رئيس التحرير
عصام كامل

د. علياء المهدي لـ"فيتو": إذا لم يدعُ مرسي إلى انتخابات رئاسية مبكرة قبل 30 يونيو ستحدث كارثة

فيتو

تتزايد التوقعات وتتباين بين فصيلين أحدهما يرى أن اليوم المنتظر 30 يونيو سيمر مرور الكرام مثله كمثل المظاهرات والاعتصامات السابقة، والفصيل الآخر يقر بأن هذا اليوم سيشهد حضورا لم يسبق، يذكرنا بأيام 26 ، 27 ، 28 يناير 2011 التى شهدت ثورة حقيقية على الفساد، ومن المنتظر أن تشهد مصر أياما مماثلة بدءا من 30 يونيو القادم، هذا ما جاء على لسان د.علياء المهدى، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، التى ترى أن الإخوان سيبقون فى مصر كفصيل سياسى، ولكنهم لن يبقوا فى السلطة بعد تراجع شعبيتهم وشعبية الرئيس د/ محمد مرسى. 
وإلى نص الحوار ..

◄ هل تتوقعين أن يكمل الرئيس مرسى مدته الرئاسية، وفى حالة استكمالها هل سينجح فى الحصول على ثقة المصريين لفترة رئاسية أخرى؟
التنبؤ بالواقع ليس مسألة سهلة، ولكن القراءة الحالية للواقع الذى نعيشه تضع لنا ملامح يمكن من خلالها توقع استحالة بقاء د. محمد مرسى بالحكم أو احتمال التجديد لأسباب عدة؛ أولها: تراجع موقف الإخوان وشعبيتهم، وتراجع شعبية د. محمد مرسى من حيث مدى قبول الشعب له، ثالثا: الفشل فى تحقيق أى إنجازات تذكر فى أهم ثلاث جبهات (الجبهة الاقتصادية) بدء من فشل المفاوضات مع صندوق النقد الدولى ومرورا بالتضخم وعجز الموازنة العامة للدولة وما يقال حول زيادة الاحتياطى النقدى كلام غير حقيقى؛ لأن تلك الزيادة عبارة عن قروض والتزام على مصر هذا بالإضافة لارتفاع نسبة البطالة لتصل لأكثر من 14% هذا على المستوى الاقتصادى، وعلى الجانب السياسى فإن الحكومة والنظام بقيادة مرسى فشلوا فى احتواء الشعب، وانقسمنا لفصيلين؛ أولا فصيل إسلامى ينسب إلى نفسه صفة الدين، وفصيل آخر ويشمل المسلمين والأقباط والمدنيين والرافضين لما يحدث للبلاد، إذن فالرئيس فشل فى عمل مصالحة وتوافق وقسم البلاد لقسمين: (مؤيدون لمرسى) وهم الحرية والعدالة، ومعارضون له وهم الشعب المصرى كله فى مشهد لم يتكرر من قبل، فمصر لم تكن مفتتة مثلما هى مفتتة الآن، أما على المستوى الاجتماعى لم يقم مرسى بأى خطوة لحل أزمات الفقراء ولم يطبق الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور الذى وعد به وفى عهده زاد معدل البطالة ومؤشر الفقر وصل لـ25%، ومؤشر الجريمة وصل لـ 300% خلال فترة العام الماضى، وبناء على كافة الأسباب السابق طرحها لا أتوقع للرئيس أن يستكمل مدة حكمه، أو أن يأمل فى فترة رئاسة قادمة.

◄ هل تتوقعين تحسن فى الوضع الاقتصادى لمصر خلال الثلاثة سنوات المقبلة أم أن الوضع سيزداد سوءا؟
إذا رجحنا أن تكون سنة البداية هى نقطة الانطلاق فأنا أتوقع حدوث تدهور فى الوضع الاقتصادى، كنت أتوقع من أى رئيس جمهورية لدية قدرة وعزيمة وقيادة أن يعود بنا خلال سنة على الأقل إلى سابق عهدنا أو بمعنى آخر يعود بنا إلى الوضع الاقتصادى الذى كنا نعيشه قبل الثورة، ثم ينطلق بنا وللأسف الرئيس الحالى لم يرجعنا إلى العهد السابق، بل تدهور بنا الوضع ليزداد سوءا.

