رئيس التحرير
عصام كامل

صورة مرفوضة


صادفنى الحظ أن أحضر لاستقبال أحد أقاربى على متن الطائرة القادمة من الكويت في مطار القاهرة وعند خروج السائحين من الصالة رقم 1 الساعة الثانية ظهرا كان المشهد الآتي:


السائقون يجذبون السائحين من كل اتجاه وبينهم أحد الأشخاص عندما تنظر إليه تتمنى أن تنصرف من أمامه سريعا لأنه أن لم ينالك منه مكروه ستنال أذناك منه سماع ألفاظ أنت في غنى عنها وفجأة تنشب بينهم مشادة كلامية ومعركة تنتهى بذكر كل الألفاظ النابية التي لا يمكن تخيلها وقد لا تكون قد سمعتها من قبل في الشارع ولا ترضى أن يسمعها أي من أهل بيتك وهم يصرخون بوجوه تثير الاشمئزاز تمنيت أن أذهب إليهم وأغلق أفواههم بنفسى حفاظا على ما تبقى من كرامتنا وصورتنا أمام العالم.

يخرج السائحون يسحبون أمتعتهم فبعد أن رأيت البسمة على وجوههم لأنهم وصلوا مصر ولديهم الأمل في الاستمتاع بما سمعوه عنها وتمنوا أن يروها يوما ما.. رأيتهم على النقيض وعلى وجوههم كل مشاعر الاشمئزاز والضيق والألم من الصورة السيئة التي فوجئوا بها عند أول نظرة على أرض مصر وشعبها بعد الخروج من صالة الوصول.

وبعدها بدأ طابور المتسولين بمتابعة السائحين من كل اتجاه والتضييق عليهم ولعل ما رأيت من سيدة في العشرينات من عمرها تحمل طفلا رضيعا تقوم بالمرور على كل سيارة تستقبل وافدا مصريا أو أجنبيا إلا وتنظر إليه وتنتظر إلى أن يضيق بها ذرعا ثم يقوم على مضض بدفع أي مبلغ للخلاص منها.. كم كانت تؤلمنى تلك الصورة.

ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهي خروج السائح من مطار القاهرة للبدء في مرحلة جديدة من العذاب حين يتفق السائح مع السائق على أجر معين لتوصيله إلى الفندق المطلوب ثم تنشأ معركة أخرى عند وصول السائح إلى الفندق لأن السائق لا يرضى بما اتفق مع السائح عليه وللأسف يدفع له السائح المطلوب منه وسط مشاعر الضيق والأسى والندم.

لماذا يحدث ذلك فينا ؟ لماذا يلطخون ما تبقى من سمعتنا ؟ لماذا يفعلون ذلك ؟ من الفائز ومن الخاسر ؟ ألم يكفهم أننا نفقد كل يوم شيئا ما؟
تمنيت أن يكون ذلك كابوسا.. أريد أن استيقظ منه الآن.
الجريدة الرسمية