رئيس التحرير
عصام كامل

السوريون بالقاهرة لـ"مرسي": أعلنت قطع العلاقات مع الأسد ولم تجد لنا البديل.. أبومحمد: القرار عطل تجديد جواز سفري.. كمال: جاء بالتزامن مع قرار أمريكي.. أبوعدنان: دون الحل يكون القرار عقابًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"كنا نتمنى أن نخرج في ميدان الحصري حاملين أعلام الثورة السورية ابتهاجًا بقرار الرئيس المصري محمد مرسي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، ولكن على قدر سعادتنا به، إلا أن هناك غصة في القلب تمنعنا من الاحتفال".. بهذه المشاعر المتباينة استقبل السوري أبومحمد ابن الـ 45 عاما، وهو يقف أمام السفارة السورية المغلقة في القاهرة، قرار الرئيس المصري بقطع العلاقات مع نظام بشار الأسد وغلق سفارة دمشق والذي أعلنه في مؤتمر"الأمة المصرية في دعم الثورة السورية.. معًا حتى النصر"، الذي عقدته الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح باستاد القاهرة مساء أمس "السبت".


أبو محمد الذي يقيم في مدينة 6 أكتوبر "غرب القاهرة" قرر فور سماعه القرار مساء أمس الذهاب صباح اليوم إلى مقر السفارة السورية بحي "جاردن سيتي" وسط القاهرة، لتجديد جواز سفره الذي شارف على الانتهاء، لكنه لم يتمكن بسبب تفعيل قرار "مرسي".

وقال: "قرار الرئيس مرسي كنا سنستقبله بالترحاب الشديد، إذا أوجد لنا البديل، لكنه الآن يعاقب الشعب السوري، وليس نظام بشار الأسد".

وشهد مقر السفارة السورية بـ"جاردن سيتي" تجمع العشرات من السوريين منذ الصباح في محاولة للإسراع بإنهاء بعض المعاملات القنصلية الخاصة بهم، غير أنهم اصطدموا بتفعيل سريع للقرار الذي اتخذه الرئيس مرسي بالأمس.

وجاء القرار المصري بعد يومين من إعلان الولايات المتحدة الخميس الماضي عزمها تقديم "مساعدة عسكرية" إلى مقاتلي المعارضة السورية، وهو الأمر الذي جعل السوري حسن كمال " 35 عاما " يشير إلى هذا البعد الدولي للقضية.

كمال الذي كان يقف أمام السفارة محاولًا تجديد جواز سفر زوجته، قال: "لن أتحدث عن توقيت صدور القرار الذي جاء بعد القرار الأمريكي، ومع ذلك لم يكن ليصيبني الغضب، لو صدر القرار بالتزامن مع إجراءات تتخذها الحكومة المصرية لتوفير البديل".

وأضاف: "ناهيك عن أني لن أستطيع تجديد جواز سفر زوجتي، فلن أتمكن مستقبلًا من التقديم لأبنائي في أي مدرسة، لأن المدارس تحتاج أوراق، والأورق لابد أن تعتمد من السفارة".

ومحاولًا البحث عن البديل، تساءل سامر مصطفى "40 عاما"، والذي يقيم في القاهرة منذ 8 سنوات، عن إمكانية تعيين سفير من قبل الائتلاف السوري المعارض أسوة بما فعلت قطر، ولكن أبوعدنان الذي كان يستمع لتساؤل سامر، وقال: "هذا الإجراء غير قانوني، والسوريون المقيمون في قطر يشتكون مر الشكوى من ذلك".

ورغم أن أبوعدنان أغلق أبواب الحل أمام سامر، فإنه ظل متمسكًا برأيه، مضيفًا: "القرار أسعدني، لكن لابد من وجود حل.. يجب على مصر أن تتواصل مع الجامعة العربية بشأن ذلك، حيث إنه دون الحل يكون القرار عقابًا لنا، وليس لنظام بشار".

وقال مروان حجو، عضو اللجنة القانونية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: إن "عوائق قانونية تحول دون تسليم السفارات السورية بالدول العربية للائتلاف".

وأوضح حجو أن من أهم العوائق عدم حصول الائتلاف على اعتراف قانوني من الجمعية العامة للأمم المتحدة، كممثل شرعي للشعب السوري.

ووصف حجو خطوة تسليم السفارة السورية بقطر للائتلاف بأنه "تسليم سياسي"، حيث لا يمارس الائتلاف داخل المقر أيًا من أنشطة السفارات مثل تجديد جوازات السفر.

وسلمت قطر للائتلاف السوري مقرًا جديدًا للسفارة السورية في 27 مارس الماضي، بينما قامت السلطات القطرية في بدايات الثورة السورية بإغلاق المقر الأصلي الذي كانت تمارس فيه سفارة نظام بشار الأسد نشاطها.

ويقوم السوريون المقيمون في قطر بتجديد جوازات سفرهم عبر السفارة السورية في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، أو من خلال القنصلية السورية في دبي.
الجريدة الرسمية