جامعة الأزهر تواجه "تمرد الطلاب" بسيناريو "الإجراءات الاحترازية".. إقامة امتحانات نهاية العام للفرق النهائية.. والفصل عقوبة المخالفين
حالة من الترقب يعيشها طلاب الفرق النهائية بجامعة الأزهر خلال الفترة الأخيرة انتظارًا لحسم القرار النهائي الخاص بامتحانات نهاية العام خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا وإعلان جامعة الأزهر عن عقد امتحانات الفرق النهائية أسوة بالجامعات المصرية الأخرى في ظل إجراءات احترازية مشددة سيتم تطبيقها داخل قاعات لجان الامتحانات بكافة الكليات.
ولم يكن طلاب فرق سنوات النقل التابعين للجامعة بمأمن من القلق الدائر وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بآلية تقييم الأبحاث التي تم إعدادها لتكون بديلًا عن امتحانات نهاية العام في ظل الواقع الجديد الذي فرضه فيروس كورونا على كافة المجالات.
سيناريوهات المواجهة
وعلى الجانب الآخر يعكف مسئولو جامعة الأزهر خلال الفترة الحالية على حسم عدد من الملفات المهمة على رأسها توفير الجو المناسب لإجراء امتحانات الفرق النهائية لقرابة الـ80 ألف طالب وطالبة في الفرقة الرابعة بكافة الكليات التابعة للجامعة في فروعها المختلفة على مستوى الجمهورية من خلال التنبيه على الكليات بتطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية المشددة لضمان عدم إصابة أحد الطلاب أو أعضاء هيئة التدريس بالفيروس الخطير.
أحد أهم الملفات التي تعمل عليها الجامعة أيضًا هو وضع آلية مناسبة لتقييم المشروعات البحثية التي يقدمها طلاب الفرق النهائية لضمان حصول الطالب على حقه والتصدي لظاهرة بيع الأبحاث التي انتشرت بكثرة خلال الفترة الماضية بين الطلاب من خلال اعتمادهم على بعض المراكز المتخصصة في إعداد الأبحاث وقد يصل سعر البحث للمادة الواحدة لـ150 جنيها كحد أدنى.
ومؤخرًا ظهر تحد جديد أمام إدارة الجامعة وهو "تمرد" بعض طلاب الفرق النهائية الذين يرفضون الانصياع إلى قرار الجامعة بخوض امتحانات الفرق النهائية بشكلها التقليدي من خلال إصدارهم بيانات عبر الصفحات التابعة لتلك الكليات والجروبات الخاصة للطلاب ومنهم طلاب الفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة حيث أصدروا بيانا أكدوا فيه على أنهم اتخذوا قرارا بالإجماع بالامتناع عن دخول الامتحان في حال إصرار الجامعة على إجرائها وطالبوا بتطبيق بعض وسائل التقييم البديلة مثل الأبحاث.
تمرد
"فيتو" بدورها فتحت النقاش مع أحد المسئولين في إدارة الجامعة - فضل عدم ذكر اسمه - من أجل معرفة خطة الجامعة لإجراء امتحانات الفرق النهاية ووضع التقييم المناسب للمشروعات البحثية الخاصة بفرق النقل حيث أكد أن مجلس الجامعة القادم والذي سيعقد في بداية النصف الثاني من الشهر الجاري سيناقش قدرة الكليات على تطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة لأداء الامتحانات.
وكذلك تحديد الموعد المناسب لها ، كاشفًا عن طرق التقييم التي وضعتها الجامعة لمنع ظاهرة بيع الأبحاث الذي يعمد إليه عدد كبير من الطلاب وأكد أن إدارة الجامعة بدأت بالفعل متابعة أبحاث التقييم الخاصة بكافة الفرق بالكليات ، وذلك ضمن الخطة التي أعلنت عنها الجامعة لامتحانات نهاية العام والتي تتضمن الامتحان الإلكتروني في بعض الكليات التي لديها الإمكانيات لذلك وإعداد مشروع بحثي في الكليات الأخرى.
مشيرا إلى أن الجامعة بدأت تتلقى منذ 30 مايو الماضى الأبحاث المعدة من قبل الطلاب وأن هناك بعض معدومي الضمير الذين يستغلون الظروف الحالية التي تمر بها البلاد من أجل تحقيق مكاسب شخصية والسعى وراء كسب غير مشروع من خلال إعداد الأبحاث للطلاب وهو عمل لا يقل جرمًا عن السرقة والاختلاس.
