إنجازات المثقفين في العزل المنزلي.. الطويلة: أنا كاتب مقاهي.. الجخ: خسيت 7 كيلو.. هند جعفر تخوض تجربة قصصية.. والشهباني يؤلف أغنيتين لـ "الحجار"
شهور عدة يقضيها العالم ما بين الحجر الصحي المنزلي، بعد تفشي وباء فيروس كورونا "كوفيد 19"، وعلى الرغم من الملل الذي يعيشه الأغلبية، إلا أنهم ما زالوا يحاولون التغلب على اليأس بالاستفادة.
وفي سؤال طرحته "ڤيتو" على مجموعة من المثقفين حول الإنجازات التي أحرزوها خلال فترة الحجر الصحي، سواء على المستوى الإبداعي أو الشخصي، جاءت الإجابات متباينة ما بين المتأقلمين، والرافضين إبداعيًا.
وحيد الطويلة.. كتابة على المقهى
كان الكاتب وحيد الطويلة من الأدباء الذي تضرروا تضررا مباشرا من الحجر الصحي، حيث لم يستفد كثيرًا من فترة الحظر على المستوى الإبداعي، نظرًا لكونه كاتب "مقاهي" بامتياز، فلا يحب الكتابة سوى خلال جلوسه في المقهى، التي كانت تمثل تفاصيل حياته، إضافة إلي ممارسته القراءة أيضًا في المقهى.
وقال وحيد الطويلة، في تصريحات خاصة، إنه يقضي الوقت حاليًا ما بين الجلوس في المنزل مع أسرته ، ومشاهدة الأفلام والوثائقيات، مشيرًا إلى أن مرور شهر رمضان خفف قليلا من وطأة وقسوة الحظر، نظرًا لطقوس مصر الرمضانية، ولكن على الجانب الإبداعي لا يمكنني الإنجاز حتى الآن في المنزل، ولم أمسك القلم منذ بداية فترة الحظر.
سالم الشهباني | أغنيتان وأول مجموعة قصصية
أما الشاعر سالم الشهباني، فقال ممازحًا: "يبدو أن المبدعين ملهمش في قعدة البيت"، فبداية فترة الحظر كنت أعاني من ملل شديد على الرغم من أنني لم أنقطع عن عملي بشكل كامل، ولكن مع تقلص ساعات العمل وايامه الاسبوعية، أصبح هناك وقت مبالغ فيه، وتبدو تلك الفترة صعبة على المبدع بشكل عام لأنه لا يختارها طواعية، وإنما هي مفروضة عليه، ومتى ما فرض أمر على المبدع حتى يصيبه بحالة من التشوش التي تقلص من إنتاجه الإبداعي بشكل عام.
وأضاف الشهباني: "في هذه الشهور الثلاث كان يمكنني إنجاز الكثير من الأعمال الإبداعية لو انني أخرج من المنزل وأتحرك بحرية، ولكن ما أنجزته أيضًا أعتز به، حيث انتهيت من إعداد أغنيتين للفنان علي الحجار، كما أعمل على مراجعة أول مجموعة قصصية لي، والتي كنت قد كتبتها قبل بداية فترة الحظر" .
أما على المستوى الإنساني والشخصي، فأكد الشهباني أن تلك الفترة كانت بمثابة تعارف أكثر قربًا على أبنائه وما يحبونه ويكرهونه، واستطاع الدخول والتعرف على تفاصيل حياة أسرته التي كان يقتصر في حقها نظرًا لانشغاله الدائم.
الحجر على نون النسوة
وبالدخول إلى عالم الكاتبات، تحدثت الكاتبة المصرية هند جعفر عن إنجازاتها خلال فترات الحظر للثلاثة أشهر الماضية، قائلة إنها لم تتوقف يوما عن ممارسة عملها بمكتبة الإسكندرية، ولكن بساعات عمل أقل تجري بها عديد من الندوات وحلقات المناقشات الفكرية عبر الإنترنت أو مع أعداد قليلة من المثققون، كما كشفت عن خوضها تجربة قصصية جديدة عبارة عن 15 قصة قصيرة ، تتناول بها عديد من القضايا والمظاهر الاجتماعية ، لتأتي كاستكمال لمسيرتها الأدبية في مجموعتها القصصية "عدودة" حتي جمعت فيها 19 قصة ، الصادرة عن دار "ميريت" عام 2015 ، والتي فازت بها عقب سنتين بالمركز الثاني في جائزة ساويرس للقصة القصيرة عام 2017".
أما الكاتبة والروائية النسوية نورا ناجي، فقالت إنه برغم الجو العام المشجع علي الخمول والتكاسل الذي يسببه الحظر والمكوث بالمنزل ، إلا أنها أشارت أن أفكار الروائي لا تنتهي حتى وإن جلس بالمنزل، فمتابعة الأحداث والقصص الإنسانية تنتج تلقائيا للروائي أفكارا ورؤى يريد سردها . وأوضحت أنها قد انتهت من كتاب جمعت به عددا من المدونات لها، تحت عنوان "الكاتبات والرحلة" ، تراجعه "دار الشروق" الأيام الحالية، ومن المقترح إصداره خلال الأشهر المقبلة.
هشام الجخ | قراءة و7 كيلو
الشاعر الكبير هشام الجخ، أيضًا كانت له تجربته الخاصة ومعايشته مع الحجر الصحي، حيث قال: "فترة الحجر الصحي فترة طويلة، نأمل أن تنتهي على خير إن شاء الله، وتعبر مصر وسائر بلدان العالم من هذه الأزمة بالطبع عانيت أنا - كأي مواطن - من الأزمة على المستوى الاقتصادي حيث توقف دخلي تماما، والذي كان يعتمد في الأساس على إقامة الحفلات الشعرية داخل وخارج مصر".
وأضاف الجخ: "لكن بالنظر لنصف الكوب الممتلئ فإن فترة الحجر الصحي أتاحت لي ممارسة أنشطة كنت أمارسها بصعوبة ولا أجد الوقت الكافي لها ، على سبيل المثال لقد نجحت في إنقاص وزني قرابة السبعة كيلو جرامات ، ووجدت الوقت لقراءة مجموعة مهمة من الكتب التي اقتنيتها ولم أكن أجد الوقت لإنهائها ، ناهيك عن وفرة الوقت والاستمتاع بمصاحبة أبنائي والدخول في بعض التفاصيل التي كانت ضمن قائمة تخصصات أمهم بشكل كامل".
وختم الجخ حديثه قائلا: "فترة الحجر أيضا غيرت رؤية ووجهة نظر العديد من الناس - وأنا من ضمنهم - تجاه قضايا كثيرة تخص السياسة والتركيب المجتمعي وفلسفة الوظائف في المجتمع وأهميتها.
أعتقد أن عام ٢٠٢٠ سينتج أعمال إبداعية مختلفة تماما عن الأعوام الماضية وسيكون (عام الكورونا) محطة مهمة في التاريخ الإبداعي بشكل عام وليس الشعر فقط.. على كل حال أنا متفائل.. وسأظل متفائلا".