هل نجحت ألمانيا في كسب رهان استئناف دوري رغم كورونا؟
تسبب انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم في توقف جميع الأعمال والأنشطة المختلفة منعاً للاختلاط بين الأفراد في محاولة للحد من انتقال العدوى، ومن بين الأنشطة التي توقفت بشكل اضطراري بسبب هذا الوباء دوريات كرة القدم على مستوى العالم وتم تأجيل جميع المباريات ووقف جميع البطولات منذ شهر مارس الماضي ، ولكن أبهرت ألمانيا العالم ببداية الدوري .
تبدو أن ألمانيا في طريقها لكسب رهان إقامة الدوري في زمن كورونا.
- بروتوكول صحي فعَّال
يخضع اللاعبون لبروتوكول صحي صارم يشمل إجراء فحوص لكشف فيروس كورونا مرتين في الأسبوع، ويتعين عليهم التزام البقاء في منازلهم مع أفراد عائلاتهم، بالإضافة إلى احترام التباعد الاجتماعي، وبالتالي يمكن القول إن اللاعبين يتمتعون بحماية كبيرة. فحتى الآن، لم يتعرض أي فريق لتفشٍّ شامل للعدوى في صفوفه.
وأظهرت الأندية حزما كبيراً في هذا الإطار مع قيام بوروسيا دورتموند بتغريم لاعبيه الإنجليزي جايدون سانشو والمغربي أشرف حكيمي لأنهما جلبا حلاقهما الخاص إلى منزلهما ليخرقا بالتالي قانون عدم مخالطة أي شخص من خارج دائرة العائلة أو الفريق.
وارتفعت أصوات مطالبة بتخفيف قيود البروتوكول تزامنا مع عودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد حيث بدأ بالسماح بارتياد المقاهي ولقاء الأصدقاء وحتى زيارة صالونات الحلاقة.
خلافا لتوقعات أطباء اختصاصيين في الرياضة، لم تسجل أي زيادة غير منطقية في نسبة الإصابات وتحديدا العضلية منها بعد الاستئناف، و استغل مدربو الفرق التغييرات التي طالت قانون التبديلات حيث سمح الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) لكل فريق بإجراء خمسة تبديلات بدلا من ثلاثة خلال المباريات، ما سمح بإراحة اللاعبين وتفادي إجهادهم بعد التوقف الطويل.
وأعرب الأطباء والمعالجون الفيزيائيون عن دهشتهم من مستوى اللياقة الذي احتفظ به معظم اللاعبين. وعلى سبيل المثال، قام فلاديمير داريا من هرتا برلين بالركض مسافة 14,34 كلم خلال مباراة فريقه ضد أوجسبورغ، وهو رقم قياسي منذ العمل بهذه الإحصائية في البوندسليجا موسم 2011-2012.
- موازين القوى لم تتغير
تخوف كثيرون من تدني اللياقة البدنية لدى اللاعبين بعد توقف طويل، ولكن في الواقع، لم تتغير موازين القوى، حيث استمر بايرن ميونيخ في فرض سطوته على الفرق الأخرى بدليل فوزه في مبارياته الخمس حتى الآن، وأبرزها خارج ملعبه على منافسين رئيسين له هما بوروسيا دورتموند (الثاني) وباير ليفركوزن (الخامس)، ليوسع الفارق في الصدارة الى سبع نقاط ويخطو خطوة كبيرة نحو لقبه الثامن تواليا.
في المقابل، بقيت الفرق التي تحتل مراكز متأخرة في الترتيب، على مستواها.