رئيس التحرير
عصام كامل

عم رضا.. مزين الزمن الجميل في شبرا يواجه كورونا بالكولونيا والنار| صور

عم رضا
عم رضا

"المزين ده أسطى .. في مهنته لقطة واخدها وراثة..تروحله منعكش، مبركش، مفركش شديد الشراسة.. يشغل مقصه، وموسه وملاقطه أستاذ الفراسة".. كلمات يرددها الكثيرون، حبا في مهنة الحلاقة التي اندثرت من القرى  خلال الفترة الماضية، بعد أن كان لها دور محوري، فما من بيت إلا وطأته قدم الحلاق ولم يفرق بين غني وفقير، الجميع تحت مقصه سواسية، إلا أن الزمان لا يبقى أحداعلى حاله دوما.

ومع التطور في المهنة خلال الفترة الماضية لجأ الكثيرون وبالتحديد فئة الشباب للصالونات، واقتصر عمل المزين على كبار السن في القرية أو الحي الذي يعمل به .

 

كانت الثقافة السائدة كثيرا في الماضي في الصعيد أو القرى بشكل عام في مصر هي أن يأتي المزين لكل منزل في يوم معين، ويحلق للرجال والأطفال على السواء داخل المنزل، وهو  معروف لديهم بلقب " المزين"، ومع مرور الأيام ترسخت أفكار وعادات وتقاليد، تتأصل وتتجذر داخل المجتمع، حتى تصبح جزءا من ثقافته، ولأن الزمن له أفاعيله وقدرته العجيبة على التخطى يمكنه أن يجعل من هذه العادات تراثا أو فلكلورا، يتغنى به الناس بالرغم من أن هذه المهنة انقرضت ولم يعد لها وجود إلا قليلا .

 

عم رضا، صاحب الـ 63 عاما، لم يكن يأبه لحديث الآخرين بأن مهنته قد اندثرت، كان مؤمنا بالرغم من كهولته إلا أن زبائنه لم ينقرضوا بزوال الحلاقة في الشارع.

يجوب ابن مدينة شبرا الخيمة الشوارع، تنظر عيناه على كل من يمر بجواره، حاملا شنطته القديمة التي بها " ِعدًة " الحلاقة، حتى يصل إلى سوق البلح بشبرا ليجد زبائنه في انتظاره ليحلق لهم .

 

" أنا حلاق شنطة من ٥٤ سنة، وزبائني كلهم بيستنوني في سوق البلح في الساحل والعبور، وكل الناس هنا عارفاني وبتستناني علشان أحلق لهم"، يقول عم رضا وهو واقفا وممسكا بموسه، وبجواره شنطة "الِعًدة" التي تحتوي على جميع مستلزمات عمله، مجموعة من الأمواس، صابونة، طبق صغير يسمى طاسة، مرآة صغيرة، وقماشة قديمة تسمى صدرية، وزجاجة الكولونيا، فتنحنى الرؤوس أمامه لقص الشعر والذقن نظير نقود زهيدة، بخلاف الحلاقة العادية .

 

بالرغم من شهرته في شبرا الخيمة إلا أنه يحب العمل بحرية والتنقل من مكان لآخر، ويرفض فتح صالون للحلاقة، " أنا  رافض افتح محل عشان بحب اشتغل بمزاجي واللي الزبون بيدفعه باخده وبقول ده رزق ربنا والحمد لله من هنا وهنا والدنيا بتمشي ".

 

 

لم يغفل عم رضا  فيروس كورونا وانتشاره في مصر، بسبب الإختلاط أو الإنتقال من شخص لآخر بأي وسيلة ممكنة، فوسيلة التعقيم الوحيدة لديه هى الكولونيا ملاذه للوقاية من الأمراض، يعقم أدوات الحلاقة أولا بأول بها لإحتوائها على نسبة كبيرة من الكحول الذي يقضي على الفيروسات ويمنع انتقالها من شخص لآخر ثم يعرضها للنار ليتأكد من القضاء على الفيروسات" أنا بستعمل الكولونيا والنار من أول ما بدأت المهنة دي علشان اعقم أدواتي على طول ومفيش حد يتنقل ليه أي مرض من واحد تاني " .

 

 

الجريدة الرسمية