يوميات "صيد الصقور" في جبال قنا.. "الحر" و"الشاهين" الأغلى.. و"ربع مليون جنيه" سعر الطائر الواحد.. ووزارة البيئة تطارد المخالفين
الطبيعة الجبلية التي تتميز بها بعض المناطق في محافظة قنا فتحت المجال لانتعاش ما يعرف في المحافظة الجنوبية بـ«تجارة الصقور» وهى تجارة يمارسها غالبية قاطني الجبال أو صيادو الطيور الجارحة والحيوانات البرية.
وتنتشر في ذلك الوقت من العام اصطياد الصقور التي تنتشر في عدد من جبال مراكز (أبوتشت ونقادة ودشنا) ومن أكثر أنواع التجارة التي لا يعرف عنها الكثير خاصة أنها في مناطق جبلية وعرة كجبل الكرنك وجبل البطيخ وجبل السمطا وجبل نقادة بالقرب من المنطقة الأثرية.
فيزيتا الأسعار
والكثير من الصيادين كانوا لا يدركون أسعار الصقور لكن بعد انتشار تلك التجارة بدأت الأسعار ترتفع حيث قفزت من حاجز الـ 25 ألف جنيه لتصل إلى ما يقرب من 250 ألف جنيه.
وعن طبيعة هذه التجارة وكواليسها قال محمد العزامي أحد الصيادين في الجبل الشرقي بقنا: يتم وضع شبك كبير على ظهر الفريسة حتى يقع في الفخ أو ما يسمى «الدراك» وبعدها نبدأ في جمعها ومن ثم نعمل على السيطرة على الصقر الذي يكون في حالة هياج من الممكن أن يصيب أي شخص يقترب منه لذا نلجأ إلى وضع عصابة على عينيه ثم ننقله إلى مكان مخصص للتربية حتى يتم بيعه.
مهارات الصيد
وفى نفس السياق قال على محمد أحد هواة الصيد بجبل الأصيل في مركز أبوتشت: يجب على الصياد أن يكون محترفًا ويمتاز بعدة مهارات منها الذكاء والقنص السريع لا سيما وأن الصقر سريع جدًا.
ومن الممكن أن يهرب في لحظة واحدة كما يجب عليه الاستيقاظ مبكرًا والخروج إلى الجبل في ساعات مبكرة حتى يستطيع الصيد مع الأخذ في الاعتبار أنه يمكن في رحلة صيد واحدة أن يصطاد صقرا واحدا أو عدة صقور «حسب تساهيل ربنا ورزقه».
في حين أوضح ياسر الصقار صياد صقور وطيور جارحة: تعلمت هذه الحرفة منذ الصغر حيث كنت أخرج مع والدي الجبل وتعلمت الصيد وأصادف أنواعا متعددة في الجبل وبالطبع هناك العديد من المخاطر التي تواجهنا منها ثعابين الكوبرا.
أما الأسعار فتختلف حسب المواصفات والعمر والأنواع فهناك أنواع متعددة والصيد يكثر في أشهر الصيف لكن مع ظهور فيروس كورونا تراجعت أعداد من يخرجون للصيد ومن يغامر ويقرر المشاركة في الرحلات يتخذ جميع الإجراءات الوقائية لحمايته من الإصابة بالفيروس.
وأضاف: الصحراء مليئة بأنواع مختلفة من الطيور والحيوانات البرية وفي بداية عملنا بصيد الصقور لم نكن ندرك قيمتها غير إننا بمرور الأيام تعلمنا أشياء كثيرة عن الصقور مع الأخذ في الاعتبار هنا أن الغالبية العظمي من الناس بدأت تربي الصقور وخاصة صغيرة السن لبيعها بأسعار زهيدة فكانت في البداية من 10 إلى 25 ألفا إلى أن أصبحت تتراوح ما بين 100 إلى 250 ألف جنيه.
أغلى الأنواع
«الحر والشاهين أكثر الصقور انتشارًا في جبال الصعيد خاصة محافظة قنا» بحسب ما ذكره صياد صقور يدعى «م.ن.د» بجبل نقادة أكد أيضا أن سعر بعض الأنواع من الممكن أن يصل إلى مليون جنيه للطائر الواحد ، لافتا إلى أن الكثير من دول الخليج تفضل تلك الأنواع للدخول بها مسابقات تجري هناك.
وزارة البيئة
أما الشيخ ياسر العزمي أحد قاطني الجبل فأشار إلى أن وزارة البيئة منعت الصيد باعتبار أن ذلك يمثل خللا في التوازن البيئي وهناك عقوبات على من يقوم بهذا الأمر و«لهذا نحن بدأنا في منع الكثير من الشباب من القيام بعملية الصيد لكافة أنواع الطيور الجارحه وحتى الحيوانات البريه تحسبا ومنعا لحدوث مشكلات مع الدولة».
على الجانب الآخر أكد مصدر بقطاع البيئة في محافظة قنا أن «القانون جرم اصطياد الصقور والنسور وغيرها من الطيور التي تمر على أغلب جبال المحافظات ومنها قنا، وذلك بعد رصد اصطياد عدد كبير منها وبيعه في دول الخليج أو اقتنائه كنوع من الفخامة والوجاهة».
نقلًا عن العدد الورقي...