تقييم الأبحاث
وأوضح أن الجامعة وضعت طريقتين لتقييم الأبحاث حتى تتأكد من أن الطالب هو الذي أعد بحثه أول هذه الطرق هي خبرة الأستاذ الدكتور المصحح من خلال خبرته الدراسية والبحثية سيدرك إذا كان الطالب هو الذي أعد البحث بنفسه أم تدخل أحد في ذلك.
وفي حالة إذا تأكد للدكتور المصحح أن هذا البحث ليس من إعداد الطالب سيتقدم بمحضر للكنترول والذي بدوره سيتخذ الإجراء اللازم نحو إحالة الطالب إلى مجلس التأديب والذي سيتولى اتخاذ القرار المناسب ضد الطالب والتي قد تصل العقوبة فيها إلى حد الفصل وليس مجرد الرسوب فقط.
وكشف المصدر ذاته أن هناك آلية أخرى ستقوم بها الجامعة ولن تعلن عنها في الوقت الحالى وهذه الآلية ستبين من خلالها هل الطالب أعد البحث بنفسه أم لا وهل الدكتور المتخصص قام بتصحيح كافة الأبحاث التي وصلت إليه أم لا وقد قامت الجامعة قبل ذلك بفحص بعض الكنترولات للتأكد من تطبيق القواعد الحاكمة والمنظمة للعملية الامتحانية وكل ما يتعلق بها لضمان الشفافية والحيادية وحصول الطالب على حقه.
الفرق النهائية
وعن فكرة رفض بعض الفرق أداء الامتحانات في ظل الظروف الراهنة قال المصدر إن الطالب المهتم بتحصيل العلم هو الأحرص على إجراء الامتحان حتى يظهر فيه تفوقه ويحصل على نتيجة مجهوده التي بدأها في رياض الأطفال حتى تخرجه خاصة وأن امتحانات الفرق النهائية سيترتب عليها أمور كثيرة من التعيينات والدراسات العليا والتوظيف والترتيب.
ولذلك فإن كافة الجامعات المصرية ومنها جامعة الأزهر اتخذت قرارًا بأن امتحان الفرق النهائية سيكون امتحانًا تقليديًا مثل كل عام ، كما أن هذه القرارات لا تصدرها الجامعة بشكل مستقل بل هو قرار متعلق بمستقبل المنظومة التعليمية في الدولة المصرية في ظل الإجراءات الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأكد أن الجامعة اتخذت قرارًا قبل ذلك على أنه لن تجرى الامتحانات إلا إذا تحقق أمران هامان الأول ضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تضمن الحفاظ على صحة الطلاب بالإضافة إلى اختيار الوقت المناسب لذلك ، موضحًا أن من تلك الإجراءات التي تم التنبيه عليها على كافة الكليات هي إعداد الجدول بما يضمن عدم التكدس والازدحام إضافة إلى نظافة وتعقيم الكلية وقاعات الامتحان وتطهيرها قبل اللجنة وبعدها وتعقيم الطلبة قبل دخول الكلية ومراعاة الأعداد داخل اللجنة وترك مسافات آمنة بين الطلاب في اللجان.
وعقد الامتحان في قاعات واسعة جيدة التهوية بالإضافة إلى منع دخول أي طالب تكون لديه أعراض الإصابة بالفيروس وتحديد أماكن مخصصة في اللجان لمن يعانى من مرض عارض وتوفير أجهزة قياس حرارة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس ، توفير المنظفات والمطهرات وأدوات التعقيم وارتداء المراقبين لأقنعة الوجهة والقفازات وتوقيع الطالب على اللجنة بقلمه الخاص وخروج الطلاب في سلاسة دون تزاحم.
مؤكدًا على أن الجامعة لديها كل الحرص للمحافظة على طلابها وأعضاء هيئة التدريس والجهاز الإداري العاملين به لأن أمر الامتحانات ليس متعلقًا بالطلاب فقط وإنما بالمنظومة التعليمية بشكل كامل.
وشدد المصدر ذاته على أنه في حال اتخاذ الجامعة لقرار بخوض الامتحانات الخاصة بالفرق النهائية سيكون هذا القرار ملزمًا على الجميع ولن يتم الالتفات لبعض الطلبات الفردية الخاصة ببعض طلاب الفرق الذين لا يرغبون في خوض الامتحانات.
وأن مجلس الجامعة في اجتماعه القادمة سيتأكد من جاهزية الكليات لتطبيق الإجراءات الاحترازية التي تم التنبيه عليها، كما سيتم في النظر الموعد المناسب لإجراء الامتحانات والذي يهم ما يقرب من 80 ألف طالب في كافة الكليات التابعة للجامعة بكافة فروعها.
نقلًا عن العدد الورقي...