم من يروجون الآن لما يقال ويتردد حول بحث الإخوان عن صفقة خروج آمن من الحكم.. فالجماعة لديهم أبقي وأهم من الدكتور مرسي وأي قيادي آخر في الجماعة ربما باستِثناء محمود عزت وخيرت الشاطر ذلك الثنائي الذي يحكم قبضته على الجماعة وإدارتها.

لكن حتي لو حدث ذلك فقد سبق السيف العزل بعد أن حاز الإخوان على قدر واسع من كراهية الناس العاديين والبسطاء بسبب سياساتهم ومواقفهم وتصرفاتهم أو استبدادهم وفشلهم الذريع.. وسوف يحتاج الإخوان لوقت ليس قصيرا حتي تصفو نفوس المصريين لهم سواء ضحوا بالرئيس أو لم يضحوا به.
الجريدة الرسمية