رئيس التحرير
عصام كامل

"صوت الأزهر": 5 وسائل للتأكد من صحة أي تصريح منسوب للإمام الأكبر

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

"اللى خايف يتخن من قعدة البيت.. يطعم اللى خايف يجوع من قعدة البيت"، "تجار المخدرات يبلغون عمن يصلون فى المسجد فتأتى الشرطة للقبض على المصلين وتكافئ تجار المخدرات".. "أطالب المسئولين بوقف بناء الكبارى والطرق وتخصيص ميزانيتها إلى القطاع الصحى إلا إذا كان رسوم الكارتات أهم من صحة المواطن".. نماذج من منشورات وتصميمات مصورة كثيرة يتداولها رواد السوشيال ميديا عبر صفحاتهم منسوبة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والتى ارتبطت فى معظمها بأزمة كورونا، والتداعيات المصاحبة لهذه الأزمة، بعضها يحمل أسماء ولوجوهات صحف ومواقع معروفة.

من جانبها، أكدت صحيفة "صوت الأزهر" أن هذه التصريحات والمقولات الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعى منسوبة لفضيلته، ولم يقلها فى أى مناسبة من المناسبات، وسبق للمشيخة أن نفت بعض هذه التصريحات ، لكن تزايد هذه التصريحات المنسوبة والمكذوبة بشكل لافت خلال هذه الفترة، أدى لتزايد الأسئلة حول هذه المقولات حتى لو كان بعضها عادياً لا يحمل غير بعض التوعية البسيطة لكنها فى جميع الأحوال ليست من أقوال الإمام الأكبر.

وفى الوقت الذى دعت فيه "صوت الأزهر" رواد السوشيال ميديا إلى توخى الحذر فى تداول تصريحات الإمام الأكبر، خاصة تلك التى تأتى خالية من المصدر أو اللينك المؤيد لصحتها. قدمت الصحيفة الناطقة باسم المشيخة 5 طرق لمتابعة التصريحات الحقيقية لفضيلة الإمام والتأكد من صحة أى تصريح منسوب لفضيلته، وهى: 1- فى حالة وجود اسم إحدى المواقع أو الصحف المعروفة علي المنشور يرجى زيارة هذا الموقع والبحث فيه عن أصل هذا التصريح، وتجاهل كل تصميم يحمل تصريحاً للإمام ليس مرفقاً به لينك للإحالة على الموقع ناشر التصريح. 2- زيارة الصفحة الرسمية الموثقة للإمام الطيب عبر وسائل التواصل الإجتماعى لمعرفة كل ما يصرح به فضيلة الإمام. @GrandImam 3- زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية والصفحات الرسمية الموثقة للأزهر الشريف عبر وسائل التواصل الإجتماعى والتى تنشر كل ما يستجد من أخبار عن الإزهر الشريف وشيخه. http://www.azhar.eg/ @OfficialAzharEg 4- متابعة بيانات المركز الإعلامى للأزهر الشريف التى تنشرها الصحف والمواقع ووكالات الأنباء باعتباره الجهة الرسمية المعبرة عن الأزهر الشريف والمنوطة بنقل تصريحات الإمام الأكبر إلى وسائل الإعلام. 5- قراءة أى تصريحات للإمام عبر الصحف والمواقع المعروفة التى تتحمل مسؤولية ما تنشر وفق الضوابط الإعلامية المعروفة، وأن يكون للمنشور مصدراً معروفاً ومحدد فيه زمن التصريحات ومناسبتها. وفى وقت سابق نفت مشيخة الأزهر ما تردد من تصريحات منسوبة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تتعرض لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بشأن الصلاة فى المساجد، أو لوزيرة الصحة بشأن سياسات التعامل مع وباء كورونا. وأكدت المشيخة عبر بيان نشرته الصحف، أن هناك حسابا رسميا للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يصدر منه تصريحات الإمام ،وكذلك هناك الصفحة الرسمية للأزهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة للبيانات الرسمية، وما غير ذلك فهي تصريحات مجهولة المصدر. وأكدت المشيخة أنه تم رصد بعض الصفحات التي تستخدم اسم الإمام الطيب لكنها ليست صفحات رسمية، وأن الصفحة الموثقة فقط هى التى تعبر عن فضيلته.

