رئيس التحرير
عصام كامل

الولايات المتحدة .. النجم الذى هوى.. التمييز يكتنف سياسة ترامب .. وعلاقة الشعب مع الشرطة فى أمريكا تحتاج إلى تقويم

الرئيس الامريكي
الرئيس الامريكي

شدد وزراء وسفراء سابقون ومراقبون على أن المظاهرات التى تجتاح الولايات المتحدة بسبب مقتل مواطن أمريكى أسود اللون من أصول أفريقية درس قاس للإدارة الأمريكية والشعب نفسه، مشددين فى الوقت نفسع على أن تلك الأحداث سوف تكون لها تداعيات جسيمة على الداخل الأمريكى، وعلى علاقات الولايات المتحدة بحلفائها وجيرانها ايضا.

 

تطور مأساوي

فى البداية ..قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق إنها ليست المرة الأولى التى يصادف فيها المجتمع الأمريكى مثل هذه الظروف والتطورات المأساوية وخاصة الأمريكان من أصل أفريقى لافتا إلى أنه سيكون درس قاسى للسياسيين فى أمريكا حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر مرة أخرى وسيكون للأمريكان من أصل أفريقى حضور أكثر الفترة المقبلة، موضحا أن بعض الأصوات العاقلة فى الإدارة الأمريكية أوقفت تدخل الجيش هناك وخاصة أنه سيضع الجيش أمام الأمريكان حال نزوله. 

وتابع: "علاقة الشرطة مع الشعب فى أمريكا تحتاج إلى علاج وتقويم، لأن إطلاق الرصاص بين الشرطة والشعب هناك أمر سهل وأيضا حمل السلاح هناك سهل ولكن بعد هذه الأحداث سيعاد ترتيب الأمور مرة أخرى وسيكون نهاية التعامل بخشون مع الأمريكان من أصل أفريقى"، مشيرا إلى أن ما يردد بأن الربيع العربى وصل إلى أمريكا أمر غير صحيح وأن المجتمع الأمريكى مختلف عن الشرق الأوسط ويعيد إنتاج نفسه بشكل مختلف، مشيرا إلى أن ترامب ارتفعت أسهمه قبل كورونا ولكن معالجة كورونا لم تكن صائبة وستؤخذ عليه فى الانتخابات المقبلة ولكن شكل الانتخابات فى علم الغيب.

التمييز قضية ثقافية

من جانبها..قالت السفيرة مشيرة خطاب سفيرة مصر السابقة بجنوب أفريقيا، المرشحة السابقة على منصب أمين عام منظمة اليونسكو أن أمريكا دولة ديمقراطية وتحترم الحقوق والحريات العامة ولديها قوانين، مشيرة إلى أن قضية الأمريكان من أصول أفريقية والتمييز ضدهم فى أمريكا هى قضية ثقافية تتراجع مع الوقت لكنها تظل أيضا نقطة حساسة من الممكن أن تنفجر من وقت لآخر وخاصة فى ظل الظروف الذى يمر بها العالم بالوقت الحالى.

 وقالت خطاب إن أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية جعلت هناك احتقانا فى أمريكا، موضحة أن أزمة كورونا كشفت التمييز العنصرى وولاية شيكاغو من الولايات التى بها أغلبية أمريكان من أصول أفريقية ورأينا حالة توتر بين البيض والسود هناك وخاصة أن شيكاغو تتميز فى حقوق الإنسان وأسرة الرئيس السابق أوباما من هناك، وهذه الأحداث أثرت على شعبية الرئيس الحالى ترامب لكنه دائما حريص على التواصل مع الشعب وعندما صرح بنزول الجيش تراجع مرة أخرى. 

الانتخابات الرئاسية

وتابعت: "أمريكا تحاول التعامل مع الوضع وفقا للدستور وأنها فى الوقت الذى تراعى فيه حقوق الإنسان تتصدى للشغب وتوقف الأعمال التخريبية وقطع الطريق وتسيطر على أي عناصر مندسة، والكوارث والأزمات تقوى اليمين المعارض فى أمريكا وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة". 

وأشارت إلى أن التنبؤ بنتائج الانتخابات حاليا أمر صعب وخاصة أن كل يوم جديد وصعب التنبؤ بوجود ترامب فى فترة أخرى من عدمه لكن شعبيته تراجعت بكل تأكيد، وكورونا والإجراءات الحالية زادت من حالة الغضب فى العالم كله والموجود فى الحكم ومن حوله دائما مستهدفين ومتهمين بالتقصير وأنهم غير قادرين على حماية الشعب الأمريكى وكل هذه الأمور فى عام الانتخابات هناك تبشر بسباق انتخابى ملتهب. 

