رحلة البحث عن الـ"أوكسيميتر".. ارتفاع جنوني في أسعار أجهزة قياس نسبة الأكسجين.. واختفاء الإيطالي والألماني من الأسواق
جاءت أزمة انتشار وتفشى فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) لتزيح الستار عن جزء من عالم «تجار الكوارث» وهى فئة بدأت فى استغلال أزمة الجائحة التى ضربت دول العالم ورفعت أسعار المستلزمات الطبية الضرورية إلى حدود خيالية مستثمرة حاجة الكيانات الطبية والأشخاص العاديين لها واستعدادهم لشرائها بأى سعر حتى وإن كان أضعافا مضاعفة.
قياس نسبة الأكسجين
«أوكسيميتر – oximeter» هو جهاز قياس نسبة الأوكسجين فى الدم يشبه «المشبك» ويستخدم فى إصبع الإنسان وخلال الأيام الأخيرة شهد نقصا وارتفاعا جنونيا فى سعره لزيادة الطلب عليه رغم أنه من قبل لم يكن عليه طلب إلا قليلا.
غير إنه فى ظل استمرار أزمة إصابات فيروس كورونا نتيجة العزل المنزلى للمصابين ورغبة الكثير منهم فى شراء الجهاز واستخدامه فى المنزل أصبح يباع كالمواد المهربة ويصعب إيجاده بسهولة.
«فيتو» تواصلت مع عدد من باعة المستلزمات الطبية لشراء جهاز «أوكسيميتر» غير إنهم جميعًا اتفقوا على عدم توافره فى الأسواق هذه الفترة، كما لفتوا الانتباه إلى عدم الإعلان عن سعر محدد له مؤكدين أن السعر يتحدد عندما يتوفر الجهاز نظرا لأن كل يوم الجهاز له سعر مختلف والتواصل معهم باستمرار لحين توفير الجهاز.
صناعة صينية
وفى نفس السياق أكد عدد من الصيادلة والمسئولين عن المستلزمات الطبية أن الجهاز المتوفر فى السوق حاليا صناعة صينية وزاد سعره عشرة أضعاف ثمنه، وذلك بسبب زيادة الطلب عليه نتيجة نقصه بالمستشفيات وعزل آلاف المصابين بفيروس كورونا فى المنازل.
من جانبها قالت الدكتورة نجوى هاشم، نقيب صيادلة الجيزة: الجهاز حاليا تحتاجه كل المستشفيات وأقسام الطوارئ والاستقبال ويقيس نسبة وصول الأوكسجين فى الدم إلى المخ، والنسبة الطبيعية من ٩٠ إلى ١٠٠ وفى حالة انخفضت النسبة عن ٩٠ يحتاج وقتها المريض إلى جلسات أكسجين والذهاب إلى المستشفى وقياس نسبة الأكسجين مؤشر على مدى خطورة الحالة.
والجهاز قبل أزمة فيروس كورونا كان سعره لا يتجاوز 200 جنيهًا ثم ارتفع سعره إلى ٣٠٠ ثم ٤٠٠ جنيه وحاليا فى أزمة فى توفيره ومنذ أيام حاولت شرائه وصل إلى ٢٠٠٠ جنيه، وحاليًا يباع فى المحال المستلزمات الطبية فى شارع قصر العينى بأسعار مختلفة تتراوح ما بين ١٢٠٠ و١٥٠٠ وتصل٢٠٠٠ جنيها ولا يتوفر فى عدد من المستشفيات وتبحث عن أسعار أقل لشرائه بالتبرعات.
الجهاز مستورد
وتابعت: الجهاز يتم استيراده من الخارج ولا يصنع محليًا وكل الموجود في السوق صيني حاليًا وقبل الأزمة كانت يتوفر منه أنواع ألمانى وإيطالي بـ ٣٠٠ جنيه ويتوفر في غالبية الوقت في محال المستلزمات الطبية والصيدليات ونظرًا لأنه أصبح كل يوم بسعر مختلف لم تعد توفره الصيدليات كما أن محال المستلزمات الطبية لا تبيعه بفاتورة.
وكشفت نقيب صيادلة الجيزة أن الأمر ذاته ينطبق على أجهزة قياس الحرارة عن بُعد فبعدما كان سعرها ٤٠٠ جنيها حاليًا أصبح ٣٠٠٠ و٤٠٠٠ جنيها وكله صيني وذلك بسبب طمع أصحاب محال المستلزمات الذين يعملون دون رقابة وليسوا خريجي مهن طبية ومع زيادة الطلب على الجهاز قامت محال المستلزمات بزيادة الأسعار.
الاستخدام
من جانبه قال الصيدلي على عبد الله مدير مركز الدراسات الدوائية: الجهاز يسهل استخدامه فى المنزل لقياس نسبة الأوكسجين فى الدم والتى يجب ألا تقل عن 92% لأنها إذا كانت أقل يعنى أن هناك مشكلة فى عمل الرئة والجهاز متوفر في محال شارع قصر العينى وشارع القضاعي في شبرا.
وهذه المناطق هى مصب وكذلك منبع أي مستلزمات طبية سواء رسمية أو مجهولة المصدر ومصنعه تحت بئر السلم مع الأخذ فى الاعتبار أنه حتى وقتنا هذا لا يوجد قانون ينظم عمل محال المستلزمات الطبية أو حتى قانون يفرض سعر موحد للمستلزمات التى باتت تخضع لأهواء أصحاب المحال وضميرهم.
فى حين قال الدكتور حاتم البدوي سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية: جهاز الـ«أوكسيميتر» ارتفع الطلب عليه مع التوسع فى حالات العزل المنزلي للمصابين بفيروس كورونا رغبة من المرضى فى الاطمئنان على أنفسهم ومتابعة الحالة الصحية لهم وإذا كانت نسبة الأوكسجين لديهم منخفضة أو فى معدلها الطبيعي وكذلك أنبوب الأوكسجين زاد الطلب عليها.
وتابع: المريض يحتاج لقياس الأوكسجين٣ مرات يوميًا ولهذا استغلت بعض شركات الاستيراد هذا الأمر ورفعت أسعار المنتجات التى تستوردها مع الأخذ فى الاعتبار أن الأجهزة المتوافرة حاليًا فى السوق المصري صينية الصنع.
فيما قال محمد إسماعيل عبده رئيس شعبة المستلزمات الطبية بإتحاد الغرف التجارية: جهاز pulse oximeter يعمل على قياس نسبة الأكسجين فى الدم ويشبه المشبك فى طريقة عمله ويتم وضعه على إصبع اليد والجهاز لا يصنع فى مصر ويتم استيراده من كوريا الجنوبية أو الصين وتوجد منه ضناعة أمريكية يبلغ ثمنه الجهاز الواحد منها ١٧٠٠ جنيه قبل أزمة كورونا وهو يعد أغلى الأنواع وأكثرهم دقة.
وسوق المستلزمات الطبية كان يحقق مبيعات بـ ١٠ مليارات جنيه سنويا وحاليا بعد أزمة الكورونا وزيادة الطلب على المستلزمات الطبية زادت نسب التداول من ١٥ إلى ٢٠%، والجهات المنوط بها الرقابة على سوق الأجهزة الطبية هيئة الرقابة على الصادرات والواردات والجمارك وحماية المستهلك لمنع الغش التجارى.
نقلًا عن العدد الورقي...