نفوذ المياه .. تاريخ إثيوبيا مع السدود لتعطيش دول أفربقيا
منذ الخمسينات تحاول إثيوبيا السيطرة على مياه نهر النيل إذ دعا إمبراطور إثيوبيا آنذاك هيلا سيلاسي الولايات المتحدة للمساعدة الفنية في إنشاء سدود لأديس أبابا على النيل الأزرق، المصدر الرئيسي لنهر النيل ولاعتماد مصر في هذه الحقبة على الاتحاد السوفييتي ربحت واشنطن.
وبناء على الدعوة، تولى ما يسمى "مكتب استصلاح الأراضي" التابع للحكومة الأمريكية المهمة وأجرى عمليات مسح للنيل الأزرق، دون الرجوع إلى دول المصب، مصر والسودان، بخلاف ما تنص عليه اتفاقية عام 1929 بين بلدان نهر النيل.
وأشار عالم الجيولوجيا الدكتور الراحل رشدي سعيد في كتابه، إن أول دراسة لإنشاء سدود إثيوبية على النهر الأزرق كانت "بواسطة مكتب استصلاح الأراضي بالحكومة الأمريكية فيما بين 1959 وسنة 1964، لبحث إمكانية تنمية حوضه بعد أن اتخذت مصر قرارها ببناء السد العالي".
موقف مصري إيجابي
ومن حينها وتشرع إثيوبيا في تدشين السدود، وتأكيداً علي حسن نوايا القاهرة وأنها لا تسعي إلي عرقلة إثيوبيا في التقدم ومحاولة تحسين أوضاعها كما يزعم البعض، وافق وزير الرى آنذاك على قيام مبادرة حوض النيل بتمويل دراسة ماقبل الجدوى لـ 4 سدود إثيوبية على النيل الأزرق وهى كارادوبى، وبيكو أبو، ومندايا، وبوردر، بسعة إجمالية 140 مليار متر مكعب أى ما يقرب من ٣ أضعاف الإيراد السنوى للنيل الأزرق والتوسع زراعيا فى حوالى مليون فدان.
الري: أثيوبيا تريد محو 9 سنوات من المفاوضات مع مصر بشأن ملء سد النهضة
كينيا
وهذا السلوك الإثيوبى ليس مع مصر فقط بل أيضاً مع جيرانها سواء كينيا أو الصومال وحتى السودان، فعلى نهر أوموا المشترك مع كينيا انشأت إثيوبيا سلسلة من السدود المتتالية لتوليد الكهرباء وزراعة مساحات كبيرة بقصب السكر على حساب جارتها، ما أدي إلي جفاف مياه النهر الذى كان يصب فى كينيا فى واحدة من أجمل البحيرات الإفريقية "بحيرة توركانا" والتى كان يعيش عليها حيوانات برية نادرة، بالإضافة الى فقدان ثروتها السمكية وماتمثله كمصدر للشرب والزراعة للسكان المحليين والذين اضطروا لهجرها بعد تدهور أوضاعها.
كما قالت هيئة الكهرباء والطاقة الإثيوبية في وقت سابق إن عملية بناء "كيوشا" ثاني أكبر السدود الكهرومائية في البلاد بعد سد "النهضة" تسير بصورة جيدة.
وقالت الهيئة إن سد "كيوشا" يتم بناؤه بالأسطوانة المدمجة من الخرسانة ويبلغ طوله 990 متر و يتضمن 8 توربينات، فيما تبلغ السعة المائية للسد 6500 مليون متر مكعب على مساحة 44 كيلومترا مربعا، لافته إلي أنه بعد اكتمال البناء سيخلق السد بحيرة بمساحة 100 كيلومتر مربع".
تعطيش القارة السمراء
ولم تكتف إثيوبيا بذلك، إذ أنشأت 4 سدود على نهر الأواش المشترك مع جيبوتي لتوليد 124 ميجاوات، وسدين على نهر شبيلى المشترك مع الصومال لتوليد 150 ميجاوات، و3 سدود على نهر أومو المشترك مع كينيا لتوليد 2475 ميجاوات، بالأضافة إلي بناء سلسلة مشابهة للسدود على نهر "جنالى داوا" وهو منبع نهر جوبا الذى يجرى فى الصومال ليصب فى المحيط الهندى.