رئيس التحرير
عصام كامل

رغم تصاعد الخلافات.. لماذا لا تستطيع أوروبا قطع علاقتها مع الصين؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية والانتقال منها إلى مختلف أنحاء العالم بالإضافة إلى اعتزام السلطات فرض قانون الأمن القومي الصيني في منطقة هونج كونج ذات الحكم شبه الذاتي بدأ ظهور حديث عالمي حول ما إذا كان يجب على الديمقراطيات الغربية إعادة التفكير جذريا في علاقاتها مع الصين.

ولكن بناءً على أن العديد من اقتصادات تلك الدول تعتمد علي الصين، تصبح عملية قطع العلاقات صعبة ومعقدة للغاية، خاصةً وأن الاتحاد الأوروبي قضى السنوات القليلة الماضية في السعي إلى مزيد من التعاون مع بكين، بهدف تحقيق الاستثمار السلس في اتجاهين، وربط الأسواق الكبري ببعضها البعض.

 

أزمة كورونا

وأوضحت العديد من الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي، أن تفشي فيروس كورونا قد عزز في الواقع حقيقة أن التعامل مع الصين، أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وتعتبر الأولويات الحالية للاتحاد الأوروبي هي إدارة واحتواء الفيروس التاجي الجديد، وتلافي الخسائر الاقتصادية والاستراتيجية ، وأن يصبح لاعبًا جيوسياسيًا هاما في العالم، بالأضافة إلي أن تكون القارة رائد عالمي في أزمة المناخ، بحسب شبكة «CNN» الأمريكية.

ويعتقد العديد من المسئولين في بروكسل أن توسيع العلاقات مع الصين يلعب دورًا في كل هذه الأهداف، إذ يعتقدوا أن المشاركة الصينية ضرورية لفهم الفيروس وتعلم الدروس الصحيحة من تفشي المرض نظرا لخبرتها الواسعة مع سلالة الفيروسات التاجية.

"هونج كونج" ورقة القوى العظمى لترويض الصين

أزمة المناخ والاستثمارات

وفي حالة محاولة السيطرة علي أزمة المناخ وعلاجها والتصدي لها، فمن البديهي أن يكون المكان المناسب للبدء في ذلك، هو من أكبر دولة مسببة للتلوث في العالم وهي "الصين".

ومع نمو الصين بعد الانهيار الاقتصادي، بدت الأموال الصينية أكثر جاذبية للاقتصادات الأوروبية، إذ أن ثروة الصين الهائلة واستعدادها للاستثمار، كانت فرصة مثالية للغاية لاقتصادات الاتحاد الأوروبي المتعثرة، والتي ألحق بها الفيروس التاجي الجديد مؤخراً العديد من الخسائر.

 

موقف صعب

ومع ذلك، فأن الوباء قد أعاد تركيز الاهتمام على قضايا أخرى تتعلق بالصين، مثل قضية مسلمي الايجور في منطقة شينجيانج، والتجسس الصناعي، وقمع الديمقراطية في هونج كونج.

وهذا يضع أوروبا في موقف صعب، فمن ناحية يجب عليها أن تتعامل وتتعاون مع بكين، ومن ناحية أخرى، يجب أن تعترف بشكل أكثر ملاءمة بأن الصين منافس نظامي لا يمكن الوثوق به بالكامل.

الجريدة الرسمية