بعد "بروباجندا" أمريكية زائفة.. الدول العظمى تتنافس في إنتاج لقاح ضد كورونا

منذ عقود وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية ترسيخ فكرة "الهيمنة الأمريكية" في شتى المجالات وتقديم نفسها كأكبر قوة عظمي في العالم سواء من خلال البروباجندا الزائفة أو التدخل في شئون الدول بين الحين والآخر لتأكيد سيطرتها ووجودها في دول مختلفة من أنحاء العالم.

إلا أن فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 كشف عجز واشنطن أمام الأزمة وزيف هذه الادعاءات فمنذ ظهور العدوى في ديسمبر الماضي تكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة سواء بشرية أو مادية إذ تعرض ما يقرب من الـ 2.27 مليون شخص للإصابة بالعدوى وتوفي أكثر من 120 ألف آخرين، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية، كل هذا ولم تستطع الإدارة الأمريكية تحريك ساكنا ووقفت أمام الأزمة في بلدها كالمتفرج، فما بالنا باكتراثها بباقي دول العالم.

ومع استمرار تفشي جائحة كورونا منذ ديسمبر وحتي وقتنا هذا دون توقف، تتسابق العديد من الدول العظمي للتوصل إلى لقاح لإنهاء الأزمة التي كبدت العالم أجمع خسائر سيحتاج إلى فترة ليست بالقصيرة لتلافي نتائجها وتعويضها، وتصدر المشهد العالمي والظهور بموقف "المنقذ".

بريطانيا

كشف مجموعة من علماء جامعة أكسفورد البريطانية عن لقاح جديد يحمي من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، ويمنع انتقال العدوى للإنسان لقرابة عام، ويمكن استخدامه كمصل موسمي.

ويجري علماء أكسفورد تجارب عى 10 آلاف شخص لمعرفة مدى فاعلية اللقاح الجديد المطور، وسط تأكيدات المسئولين بأن اللقاح قادر على منع الإصابة بالعدوي لمدة عام تقريبًا.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة "استرازينيكيا" للأدوية والمتعاقدة مع جامعة أكسفورد، باسكال سوريوت، إن اللقاح الجديد برغم أن نتاءجه لم تكن مقرر ظهورها قبل أغسطس المقبل إلا أن التجارب أجريت وتم عقد العديد من الصفقات التي تتجاوز المليارات.

وأعرب  سوريوت عن ثقته الكبيرة في نجاح اللقاح وقدرته على تحقيق نتائج إيجابية لمنع انتشار وانتقال فيروس كورونا لمن يحقن به لمدة لا تقل عن عام، لافتا إلى أن الشركة المصنعة ستزود العالم بالجرعات الكافية.

الصحة العالمية: نأمل في إنتاج مئات الملايين من جرعات لقاح لكورونا

الصين

تحاول الصين بشتي الطرق وتكثف من أبحاثها من أجل التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد قبل أي طرفا آخر، إذ تسعي بكين لتحسين موقفها الدولي بعد أن تلقت العديد من الاتهامات والتنديدات بعد تفشي الوباء من مدينة ووهان إلى مختلف أنحاء العالم.

وفي 16 يونيو الجاري، أحصت منظمة الصحة العالمية 11 تجربة سريرية جارية، علي اللقاحات المرشحة في جميع أنحاء العالم.

وتقام خمس من التجارب على البشر في الصين وحدها، إذ تمثل الصين الآن ما يقرب من نصف التجارب السريرية التي تختبر لقاحات كورونا، بما في ذلك المرشحين من CanSino Biological و Sinopharm (1099.HK) ومعهد ووهان للمنتجات البيولوجية، ولكن يعد أبرز لقاح صيني هو الذي تشرف عليه شركة «سينوفاك».

كما أعلنت الصين في وقت سابق من صباح اليوم الجمعة، بدء إجراء اختبار لقاح تجريبي سادس ضد فيروس كورونا  على البشر، بعد أن قالت شركة «كلوفر بيوفارماسيوتيكالز» إن دراسة في مرحلة مبكرة لمرشحها كانت جارية باستخدام معززات لقاح من المملكة المتحدة GSK (GSK.L) و Dynavax في الولايات المتحدة.

فرنسا

تجري شركة "سانوفي" الفرنسية للأدوية والتي تعد الشركة الخامسة عالميا في مجال الأدوية أبحاثها على لقاحين  لكورونا.

كما قررت السلطات الفرنسية رصد 200 مليون يورو للأبحاث الخاصة بفيروس كورونا، وقال المدير العام التنفيذي لشركة سانوفي بول هادسون، إن هناك احتمالا قويا لنجاح تجربة اللقاح وفاعليته، لافتاً إلى رصد الشركة ميزانية تقدر بـ 610 مليون يورو لأبحاث وتجارب اللقاح إضافة الى بناء معمل جديد للقاحات في فرنسا.

أمريكا

أعلنت شركة مودرنا الأمريكية المنتجة للقاح المحتمل المضاد لفيروس كورونا المستجد، بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح في يوليو المقبل.

وستشمل المرحلة النهائية من التجارب السريرية، استخدام اللقاح علي نحو 30 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وسيتلقى المشاركون في التجارب السريرية 100 ميكروجرام من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لبيان تأثيره وفاعليته في مواجهة المرض، وستكون هذه العملية بمشاركة المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.

وأكدت شركة مودرنا أنها لا تزال في طريقها لتقديم ما يقرب من 500 مليون إلى مليار جرعة سنويًا، بدءًا من عام 2021.

ويعد اللقاح الذي تشرف عليه شركة مودرنا الأمريكية من أبرز اللقاحات المرشحة للتصدي لفيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

روسيا

ذكرت نائبة رئيس الوزراء الروسي تاتيانا جوليكوفا، أنه من المقرر إنتاج لقاحين من تطوير مركز "فيكتور" ومركز "غامالي" في شهر سبتمبرالمقبل.

وقالت جوليكوفا "فيما يخص المواعيد، ومن المتوقع إنتاج اللقاح في عام 2020، لافته إلى مشاركة مؤسسات رائدة في هذا المجال، بينها المؤسسة الفيدرالية، ومعهد غامالي، بالتعاون مع المعهد الـ 48 بوزارة الدفاع الروسية.

وستجري التجارب السريرية في معهد غامالي والمعهد الـ 48 لوزارة الدفاع بين شهري يونيو وأغسطس 2020، وبناءً على ذلك، فإن الإنتاج الصناعي المفترض سيكون في سبتمبر.

وأشارت المسؤولة إلى أن باحثي مركز "فيكتور" الحكومي للعلوم سيطلقون لقاحا في نفس الفترة تقريبا، حيث ستبدأ فترة إجراء التجارب السريرية في يونيو، ولكنها تشمل سبتمبر، ومن ثم سيتم الإنتاج الصناعي.

ومن جهته، يشارك معهد سانت بطرسبرج لأبحاث اللقاحات والأمصال التابع للوكالة الطبية والبيولوجية الفيدرالية، في تطوير لقاح أيضا، وسيجري التجارب السريرية في الفترة ما بين سبتمبر، وديسمبر، وبذلك سيتم إطلاق اللقاح في ديسمبر.