جبرتي العصر.. كيف جسد يوسف السباعي سنوات الألم والنصر في رواياته؟
تحل اليوم الأربعاء 17 يونيو الجاري، ذكرى ميلاد الأديب والكاتب الراحل يوسف السباعي، حيث ولد في مثل هذا اليوم عام 1917 بالقاهرة.
يوسف السباعي لم يكن كاتبا أو أديبا ترك إرثا ثقافيا غزيرا للمكتبة العربية فقط، أو كاتبا صحفيا يحظى بالعديد من خبايا الأمور وصنع القرار الوطني، بل إن السباعي لعب العديد من الأدوار السياسية والدبلوماسية خلال مسيرته، وفي أصعب المراحل التي مرت بها مصر، كما شغل منصب وزير الثقافة منذ عام 1973 وحتى اغتياله عام 1978.
دون السباعي من خلال إبداعاته وروايته جانبا كبيرا من تاريخ مصر وعصورا مضت، وسنوات الألم ومرارة النكسة عام 1967، وإعادة البناء والاستعداد لإعادة الأرض، ولحظات الفرح والفخر بالانتصار في حرب أكتوبر، مما جعل أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، يطلق عليه لقب "جبرتي العصر"، ومن أبرز ما قدمه السباعي:
رد قلبي
تعد رواية "رد قلبي" من أشهر أعمال يوسف السباعي، وتدور حول حالة المجتمع المصرى قبل ثورة 1952، والتباين الطبقي في طوائفه وفئاته.
والرواية تحولت إلى فيلم سينمائي ومسلسل تليفزيوني يحملان نفس الاسم، حيث كان الفيلم بطولة شكرى سرحان وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وهند رستم ومريم فخر الدين ورشدي أباظة، وزهرة العلا وفردوس محمد، وحسين رياض.
جفت الدموع
رواية "جفت الدموع" عبارة عن قصة سياسية على هامشها حكاية حب رومانسية، وركزت الرواية على الوحدة بين مصر وسوريا والأحداث التي سبقتها من خلال شخصية "سامي" الصحفي والسياسي المشهور، حيث يقع في حب مطربة مشهورة محاطة بالإشاعات.
تحولت الرواية إلى فيلم عام 1975، من بطولة محمود يس ونجاة، ولكنها ركزت على قصة الحب أكثر من الجانب السياسي الذي لعبه الصحفي الشهير، ثم مسلسل إذاعي عام 1966 من بطولة شادية وصلاح منصور.
العمر لحظة
وصف الكثيرون رواية "العمر لحظة"، للكاتب يوسف السباعي، بأنها أعظم إبداعاته، وأكثرها تجسيدا لواقع وحال مصر في أواخر عام 1969، خلال الفترة المعروفة بحرب الاستنزاف، ولقد سجلت هذه الفترة أروع بطولات ضباط وجنود الجيش المصري.
كما جسدت جرأته وفدائه، حيث كتب السباعي تلك الرواية تقديرا لدور الجندي المصري في فترة صعبة مرت بالوطن بعد النكسة وقبل حرب أكتوبر المجيدة.
أقوى من الزمن
وفي جانب آخر ومرحلة هامة مرت بالوطن، جسد يوسف السباعي حال مصر في مرحلة بناء السد العالي والطموحات والأحلام التي صاحبت هذه الفترة في تاريخ مصر والتحديات التي وجهتها، وذلك في روايته "همسة غابرة.. أقوى من الزمن".
تم إنتاج الرواية على خشبة المسرح عام 1974، في مسرحية من بطولة عبد الرحمن أبو زهرة وصلاح قابيل وبرلنتي عبد الحميد.
ليل له آخر
تحدث السباعي في روايته "ليل له آخر" عن العلاقات بين الدول العربية وعلاقة مصر بسوريا والتغييرات السياسية التي تحدث في الساحة العربية، و ذلك في شكل قصة رومانسية تدور أحداثها عن فتاة من سوريا تجمعها علاقة حب بجندي مصري أثناء وجوده بسوريا.
وتزيد هذه العلاقة وتشتد روابطها مع الوحدة العربية ولكنها تنهي بعد انفصال مصر وسوريا، وبذلك تنتهي الرواية نهاية حزينة تماثل شعور الشعوب تجاه الانفصال.