ذكرى رحيل الشاعر عزيز أباظة
شاعر كبير من العائلة الأباظية الشهيرة بشعرائها وأدبائها وسياسيها شب في بيت يعقد جلسات مناقشات شعرية وسياسية بقرية الربعماية بالشرقية كانت تتلى فيه قصائد شوقي وحافظ إبراهيم والمتنبي وعبد العزيز البشري وغيرهم حتى غدا شاعرا كبيرا.
ففي مثل هذا اليوم 10 يونيو 1972 رحل الشاعر عزيز أباظة ــ ولد 1897 ــ وكان مولعا بغناء الفلاحين في الحقول هو وابن عمه الصحفي فكري أباظة الذي تبارى معه في قرض الشعر لكن تحول فكريا إلى الزجل والصحافة واستمر عزيز شاعرا حتى لقب بلبل الأسرة الأباظية ونشر أشعاره الأولى في مجلة عائلية اسمها (النشأة الأباظية) وتنبأ له أمير الشعراء أحمد شوقي بمستقبل كبير.
درس عزيز بالمدرسة السعيدية ومنها إلى فيكتوريا كولدج بالإسكندرية حتى تخرج من كلية الحقوق وعمل وكيلا للنيابة بأجر 12 جنيها وتزوج من حبيبته وابنة عمه زين سليمان أباظة وأنجب أبناءه الثلاثة فردوس ومحمد وعفاف التي تزوجت فيما بعد من الأديب ثروت أباظة.
تدرج في الوظائف فعمل مدير تحقيق الشخصية بالداخلية ومحافظا للقليوبية 1938 وانتقل محافظا للفيوم ثم المنيا وبورسعيد ثم أسيوط.
وفي أسيوط كتب روايته الشهيرة "العباسة" شعرا وقدمت على دار الأوبرا الملكية وشاهدها الملك فاروق الذي دعاه لشدة إعجابه بها إلى حفل شاي في قصر عابدين ومنحه فيها رتبة الباشوية.
فكرى أباظة يكتب: "إن فاتك الفول.. أنا غير مسئول".
توفيت الزوجة والحبيبة في يونيو 1942 ورثاها بديوان كامل بعنوان (أنات حائرة) ليتعرف بعد ذلك في أسيوط على أمينة هانم ابنة إسماعيل صدقي رئيس الوزراء حيث كانت تفتتح فرعا جديدا لمبرة محمد على هناك وتم الزواج عام 1946 وأحبها الأبناء حتى إن عفاف أطلقت على ابنتها اسم أمينة.
اختير عزيز أباظة عضوا في مجلس النواب ومجلس الشيوخ ورأس بعد ذلك مجلس إدارة مطبعة مصر وشركة الترام وارتبط بنجوم الفن والمجتمع فكان صديقا لمحمد عبد الوهاب وزوجته ويوسف وهبي زميل الدراسة منذ الطفولة وكذلك أم كلثوم التي كانت تزوره كثيرا وترقيه في مرضه حتى إنه كان يناديها بابنة العم الشرقاوية.
أيضا كان صديقا لنجيب الريحاني وتوفيق الحكيم وعلي الكسار وسليمان نجيب والتابعي وشوقي وحافظ وعلي الجارم وغيرهم.
إلى جانب رواية “العباسة“ كتب عزيز الكثير من الكتب والمسرحيات منها شجرة الدر، غروب الأندلس، الناصر، شهريار، قيس ولبنى وغيرها، واختتم حياته بكتابة إشراقات السيرة النبوية الذكية عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
سافر إلى الكويت بدعوة من وزارة الإعلام ومرض هناك فعاد إلى مصر حتى رحل بعدها بأيام.