رئيس التحرير
عصام كامل

تزامنا مع احتفالات الكنيسة.. حبيب جرجس "ناظر مدارس الأحد"

القديس حبيب جرجس
القديس حبيب جرجس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم ، بتذكار اعتراف المجمع المقدس بقداسة الأرشيدياكون حبيب جرجس ، ومنحه لقب "القديس"، بعد حياة خدمية طويلة في الكنيسة، نجح خلالها في تأسيس خدمة مدارس الأحد. 

الأرشيدياكون حبيب جرجس هو مؤسس مدارس الأحد، وله فضل كبير في الحفاظ على التعاليم الكنسية، والقديس حبيب جرجس كان يتمتع بمعرفة وعلم غزير وله العديد من المؤلفات في مختلف العلوم الكنسية وتاريخها.

«مدارس الأحد» هي حركة تعليمية قبطية نشأت في الكنيسة عام 1918 على يد مؤسسها حبيب جرجس، وكان الغرض منها تعليم الأطفال والنشء والفتيان والشباب مبادئ الإنجيل والفضائل الحميدة والأخلاق، وهى منتشرة في كل الكنائس القبطية بمصر وبلاد المهجر، ويخدم بها خدام متطوعون.

نشأت «مدارس الأحد» كحركة علمانية، من غير رجال الدين، لكن مؤسسها حبيب جرجس جعلها برئاسة بابا الكنيسة، ربما لكى يكتب لها الثبات والانتشار، وكان لمدارس الأحد العديد من الأهداف أهمها «تعويد» الطفل منذ طفولته على تقديس يوم الأحد والحضور إلى القداس، وتعليم الأطفال حقائق العقيدة الأرثوذكسية، وتوعيتهم بتاريخ الكنيسة القبطية وتراجم قديسيها وآبائها، وتعويد الأطفال على ممارسة الفضائل والأخلاق المسيحية، وتحذيرهم من الوقوع في الخطايا المنتشرة، وبث الروح القومية في الأطفال، وتعويدهم على خدمة شعبهم وتأصيل حب الوطن والولاء له، والعناية بصحة الأطفال الروحية والنفسية والجسدية.

بدأت «مدارس الأحد» في سنة 1918، كدرس بعد القداس، ثم تطورت، وبدأت حركة نشرها في الثلاثينيات، وبالتحديد في عام 1935 م، لكن تم تخصيص يوم الجمعة لما عرف فيما بعد بـ«التربية الكنسية»، نظرا لأن يوم الجمعة هو الإجازة الرسمية، لكن ظلت تعرف بـ«مدارس الأحد».

مدارس الأحد عبارة عن فصول مقسمة بالمراحل الدراسية للأطفال بدءا من سن الحضانة والمرحلة الابتدائية، ثم الفتيان في المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية، ثم بعد ذلك يتحول الأمر إلى اجتماعات، وفيها ينتقل الشباب في مرحلة الجامعية وما بعدها إلى اجتماعات مثل «اجتماع الشباب - اجتماع الشابات - اجتماع الأسرة - اجتماع المتزوجين حديثا - والمقبلين على الزواج - اجتماع الرجال - اجتماع السيدات».

يتلقى المشاركون في المراحل الدراسية المختلفة، في كل مرحلة مبادئ التعليم الديني حسب السن، وذلك من خلال مناهج دراسية خاصة لكل مرحلة، ويكون هناك خدام للأولاد، وخادمات للإناث، ويكون هناك خادم كبير مسئول عن كل مرحلة دراسية يطلق عليه «أمين- أمينة الخدمة».

وحدد حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد، صفات الخدام، أهمها أن يكون قدوة صالحة لهم، مستندا على أن الدين والأخلاق لا يأخذان بالنصح والإرشاد بل يكتسبان من النماذج الحية، كما يجب أن يتوفر في خادم مدارس الأحد الرغبة الصادقة في خدمة النفوس على أساس روحى سليم، وأن يداوم على تدريب نفسه على السمو في السلوك حتى يكون قدوة، ولا يركز اهتمامه في الخدمة على النظام والإدارة ويهمل الأمور الروحية، وأن يكون مطيعا لأمين الخدمة والأب الكاهن من أجل تطوير الخدمة وتحقيق الفاعلية فيها.

العلاقة بين الخادم وطفل مدارس الأحد لا تقتصر على الكنيسة فقط، بل يشترط على الخادم أن يكثر من الجلوس مع الأطفال في أوقات فراغهم ليدرس شخصيتهم جيدا «مبدأ الخدمة الفردية»، مع إلمامه بخصائص مرحلة النمو في كل مرحلة عمرية مع سماتها السيكولوجية حتى يتعرف على الدوافع والاتجاهات والغرائز، وتشجيع الأطفال على الثقافة والاطلاع واقتناء الكتب والتردد باستمرار على المكتبة، وتشجيع الأطفال على الاشتراك في الأنشطة المدرسي.

الجريدة الرسمية