الصهينة الإعلامية.. كيف تحاول إسرائيل استقطاب الصحافة الفلسطينية؟!
لا تتوقف ألاعيب إسرائيل للاستحواذ على الإعلام الغربي فقط، بل تسعى للسيطرة على الإعلام الفلسطيني أيضًا.. حيث لم يسلم من الاستقطاب والترصد الصهيوني الذي بلغ حد تحذير نقابة الصحفيين الفلسطينيين من اتصالات يجريها ضباط اسرائيليون بوسائل إعلام وصحفيين فلسطينيين.
تغطية القضية الفلسطينية
تتحكم إسرائيل في الكثير من وسائل الإعلام الغربية وطرق تغطيتها لـ القضية الفلسطينية في سياق الإعلام التجاري؛ لذا ليس من المستغرب أن تظهر الرويات الإعلامية الغربية موالية للرؤية الإسرائيلية، وهى الخطة التي وضعتها للتعامل أيضًا مع الوسائل الفلسطينية والتي لم تنجح فيها حتى اللحظة ولكنها ما زالت تحاول.
وتعد الرأسمالية الإمبريالية العالمية المتمركزة حول الهيمنة الأمريكية والصهيونية هى التي تتحكم في كثير من الإعلام الغربي وطريقه تناوله وعرضه للقضايا ذات الصلة بإسرائيل وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وبلغت محاولات التدخل الإسرائيلي في المجال الإعلامي الفلسطيني إلى حد إجراء ضباط إسرائيليين اتصالات بوسائل إعلام فلسطينية؛ في محاولة منهم للتأثير عليها وعلى المواد التي تقدمها؛ ما دفع نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى التحذير من اتصالات هاتفية يُجريها ضباط من الإدارة المدنية الاسرائيلية والمخابرات مع بعض وسائل الاعلام والصحفيين للترويج لحملة ما يسمى (إزالة المنع الأمني)، حسبما أبلغت النقابة العديد من وسائل الاعلام الفلسطينية والصحفيين.
بث الفتن
وحذرت نقابة الصحافيين من التعاطي مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تقوم بدورها كجزء من أجهزة دولة الاحتلال لبث الفتن في المجتمع الفلسطيني، ولا تدخر جهداً في تبييض صورة المحتل من أجل استمراره باحتلال أرضنا وشعبنا".
إذ يحاول المحتل عقد لقاءات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تهدف لتشويه الشعب الفلسطيني وتاريخه ونضاله، وحتى أنها تشوه وتزور لقاءات كل من يتعاطى معها.
مثل هذه اللقاءات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية يعتبرها الفلسطينيون أنها تهدف مخاطبة المجتمع الاسرائيلي وما هي إلا "ذر للرماد بالعيون" والتفاف وتحايل على قرار القيادة الفلسطينية بالغاء كافة الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، وأنها أيضا بمثابة شكل من أشكال التفاوض غير المباشر مع المحتل وتشكل عدم التزام بقرار الشعب وقيادته.
إعلام الخصخصة
حتى الإعلام الإسرائيلي نفسه الذي شهد في العقد الأخير خصخصة كبيرة تسيطر على المادة الإعلامية التي يتم توجيها للرأى العام الدولي وجرى ذلك بشكل خاص عندما تم تعديل "قانون الاتصالات" في الكنيست الذي أفسح التعديل القانوني المجال أمام قيام شركات خاصة بتقديم خدمات في مجال الإعلام.
وصدر قانون جديد له علاقة بسلطة البث الإذاعي والتلفزيوني وسّع مساحة عمل القطاع الخاص بواسطة إقامة محطات إقليمية للبث التلفزيوني والإذاعي ومنح شركات خاصة امتياز تشغيلها.
جونسون بعد تخريب تمثال تشرشل: متطرفون خطفوا التظاهرات المنددة بالعنصرية
التعديلات في قانون الاتصالات وقانون سلطة البث وضعت حدا للاحتكار الذي تمتعت به السلطة لفترة طويلة، وتم في التسعينات توسيع رقعة الخصخصة بمنح شركات خاصة تراخيص وامتيازات لإقامة محطات للبث تلفزيوني بالكوابل اعتمادا على القمر الاصطناعي الإسرائيلي "عاموس 1"، ثم انطلقت خطوة خصخصة شركة الاتصالات التلفونية "بيزك" بمنح شركات اتصالات خليوية خاصة (موتورول، بيليفون، سلكوم، اورانج، ثم غيرها لاحقا) امتيازات للدخول في عالم الاتصالات.