◄ هل تعتقدين أن مصر على شفا ثورة جياع؟
نحن على شفا ثورة إحباط، فالثورة القادمة سببها الحقيقى إحباط الشعب المصرى أما مصطلح ثورة جياع فأنا أرفض ذكره؛ لأننا من الشعوب التى ترتفع فيها درجة التكافل الاجتماعى، وهى من أهم النقاط التى يتميز بها الشعب المصرى، وأتوقع أن الطبقة المتوسطة هى تلك الطبقة التى ستحقق أعلى نسبة مشاركة يوم 30 يونيو بسبب ضعف دخلها أمام ارتفاع الأسعار وفقدان القوة الشرائية للجنيه، هذا بالإضافة لوجود إحباط سياسى قوى لعدم تحقيق أهداف الثورة (عيش – حرية - عدالة اجتماعية) ومن يقول على الرئيس إنه رئيس منتخب أقول له إننا انتخبناه بناء على وعود لم يلتزم بها، ولم يحقق أى إنجازات، بل استنكر الدستور الذى أقسم عليه، وأنكر كل ما وعد به إضافة إلى أنه لم ينجح فى التعامل مع القضايا السياسية الخارجية.

◄ وكيف ترين موقفه من قضية سد النهضة؟
أنا ألقى باللوم على المجلس العسكرى، وألوم د. مرسى وحكومته لأنهم فشلوا فى التعامل مع قضية النيل والسد وكان من الطبيعى فى ظل التدهور السياسى والحربى والأمنى لمصر أن يكون هذا هو موقف بلد مثل إثيوبيا، كما نرى جميعا سيناء أصبحت مفتوحة لكل كلب ضال، وإلى الآن لم ننزل عقابا واحدا على الإرهابيين الذين قتلوا جنودنا، رغم أن أسماء عديدة طرحت ولم يتم التحقيق بالموضوع، ولو كان هذا الرئيس محبا لبلده عليه أن يعتذر ويدعو بنفسه لانتخابات رئاسية مبكرة، وفى نفس الوقت تخرج المعارضة وتتفق على شخصية لترشحها. 

◄ من هو الشخص الأصلح لتولى مصر الآن؟
لا يوجد شخص فى جبهة الإنقاذ ليس عليه غبار، ولا يوجد بينهم من يعبر عن مصر ويمكننا القول إن هذا الرجل هو من لديه قدرة على النهوض بمصر، لذلك لا بد أن ترشح الأحزاب المصرية كلها أفضل ما فيها وأنا أرفض عملية الإقصاء لأى فصيل سياسى طالما أن الشخص لم يتهم بشيء، فالكل من حقه أن يترشح وبعدها يحدث ما يسمى بالغربلة السياسية لاختيار الأفضل. 

◄ وماذا تتوقعين يوم 30 يونيو؟
أرى أنه سيبدأ بمظاهرة تصعد إلى اعتصامات إلا أن الإخوان لن يتنازلوا بسهولة كما تنازل مبارك، ومن المتوقع أن تدور معارك دامية وأتوقع حضور أكثر بكثير والمثل يقول الكثرة تغلب الشجاعة لذا أناشد كل الشعب المصرى النزول فى هذا اليوم الذى نعتبره يوم الخلاص، وإذا لم يتخذ د. مرسى قرارات سريعة وحكيمة، وأقصد بها موافقته على انتخابات رئاسية مبكرة قبل يوم 30 يونيو سوف تحدث كارثة، وهناك سيناريوهان لهذا اليوم؛ أحدهما يقول إن 30 يونيو أزمة وستمر والآخر يرى أنها ستقلب النظام، وأنا شخصيا أميل للسيناريو الثانى؛ لأن احتمالاته أكبر بكثير، نحن فى حاجة لرئيس شجاع رئيس لكل المصريين لدية رؤية لمصلحة بلده يفتح باب الأمل للناس مصر تحتاج لرئيس يجمع بين جرأة عبد الناصر وذكاء السادات وحتى الآن لم نجد شخصا بتلك المواصفات. 

