السيل الأخضر من مليتة الليبية إلى جيلا الإيطالية
تعرضت محطة مليتة التي تتولى ضح الغاز الليبي إلى إيطاليا عبر أنابيب "جرين ستريم" للتوقف عن العمل بأيدي مجموعات مسلحة عدة مرات منذ سقوط النظام السابق عام 2011.
ويقع مجمع مليتة لمعالجة النفط والغاز شرق مدينة زوارة، وتبلغ مساحته 355 هكتارا ويضم صهاريج لتخزين منتجات الطاقة ومرافق للتصدير، ويتكون في الأساس من معمل لمعالجة النفط المنتج من حقل الوفاء الثاني، ومعمل لمعالجة الغاز من منصة صبراتة البحرية.
وتدار منشأة مليتة مناصفة بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة إيني الايطالية، ويتم ضخ الغاز الليبي من مليتة عبر أنابيب تحت البحر بطول 540 كيلومترا إلى محطة استقبال في ميناء جيلا بجزيرة صقلية بطاقة كاملة تصل إلى أكثر من 8 مليارت متر مكعب من الغاز سنويا، في حين تستورد إيطاليا من ليبيا ما يصل ما بين 10 إلى 15 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
وتجري عملية معالجة الغاز المنتج من منصة بحرية على بعد 110 كيلو مترات من سواحل طرابلس والتخلص من المياه بعملية تجفيف، ثم يضخ الغاز الى مجمع مليتة بواسطة أنبوب قطره 10 إنش، وعقب ذلك يتم تصدير المكثفات عبر البواخر من ميناء مليتة، فيما يضخ قسم من الغاز للاستهلاك المحلي عبر أنبوب قطره 36 إنشا، وقسم يصدر إلى إيطاليا عبر أنبوب قطره 32 إنشا وطوله 540 كيلومترا.
وكانت فكرة مشروع خط أنابيب نقل الغاز من مناطق ليبيا الغربية إلى إيطاليا ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، فيما أنجزت دراساتها المبدئية بين سنوات الثمانينات والتسعينيات، وبدء في بناء خط الأنابيب عام 2003، وجرى اقتتاحه رسميا من قبل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني في 7 أكتوبر 2007، فيما بلغت تكاليف بنائه 6.6 مليار دولار أمريكي.