أستاذ بطب عين شمس يوضح متى يتحول علم التجميل للتقبيح ويفقد معاييره
يبدو أن معظم الحالات في الآونة الأخيرة بدى لها علم التجميل على أنه موضة وترند ولا بد من المشاركة فيه وإجرائه حتى لو لم نحتاجه وخاصة المشاهير والفنانات الذين أصبحوا نسخة من بعضهم البعض بنفس ملامح الوجه والتشابه الكبير بينهما في شكل الشفايف ونحت الوجه والأنف والخدود والدقن ظنًا منهم أن هذا هو المعيار الحقيقي للتجميل ولكن الدكتور وائل غانم الأستاذ المساعد بطب جامعة عين شمس واستشاري جراحة التجميل والأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة عين شمس يوضح تفاصيل التجميل ويجيب عن كافة التساؤلات عن متى يتحول علم التجميل إلى التقبيح وتجارة ربحية يفقد فيها المعايير الصحيحة في السطور التالية.
الترند والاستشارات الخاطئة والتقليد الأعمى:
أكد الدكتور وائل غانم استشاري جراحة التجميل والأستاذ المساعد بكلية الطب جامعة عين شمس أن معظم الفنانات الفترة الأخيرة فقدوا جمالهم الطبيعي وملامحهم الطبيعية التي خلقهم الله عز وجل بها وهو ما ظهر بقوة وبدا للجميع في شهر رمضان خلال عرض الأعمال الدرامية ، وذلك بسبب استخدامهم التجميل بشكل خاطئ لدرجة أن بعض الفنانات أصبحن متشابهات بسبب نحت الوجه واستخدام الفيلر والبوتوكس في نفس الأماكن بكميات كبيرة.
وشدد وائل غانم على أن أصل علم التجميل هو الظهور بالشكل الطبيعي والمظهر البسيط وليس بالزيادة المبالغ فيها في معالم الوجه فلا يعني استخدام كميات كبيرة جدًا من البوتوكس والفيلر بأن هذا تجميل للملامح على النقيض قد يصبح تقبيحًا.
وبعيدًا عن الفنانات والمشاهير شدد الأستاذ المساعد بطب جامعة عين شمس،أن الاستشارات الخاطئة غير العلمية التي تقع الفتيات بها باستشارة صديقاتها من أجل الوصول للشكل المناسب لها من وجهة نظرها قد يوصلها في النهاية لتغيير ملامح وجهها للأقبح.
وأضاف وائل غانم على أن التقليد الأعمى في استخدام الفيلر والبوتوكس أيضًا قد يؤدي لنتائج عكسية حيث إن استخدام الفيلر لأكثر من وجه بنفس المنطقة لا يؤدي نهائيًا لنفس النتيجة فيجب أن يدرك الجميع أن لكل وجه طبيعة خاصة مختلفة وملامح خاصة به يتم على أساسها تحديد احتياجه من الإجراءات التجميلية المستخدمة.
الوصول لنتيجة تجميلية واحدة "خدعة مضللة وجهل بعلم التجميل":
قال الدكتور وائل غانم إنه غير صحيح أن يقوم كل الأفراد بنفس الإجراء ويصلون لنفس النتيجة لأنه يوجد ضوابط مختلفة تحكم شخص عن آخر تترتب على السن وعلى نوعية البشرة وعلى المناعة ، مشددًا على أن اختلاف طبيعة الجلد نفسها قد تؤدي لاختلاف الإجراء التجميلي كليًا من إجراء جراحي لإجراء غير جراحي لذلك التعميم في التجميل بحجة الوصول لنفس نتيجة الأشخاص الآخرين خدعة وجهل بعلم التجميل.
وشدد الأستاذ المساعد بطب جامعة عين شمس على أن التجميل هو الوصول للجمال الطبيعي وليس تغيير الملامح الطبيعية لأن أي تغيير قد يفسد طبيعة الوجه يعتبر تقبيح وغير مألوف للعين وهو ما ينفر منه الأشخاص من أمامك لأنه ينظر لملامح قد تكن غير متناسقة تمامًا بسبب الزيادة في كميات الفيلر والبوتوكس والزيادة في الإجراءات التجميلية التي قد لا يحتاجها الشخص من الأساس.
هوس عملية التجميل ترند وموضة قد يصل لـ"الجنان":
نوه الدكتور وائل غانم أن البعض قد يصل بهم الهوس بعمليات التجميل لتحويل أنفسهم لنفس شكل المشاهير وكثرة إجراء العمليات التجميلية التي قد يحولهم لأضحوكة مع مرور الوقت ويفقدون الهدف الرئيسي من علم التجميل وهم إصلاح العيوب الخلقية والعودة للجمال والشكل الطبيعي الذي قد يتغير مع تراكم الدهون ومع تقدم العمر مع وقوع الحوادث والحروق أو بالعيوب الخلقية للأطفال فكل هذه الأمور تُظهر اختلافات تظهر على الوجه أو على الجسم فهنا تأتي فائدة علم التجميل بإصلاح تلك العيوب.
وقال استشاري جراحات التجميل إن علم التجميل هو واحد من أهم علوم الطب ويتجلى دوره الإنساني في علاج الأمور التي تزعج الشخص وتؤثر عليه نفسيًا وليس بإبتداع أمور جديدة لم يخلقنا الله تعالى بها فعلى سبيل المثال توجد حالة تعرضت لها كانت تريد أن تضع في خدها "نغزة" واحدة في جانب واحد ولكني رفضت إجراء هذا الأمر لها نهائيًا لأنه يتنافى من أصول على التجميل المتعارف عليها.
وتابع الدكتور وائل غانم: "فأنا بدوري كطبيب يجب أن أوجه الفرد لما به مصلحة له وما يتناسب مع وجهة وملامحه وبما يليق على شكله الذي خلقه الله تعالى به ولا يجب أن أطيعه في كل ما يريده من أجل حصد الأموال والنظر للعائد المادي فقط فهنا يفقد الطب رسالته".
متى يصبح التجميل كاذبًا؟
دكتور وائل غانم يوضح أكد الدكتور وائل غانم أن التجميل الذي يكون واضح للجميع بشكل كبير ويستطيع الشخص معرفته بمجرد النظر إليه هو تجميل كاذب وخاطئ وفقد معاييره الصحيحة بنتائجه الكاذبة ولكن التجميل الناجح والصحيح هو أنك تنظر لوجه الشخص فتعجب به ولكنك لا تستطيع معرفته ماهو الإجراء الذي قام به في وجهة وما هو حينها نقول إن هذا تجميل ناجح وطبيعي.
وشدد الدكتور وائل غانم على أن الطبيب ليس مهندس ديكور أو مؤديًا في جسم الإنسان ولكن الطبيعي أنه يصل بالشخص للنتيجة الطبيعية والمعايير الصحيحة والطبيعية بالتجميل فعلى سبيل المثال وخاصة في عملية تجميل الأنف البعض يريد أن يحددها أو ينحفها بصورة مبالغ فيها ولكن هنا أنا أرفض لأني لست مؤديا ويجب أن أصل بشكل الأنف للشكل الطبيعي وفقًا لما درسته في الطب والمعايير الصحيحة التي أعمل بها وليس وفقًا لما يريده الشخص الذي في أحيان كثيرة يكون خاطئًا وغير مناسب له لذلك يجب أن على الطبيب أن يوضح للشخص كافة الأمور من باب الأمانة.