◄ وهل ترين فترة الترشيح التى تشمل الـ60 يوما كافية للعثور على هذا الشخص؟
لا أراها كافية بل على الأقل لا بد من ستة أشهر لدعم أى رئيس مرشح وتعريف الناس به.

◄ يرى البعض أن الفلول هم من يقفون وراء أزمات مصر الحالية، وأنهم العقل المدبر لكل الكوارث التى تمر بها مصر بعد الثورة، ما رأيك؟
من يسمونهم بالفلول إذا اعتبرناهم رجال الأعمال فهم جميعا مع الرئيس فى سفرياته وصفقاته بالخارج أمثال حسن مالك، أما رجال الأعمال الآخرين فهم فى السجون. 

◄ يرى البعض أنه لا يوجد تيار سياسى قوى يستطيع حكم مصر وأن الإخوان هم نتاج طبيعى لتشرذم القوى السياسية، ما رأيك؟
هذا الكلام صحيح فأنا أرى أنه لا يوجد تيار سياسى قوى إلى الآن، وأن الفترة القادمة ستشهد وجود تيارات سياسية أخرى وعلى كافة الأحزاب إعادة بناء نفسها، وأن تنضم أحزاب أخرى لبعضها لتقوى وتكون فى مثل قوة الحرية والعدالة، وهو ما يمثل الحالة الصحية لمصر.

◄ فى حالة رحيل الإخوان عن الحكم ما هو التيار الأجدر لتولى حكم مصر جبهة الإنقاذ أم الحركة الوطنية؟
الشعب هو من سيحكم مصر، لأنى لا أرى فصيلا سياسيا يمكنه ذلك فالأمر لن يحل، حتى لو رحل الإخوان لأننا لم نجد الشخص الأجدر الذى نبحث عنه. 

◄ فى ضوء ما تردد حول تراجع شعبية الإخوان هل تتوقعين فقدانهم للأغلبية فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
الإخوان لم يحصلوا على الأغلبية أبدا فنسبتهم لم تتعدَّ الـ 45 % فى مجلس النواب السابق وأتصور أنهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة لن تتعدى نسبتهم الـ 30 % أما انتخابات الرئاسة فلن يروها ثانية، وأضم للإخوان عبد المنعم أبو الفتوح .

◄ البعض يرى أن مرسى يعمل فى مناخ لا يمكّنه من إدارة شئون البلاد، ما رأيك؟
لا يوجد صحة لهذا الكلام، فالرئيس يعلم جيدا أننا فى أعقاب ثورة، ووعد وعودا كثيرة كلها لم تنفذ إضافة إلى تصرفاته غير المسئولة، حيث أعاد مجلس الشعب الذى قررت المحكمة الدستورية عدم شرعيته وأصدر إعلانا دستوريا يقول فيه أنا الدولة، وعين عددا من الوزراء غير المؤهلين وأخون الدولة بكافة مؤسساتها، وأتى برئيس وزراء مرفوض من كافة الطوائف بل أبقى عليه، واستفز شعبة بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، لهذا لا يمكن أن نلتمس العذر له على أية حال، وأقول للرئيس إنه كان بإمكانه أن يشكل حكومة ائتلافية يرضى عنها الجميع، وكان يمكنه إدخال عدد من الشباب الواعد لديهم رؤية متطورة تمكنهم من إصلاح الوضع على كافة المستويات، وأن يقاوم التقسيم الطائفى الذى حدث لمصر إذا كان حريصا عليها شعبا وأرضا. 
الجريدة الرسمية