رئيس التحرير
عصام كامل

وجه إثيوبيا الحقيقي (1)

طالما أن نتائج المفاوضات التى يجريها وزراء الرى، في كل من مصر وإثيوبيا والسودان، كان محكوما عليها منذ البداية بالفشل، فما الذي دعا إلى موافقة الأطراف على السير في طريق مسدود لا يوصل إلى نتائج إيجابية.

 

ففي اليوم السابق على بدء المفاوضات، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى أن قرار ملء الخزان في يوليو قد اتخذ وإن هذا الأمر يخص إثيوبيا وحدها ولن تتراجع عن موقفها. فماذا ينتظر من نتائج للمفاوضات طالما تم استبعاد مصر والسودان عن المشاركة في الاتفاق على بدء خطوات ملء الخزان.. وألا تتخذ اثيوبيا قرارا منفردا دون مشاورة الدول الثلاث.

 

لم تغير المفاوضات الأخيرة من الموقف الإثيوبي المتصلب.. والذى لا يراعي القوانين الدولية التي تنظم حقوق الدول المشاركة في أحد الانهار وتراعي حقوق دول المصب.. التى لديها نفس الحقوق التى تحصل عليها دول المنبع.

 

اقرأ ايضا: مفاوضات "اللحظة" الأخيرة

 

السودان تبنى الدعوة للحوارعلى أمل أن يحقق النتائج المرجوة خاصة أن المفاوضات السابقة توصلت إلى اتفاق لحل 90% من المشكلة ولم يتبق سوى نقاط محددة يمكن الضغط على اثيوبيا من جانب مصر و السودان على الاتفاق حولها.

 

مصر وافقت على الحوار من منطلق كشف النوايا الاثيوبية أمام العالم.. خاصة الدول التى تدخلت في الوساطة إلى جانب الحقوق المصرية وهو ما عبر عنه الرئيس ترامب في حديثه التليفونى مع الرئيس السيسي. وأن ترضى الشريك السودانى صاحب الدعوة والذى أعلن عن موقفه الواضح من رفض أن تتخذ اثيوبيا قرارا منفردا لملء الخزان ، وعن تطابق الموقف السودانى مع الموقف المصرى.

 

اقرأ ايضا: إثيوبيا.. والاختيارات الصعبة!

 

إثيوبيا التى اعتادت على المماطلة طوال تسع سنوات، لن تخسر شيئا إذا ما نجحت إلى أن تمتد المفاوضات تسع سنوات أخرى! وقد حاولت أن تقنع الآخرين "دعونا نملء الخزان في موعده ثم نتفاوض من جديد"، وليس خافيا على أحد إن اثيوبيا لا تتحرك ممنفردة، إنما وفق توجيهات دولة معادية وجماعة الإخوان الإرهابية.

 

ومن الأسف أن الاشقاء العرب الذين يشاركون في تمويل السد لم يتدخلوا في هذا الملف. أصرت مصر منذ البداية على ان تكون هناك مدة محددة للحوار لانعقادها وإنه ينطلق من آخر اجتماع عقد في امريكا، قدمت اثيوبيا ورقة تتضمن رؤيتها حول أسلوب الملء والتشغيل، تحفظت عليها مصر والسودان واعتبرتها تمثل تراجعا كاملا عن القواعد والمبادئ التى توافقت عليها الدول الثلاث في مفاوضات واشنطن.. ولا أظن أن النتائج كانت مفاجئة!

 

الجريدة الرسمية