 

 

 

تفعيل القانون من جهتهم أكد خبراء فى الإعلام ضرورة تفعيل القانون فى مواجهة الأخبار الكاذبة عموماً، وحماية المواطن من التضليل. وقال الخبير الإعلامى الدكتور ياسر عبد العزيز إن الحديث عن وجود وباء معلوماتي، بموازاة فيروس كورونا مسألة يتداولها العالم الآن، وقد تحدث عنها الأمين العام للأمم المتحدة، فالوباء المعلوماتي له الكثير من المظاهر والتي من أبرزها الأخبار المزيفة والمضللة، وهي تتصل بمسالة خلق الأكاذيب وعمليات التزوير للأخبار والمعلومات والإفادات. وقال عبد العزيز أن شيخ الأزهر ومؤسسة الأزهر عموما تعرضا إلى شكل من أشكال الاستهداف الممنهج من خلال هذا الوباء المعلوماتي، يستهدف الآليات الخاصة بالمشيخة وفضيلة الإمام الأكبر، وهذا الأمر في تصوري يؤثر تأثيرا سلبيا جدا ليس فقط على المشيخة وفضيلة الإمام الأكبر، ولكنه أيضا يؤثر أيضا في البيئة المعلوماتية، ويؤثر كذلك في الوعي العام لدى الجمهور، وربما تكون له أخطار وتداعيات فادحة. أما عن كيفية مواجهة هذا الأمر يؤكد عبد العزيز أهمية الاستمرار فى تعزيز وتطوير آليات الاتصال الخاصة بالمشيخة وفضيلة الإمام الأكبر لكي ترصد كل ماهو مزيف ومختلق وباطل، وتبث التصحيح في الوقت المناسب. وطالب عبد العزيز أن تكون هناك آليات فعالة وقانونية تتعلق بآليات المحاسبة التي تكون فعالة وتتواءم مع حرية الرأي والتعبير، فالقانون المصري رقم 118 يجرم اختلاق الأخبار المزيفة وبثها خاصة تلك التي تتعلق بالأمن المجتمعي، او حتى الحق الشخصي، وبالتالي يجب تفعيل القانون بهذا الصدد خصوصا عندما تنتظم هذه الممارسات ضمن خطط وتدابير موثقة من أجل إحداث أثر سلبي كبير.

 

 

انتشار الأخبار الكاذبة وقال ياسر خليل الصحفى المتخصص فى منصات التواصل إن السوشيال ميديا تفتح المجال واسعا لنشر الشائعات، والتصريحات المفبركة المنسوبة للمسؤولين والشخصيات العامة، وهذا أمر يحدث في شتى أنحاء العالم، خاصة في فترات الانتخابات والأحداث المهمة. وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن انتشار الأخبار الكاذبة يحدث بمعدلات أسرع من تداول الأخبار الصحيحة، خاصة على موقع فيسبوك، الذي تشير دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة برنستون الأميركية، أنه كان مصدرا لزيارات المواقع غير الموثوقة بنسبة 15%، فيما شكل 6% فقط من زيارات المواقع الموثوقة. والحل كما يقول خليل، هو قيام الصحافة الاحترافية بدورها في نقل المعلومات الصحيحة، وكذلك المؤسسات التي تعمل على التحقق من صحة الأخبار، خاصة المواد الإخبارية التي تنتشر سريعا على مواقع التواصل، ويضاف إلى ذلك أن يكون للمؤسسات السياسية والدينية المؤثرة، مثل الأزهر، حضورا قويا على الشبكات الاجتماعية، وربما تكون هناك حاجة في بعض الحالات، لإنشاء ما يشبه مرصد لتتبع الأخبار والتصريحات المكذوبة المنسوبة للمؤسسة أو قياداتها، والعمل على نشر تصحيح، مع التأكيد باستمرار على أن الصفحات والقنوات الرسمية هي المصدر الوحيد لتلقي المعلومات عن المؤسسة.

الجريدة الرسمية