رئيس التحرير
عصام كامل

صيدليات مصر "خالية من الفيتامينات".. تحذيرات من عودة شبح "نواقص الأدوية".. وانتعاش تجارة "عقاقير التهريب" على "فيس بوك"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«المناعة».. طوق النجاة الذي وجد البعض فيه ضالته للنجاة من الغرق في مستنقع فيروس كورونا المستجد لا سيما وأن تأكيدات خرجت من جهات صحية دولية وإقليمية تشير إلى أن صاحب الجهاز المناعى القوى سيكون الأقل تضررًا من آثار الفيروس.

 

وكالعادة التقط رجل الشارع العادى هذه النصائح وبدأ في تطبيقها على أرض الواقع دون مراعاة لأية شروط من الواجب الالتزام بها حال الحصول على أدوية وعقاقير طبية من شأنها العمل على تقوية الجهاز المناعى أو حتى أخلاق تمنعه دون العمل على صناعة أزمة أو تحديدًا عودة أزمة في سوق الدواء المصرى والمتمثلة في «نواقص الأدوية».

أدوية المناعة

لسنوات طويلة ظلت أدوية «المناعة» خارج قوائم «النواقص» فلا أحد يهتم طالما لا يوجد هناك فيروس يهدد الجهاز المناعى غير إن ظهور وانتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد دفع بهذه الأدوية دفعًا إلى احتمالية تصدر القوائم خلال الفترة القليلة المقبلة.

ليس هذا فحسب لكن تزامن مع تناقص أعداد أدوية تقوية الجهاز المناعى في الصيدليات ظهور أنواع مجهولة المصدر يتم ترويجها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى للبيع بأسعار مبالغ فيها وتفوق أسعار الأدوية الرسمية المعروفة منها عبوات تباع بـ ١٠٠ جنيه وأخرى يصل سعرها إلى ٥٥٠ جنيها للعبوة ١٠٠ قرص صناعة أمريكية.

أدوية مجهولة المصدر

المثير في الأمر هنا أن الصفحات التي تروج للأدوية المجهولة المصدر هذه، تستخدم في حملاتها الدعائية اسم منظمة الصحة العالمية وتلصق بها مجموعة من الأكاذيب كقولها إن المنظمة الدولية صرحت أن تناول فيتامين سي عامل مهم من عوامل الحماية من الإصابة بفيروس كورونا وتطالب الصفحات من يرغب في الشراء بالتواصل معهم وإرسال الأسماء والعناوين لهم لإرسال الادوية لهم.

أما في الشارع فقد شهدت الصيدليات خلال الأيام الحالية نقصا في جميع أنواع الفيتامينات بعد زيادة السحب عليها وبحسب الدكتور حاتم البدوي ، سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، فإن «الفيتامينات الموجودة في الصيدليات شهدت نقصا بعد زيادة السحب عليها، والمواطن بعد أن كان يشتري عبوة أو عبوتين على أقصى تقدير حاليا يطلب ٥ عبوات». 

وأضاف: السبب الرئيسي في تزايد معدلات إقبال المواطنين على شراء الفيتامينات هو صفحات السوشيال ميديا ونشر بعض الأطباء والصيادلة فيديوهات لايف قدموا خلالها وصف أدوية لمرضى كورونا ووصفات للوقاية من الفيروس مما تسبب في زيادة السحب على تلك الأدوية مع الأخذ في الاعتبار هنا أنه لا يجب توجيه اللوم على المواطن العادى لأنه لا يمتلك معلومات كافية عن طرق الوقاية أو العلاج حتى.

هذا إلى جانب أن الغالبية تحصل على معلوماتها من وسائل التواصل الاجتماعى، كما أنه في زمن الوباء يتعلق الإنسان بأى أمل ظنًا منه أن الفيتامينات هي الحل السحري لتقوية المناعة.

الإقبال المتزايد

وتابع: قبل ظهور فيروس كورونا المستجد كانت أصناف الفيتامينات تباع بمقدار عبوتين من الصنف في اليوم مثلا ، حاليا يبيع ٢٠ عبوة من نفس الصنف وبعد نقصها لا تستطيع الصيدليات توفيرها لأنها ناقصة من شركات التوزيع ومخازن الأدوية ، وهذه الأدوية تشمل فيتامين (سي) وفيتامين (د) والزنك ومضادات الأكسدة وكذلك أدوية البارسيتامول ضمن المسكنات وحاليا شركات الدواء لا تلاحق على الإنتاج لسد حاجة السوق.

في نفس السياق قال الدكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية: هناك تكالب من المواطنين على شراء جميع أنواع الفيتامينات من السوق، وأكثر الأصناف التي يتم سحبها هي فيتامين سي والزنك وفيتامين (د) مما أدى إلى اختفائها بجانب ظهور أصناف مهربة بأسعار مبالغ فيها ، وهذه الأدوية تعمل على رفع مناعة الجسم إلا أنها لا تعتبر عاملا أساسيا.

 

الأكثار من التناول

كما أنها من الممكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية على الإكثار في تناولها في ظل حالة القلق التي انتابت بعض المواطنين في الأسابيع الأخيرة ، ليس هذا فحسب لكن تزايد معدلات شراء الفتيامينات من الصيدليات خلق سوق سوداء لها ويتم بيعها بأسعار مبالغ فيها.

كما أشار رئيس شعبة الأدوية إلى أن السوق له طاقة إنتاجية محددة وعندما زاد السحب ونقص المنتج من السوق تحتاج شركات الإنتاج إلى ما لا يقل عن ٣ أشهر لكي تستطيع توفير مادة خام وصناعة كميات جديدة ، وعلى الجميع إدراك أن فيتامين سي لن يمنع الإصابة بفيروس كورونا في حالة عدم اتباع إجراءات الوقاية من المرض.

كما أن الإفراط في تناول فيتامين (د) له أعراض جانبية على جسم الإنسان لأنه هناك معايير طبية يجب اتباعها ومن الواجب أن يجرى الأمر كله تحت إشراف طبى.

وكشف «د.على» أن الأصناف التي تعاني نقصها في السوق هي الخاصة بمرض كورونا، وأن وزارة الصحة سحبت كميات من الأدوية المتعلقة بعلاج أعراض كورونا وتقرر حصر صرفها لمن يحتاج من خلال الوزارة فقط منها الهيدروكسي كلوروكين وذلك لمنع سحبه من السوق من المواطنين ومنع تخزينه.

كما وضعت الوزارة يدها على منافذ التوزيع حتى لا يحدث عجز في هذه الأنواع من الأدوية وضمان وجود مخزون إستراتيجي منها.

ومن جهته قال الصيدلي علي عبد الله مدير مركز الدراسات الدوائية: الفيتامينات التي يركز عليها المواطنون خلال الفترة الحالية وحدث نقص في معظمها هي سي وD والزنك ، وبشكل عام معظم الفيتامينات تساهم في تعزيز وتكوين الخلايا المناعية مثل سى ود وزنك وهى تسمى coenzymes وتساهم في جميع العمليات الحيوية في الجسم ونقصها يسبب أمراضا ، ومبيعات هذه الأنواع من الأدوية سواء بوصفة طبية أو بدونها ارتفع بشكل خارج عن الحسابات ما أدى إلى حدوث نقص شديد وأصبح الناس يبحثون عنه في كل صيدليات ويبالغون في شرائه.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية