رئيس التحرير
عصام كامل

وثائق قصر عابدين تفضح نوادر محمد على

فيتو

تحت عنوان (مضحكات ومبكيات من مراحم افندينا ) نشرت مجلة المصور عام 1954 فصلا من كتاب وضعه الباحث عبد السميع الهوارى حول لغة الدولة فى القرن التاسع عشر بسرد قرارات مضحكة ونوادر والى مصر محمد علي، من خلال وثائق فى قصر عابدين فقال:

“إن التاريخ يكذب على أبنائنا فيلقنونهم فى المدارس صفحات طويلة عن عظمة محمد على الكبير وهذه إحدى أفعاله من الوثائق: أنه أمر بتعيين رئيس الشرطة ـــ وزير الداخلية حاليا ـــ بمرتب قدره نصف كيس أى ما يوازى 250 قرشا، ولما كانت هذه الوظيفة تتطلب من شاغلها الظهور بمظهر محترم، فقد اضطر الرجل للاقتراض من أقاربه وأصحابه حتى يفى بتلك المظاهر”.

تعقيم ساحة قصر "عابدين" وديوان محافظة القاهرة| صور 

“ولما عجز الرجل عن الوفاء بديونه رفع مظلمة إلى الوالى يطلب فيها زيادة راتبه، لكن غضب الوالى محمد على من ذلك الطلب وأمر بخصم ثلاثة أشهر من مرتبه، وفيما يلى نص الأمر الذى صدر بهذا الشأن: حيث إن الافندى المومى إليه لم يختشى على عرضه فترك أعماله وتخصص فى الشكوى من غير وجه حق، وشغل وقتنا الثمين، فإننا نحب أن نقول له إن الشغل فى الميرى إذا كان لم يعجبه فليتركه ونحن نعين غيره، إن النصف كيس الذى يقبضه يكفى جدا لكسوته وكسوة عياله وأكلهم، والميرى ليس ملزوما بأكثر من هذا.. إن ولى النعم كان عاوز يجازى المومى اليه بالعزل من خدمة الميرى ليكون عبرة لغيره من الموظفين الذين يشتكون ولا يعملون.. لكن اقتضت مراحم ولى النعم وصاحب المنن أن يؤدبه، فحرم عليه قبض النصف كيس الذى يقبضه اول كل شهر لمدة ثلاثة اشهر، وإذا عاد المومى إليه إلى الشكوى وتعطيل شغل الميرى فإننا سنجازيه بأشد العقاب، لأن رعاية شغل الميرى أفضل بكثير من رعاية مصالحه الشخصية، والواجب على كل أفندى له عقل ومفهومية، أن لا يعمل مثل هذا الذى عمله المومى إليه حتى لا يتعرض للفصل والتغريم.. ولا يلوم الأفندي إلا نفسه”. 

الجريدة الرسمية