كاثرين سوليفان.. أمريكية تدخل التاريخ بالسير من الفضاء لأعماق البحار
لم تكتف كاثرين سوليفان بأن تكون أول رائدة فضاء أمريكية تقوم بالسير في الفضاء خارج المكوك "تشالنجر" في عام 1984، بل قررت أيضًا أن تصبح أول سيدة تصل إلى أعمق نقطة على وجه الأرض والتي تعرف باسم "تشالنجر ديب".
تبلغ كاثي 68 عامًا وعلي الرغم من ذلك تنبض بروح الشباب والمغامرة التي يتمتع بها الشباب في مقتل العمر إذا قررت أن تخوض تحديا جديدا يعيدها إلى الأضواء مرة أخرى.
وعلي الرغم من أن هناك أكثر من 550 شخصا زاروا الفضاء حاليا و ثمانية أشخاص فقط وصلوا إلى أعمق نقطة على وجه الأرض في أعماق المحيط الهادي، إلي أنها تعد الوحيدة التي تمكنت من تحقيق الإنجازين، أن تسير في الفضاء وتهبط إلى القاع السحيق".
وبدورها قالت سوليفان عن نفسها "روح الاستكشاف هي أهم ما أملكه، فهي الدافع الذي حركني منذ كان عمري 18 عاما حتى حققت حلم الصعود إلى الفضاء"،في رحلة استغرقت داخل أعماق المحيط الهادي 12 ساعة، مكثت خلالها حوالي نصف ساعة في أعمق نقطة على كوكب الأرض، على عمق 11 ألف متر من سطح الأرض وتبعد ما يقرب من 322 كيلومترا جنوب غرب جزيرة غوام في المحيط الهادي.
ووصلت إلى هذه النقطة على متن غواصة صنعت خصيصا لهذا الغرض، لاستكشاف أعماق المحيطات، ويطلق عليها اسم "لميتين فاكتور".
حلم قديم
وتقول كاثي التي كانت تحمل لقب كابتن في البحرية الأميركية، "لقد سمعت لأول مرة عن خندق ماريانا و"تشالنجر ديب" عندما كنت أدرس في جامعة كاليفورنيا، حيث أبهرني عالم المحيطات والكائنات البحرية، وفي لحظة ما قررت التخلي عن حلمي لدراسة اللغة الروسية والتفرغ لفهم هذه الكائنات العجيبة التي أدهشتني لأقصى درجة".
استكملت سوليفان دراستها في جامعة دالهوزي، حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في الجيولوجيا وتخرجت عام 1978 وانضمت لوكالة ناسا فور التخرج مباشرة.
وشاركت سوليفان في مهمتين أخريين خلال مسيرتها المهنية في وكالة ناسا، وهما رحلتا مكوك الفضاء في عام 1990 ومكوك الفضاء أتلانتس في عام 1992.
بصمات علي هابل
وعملت لاحقًا مديرة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وكتبت كتابا بعنوان "بصمات على هابل.. قصة اختراع رائد فضاء"، ولها العديد من الإسهامات العلمية في جيولوجيا المحيطات.
أما عن الغواصة التي استخدمتها كاثي، فقد تم تصنيعها من مادة التيتانيوم وتتحمل ضغطا مائيا يصل إلى 2200 طن، وتقول عنها إنها "مريحة جدا فلقد كان بإمكاني أن أمد رجلي بالكامل وأنا في مقصورة القيادة".
وفور صعود كاثي سوليفان من أعمق نقطة في المحيط الهادي، أجرت اتصالا برواد الفضاء في المحطة الفضائية الدولية على ارتفاع 408 كيلومترات، لتشاركهم الاحتفال بإنجازها التاريخي الثاني.