"النقود منذ الفتح الإسلامي وحتى نهاية العصر المملوكي".. في محاضرة بمكتبة الإسكندرية
ينظم مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية محاضرة على الإنترنت بعنوان "تطور الخطوط والكتابات على النقود الإسلامية في مصر منذ الفتح الإسلامي إلى نهاية العصر المملوكي".. يوم الأحد، 21 يونية القادم.
يحاضرفيها الدكتور محمد السيد حمدي، باحث أول بمركز دراسات الخطوط بمكتبة الإسكندرية.
وجاء اختيار هذا الموضوع، لأن النقود الإسلامية عامة والنقود الإسلامية التي سكت في مصر منذ الفتح الإسلامي، تعتبر الحقل الأهم لدراسة تطور الخطوط العربية ودلالات الكتابات الواردة عليها، فلا ريب أن النقود الإسلامية التي سكت في مصر خلال تلك الفترة تعد سجلا لتطور الخطوط العربية وتنوع أنواعها وتشكيلاتها، فإذا أراد الباحث أو المتخصص أو المهتم تتبع تطور حرف عربي سنة تلو الأخرى فلا سبيل له إلا دراسة سلسلة النقود الإسلامية التي سكت في مصر آنذاك، خاصة أن الدولة المصرية حرصت على استمرارية إصدار النقود سنة تلو أخرى، ولا يوجد في تلك السلسلة فجوات زمنية تحير الباحثين والمتتابعين لتطور الخطوط العربية مثل بقية الأقطار الأخرى.
كما أن نتائج دراسة تلك الخطوط نسبة الترجيح والخطأ فيها قليل، خاصة أن عملية سك النقود كانت تخضع لرقابة مشددة من الدولة والحكام وتوكل مهمة كتابة الأحرف وتنفيذها على قوالب السك إلى خطاطين ونقاشين مهرة، توارثوا تلك المهنة طبقًا لنظام إداري صارم، بني على أسس علمية وتقنية ثابتة طبقًا لبرتوكولات الدولة. كما أن الثراء الخطي الذي تميزت به النقود الإسلامية في تلك الفترة من تاريخ مصر يجعل من دراسة جماليات الخط العربي حقلاً خصبًا للدراسات الفنية، فقد حملت النقود الإسلامية العديد من أشكال الخطوط العربية اليابسة منها واللينة فهي رحلة لتطور الخط الكوفي بأنواعه البسيط والمتقن الطرف والمورق والمتشابك، بالإضافة إلى خط النسخ وخط الثلث بنوعيه الأيوبي والمملوكي.
وقد استخدمت تلك الخطوط في تسجيل العشرات من الكتابات ذات الدلالات التاريخية والدينية والاقتصادية والسياسية، التي عكست الأوضاع في مصر آنذاك، وهو مجال لا غنى عنه لدارسي تاريخ مصر وحضارتها في تلك الفترة، فقد سجلت النقود العديد من أسماء دور السك المؤسسة المسئولة عن صناعة النقود في الدولة، وهو ما يعكس الانتعاش الاقتصادي لمصر في تلك الفترة وأيضا انكماشه وتراجعه حسب زيادة ونقصان عدد تلك الدور.
مشادة بين معلم وأحد مسئولي التنظيم بلجنة الاعتذارات عن الثانوية بالإسكندرية
كما كانت النقود سجلا لحكام مصر وتوالي فترات حكمهم منذ فترة مبكرة من تاريخها الإسلامي على أقل تقدير أوائل القرن الثاني الهجري؛ مما جعلها من أوائل الأقطار التي سجل عليها أسماء حكامها في الدولة الإسلامية، وكذلك عكست تلك الكتابات سطوة حكام مصر وتمدد نفوذ دولتهم ورفعهم راية الإسلامية وحمايتهم للعروبة وما اعتنقوه من مذاهب دينية.
يأتى انعقاد هذه المحاضرة عبر وسائط الكترونية في إطار سعي المكتبة تقديم أنشطتها الفنية والثقافية في الفضاء الرقمي لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.