رئيس التحرير
عصام كامل

الفقي: إثيوبيا تسعى إلى التنصل من الاتفاقيات السابقة وعلى مصر اللجوء إلى مجلس الأمن

الدكتور مصطفى الفقي
الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية

قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية إن إثيوبيا تسعى إلى التنصل من كل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع حصص المياه الخاصة بنهر النيل وبالأخص اتفاقية عام ١٩٥٩ وكأنها تريد أن تلغي القانون والتاريخ وهو أمر لن يقبله أحد.

وأوضح أن السودان أدركت أن الضرر يمكن أن يصيبها وهو الأمر الذي يكمن وراء التحول في الموقف السوداني بعد رحيل البشير. 

وأضاف خلال تصريحات صحفية له: "يبدو أننا اتفقنا على بعض التفاصيل الفنية لمرحلة ملء سد النهضة لكن تبقى الأساسيات محل إنكار من الجانب الإثيوبي فهي لا تريد أن تعترف بالاتفاقيات السابقة لحصص النيل وتريد الخروج منها وهنا مكمن الخطورة".

وتابع: من غير المنطقي أن نقول إن المياه من حق دولة المنبع وليس هناك نصيب لدول المصب من المياه.

واستطرد: “أرى أن تلجأ مصر إلى مجلس الأمن والذي من صلاحياته أن يحيل الأمر إلى محكمة العدل الدولية باعتبارها قضية تهدد السلم والأمن الدوليين” ، مطالبًا بضرورة استخدام كل أوراق الضغط من خلال القوى الصديقة والشقيقة للطرفين للوصول إلى إتفاق عادل لكل الأطراف.

وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية أن هناك قوى صاحبة مصلحة تريد أن تعرقل الاتفاق بدا ذلك واضحًا من انسحاب الطرف الإثيوبي من الاتفاق في الولايات المتحدة الأمريكية قبل ساعات من توقيع الاتفاقية ، وذلك بهدف ان تظل المشكلة قائمة تستنزف الطرفين بالأخص مصر. 

 

وقال: ”من المؤسف أن نسبة كبيرة من أشقائنا في أفريقيا تتعاطف أكثر مع إثيوبيا لأنها في نظرهم الدولة الأفقر والأضعف وتعاني من ضعف التيار الكهربائي” ، لافتًا إلى أنه لولا حالة الفوضى التي صاحبت أحداث 2011 ما كان للسد أن يبنى ولا سيما انه لم تتم إدارة الصراع بجدية إلا مع تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم.

وأضاف أن إثيوبيا استهلكت الوقت لصالحها في بناء السد في محاولة لفرض الأمر الواقع بنفس النظرية الإسرائيلية في إطالة أمد التفاوض بينما يجري بناء المستوطنات ، مشيرًا إلى أن تصريح وزير الخارجية سامح شكري بخصوص الخيارات السياسية لحل النزاع يبعد عن مصر شبهة التفكير في القيام بعمل عسكري فلا يمكن أن نصنع عداوات تصل إلى حد الحروب بين دول يربط بينها نهر مشترك ، فالحرب تؤدي إلى حالة استقطاب دولي وإقليمي لصالح كل طرف.

وأبدى الفقي تحفظه على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حول الحديث عن الحرب التي يراها للاستهلاك الداخلي وتفتقر إلى الحنكة ، مشيرًا إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يلجأ إلي تصريحات عنترية وهو ما يجعل حديثه له مصداقية ولا سيما أنه يكرس مبادئ مهمة في السياسة الخارجية تقوم على الاستقرار والتعاون في حل النزاعات وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

وقال إنه من الممكن أن نسير في ثلاثة مسارات بالتوازي هي التفاوض والوساطة واللجوء إلى مجلس الأمن.

نجاح عملية زراعة قولون لطفلة عمرها 7 شهور في الإسكندرية

 

واختتم الفقي حديثه قائلًا إنه ينبغي أن نحل المشكلات القائمة بأسس تحافظ علي الثوابت لمصلحة الأجيال القادمة ، ومصر بلد كبير يتعدى سكانه مائة مليون لن يعطش ولا تزال هناك "كروت" لم تستخدم ولكل حادث حديث.

الجريدة الرسمية