وأضافت: "ما حدث فى أمريكا يعنى أن هناك فئة تشعر باختراق حقوق الإنسان وأنا بدأت حياتى الدبلوماسية فى أمريكا ورأيت الكثير هناك ورأيت أن البشرة ليست مجرد لون فقط لكنها ثقافة وعلامة تحمل الكثير والكثير ورأينا أول رئيس أمريكى من أصول أفريقية موضحة أن القانون هناك شيء والثقافة شيء آخر وأعتقد أنها نقطة ضعف ستزول بعد ذلك".

القوة العظمى

وعلي الرغم الأزمات الطاحنة والتطورات التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن وحليفتها أوروبا، إلا أن واشنطن ستظل القوة العظمي الأولى في العالم لعقدين أو ثلاثة قادمين على الأقل، هذا ما يراه الدكتور محمد فراج أبو النور الكاتب والمحلل السياسي، الذي يرى في الوقت نفسه أن الصين لديها مشكلة في مسألة تزعمها للعالم في الوقت الحالي، تتمثل في أن الصين على الرغم من خسائرها تبدو أقل من الدول العظمي نتيجة تفشي فيروس كورونا.

كما أن الناتج المحلي لدى بكين لا يتعدي ثلثي الناتج المحلي للولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أن أمريكا منذ القرن التاسع عشر تمثل قوة صناعية كبري، بالتالي فهي تتمتع ببنية أساسية قوية، وتعمل على تطوير الحضر بشكل مستمر، فضلا عن أن الريف الأمريكي يتمتع بأساليب تكنولوجية متطورة. ، وذلك على عكس الصين التي شهدت التطورات في المجال الصناعي حديثا، أي منذ سبعينيات القرن الماضي.

صراع الصين وأميركا

وأوضح أن الدولار الأمريكي ما زال حتى الآن وسيظل لسنوات قادمة عملة التبادل التجاري الأولى، فضلا عن امتلاك الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية حول العالم أجمع، مما يدل على أن أمريكا تتمتع باقتصاد عملاق، بالإضافة إلى أنه بالمقارنة بين عدد السكان في الدولتين، نجد أن نصيب الفرد في الصين من الناتج المحلي في العام لا يتعدي 10 آلاف دولار، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية نصيب الفرد فيها يساوي ما يقرب من 60 ألف دولار سنويا، مما يظهر التفاوت الكبير بين الدولتين من ناحية القوة الاقتصادية.

وأضاف أن الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الأولى مرورا بالحرب العالمية الثانية تمثل للغرب دور الأخ الأكبر، فضلا عن انها تتزعم حلف شمال الأطلسي، ولها دور وثقل في المنظمات الدولية وتلعب دورا كبيرا في تمويلها، بالإضافة إلى نفوذها الاقتصادي الكبير في مختلف دول العالم، لذلك من المبكر أن نتحدث عن أن الصين ستكون قوي عظمي أولى في العالم في الوقت الراهن.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على أكثر من نصف البث التليفزيوني والإنتاج السينمائي في العالم، علاوة على أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الأولى في العالم، وهو ما يعطي قوة كبيرة لواشنطن، على عكس الصين التي تعتبر الحياة الثقافية بداخلها فقيرة جدا، فضلا عن دراستهم للغات من أجل التصدير فقط وعقد علاقات تجارية مع الدول المختلفة.

وأشار الدكتور فراج إلى أنه على الرغم من الخسائر الأمريكية في الآونة الخيرة خاصة داخليا، فضلا عن فقدانها الكثير من نفوذها السياسي والاقتصادي إلا أن ذلك لا يفقدها مكانتها كقوي عظمي أولى في العالم، خاصة أن العالم حاليا داخل مرحلة التعددية القطبية منذ عام 2010 بعد تحقيق الصين نموا اقتصاديا وعسكريا كبيرا في السنوات الأخيرة، لتشكل عهد الثلاثية القطبية التي تتمثل في أمريكا وروسيا والصين كثلاث قوي عظمى في العالم، على عكس الفترة التي تسبق العام 2010 ، والتي كانت تسمي بفترة الأحادية القطبية التي تهيمن فيها الولايات المتحدة الأمريكية على موازين القوة في العالم.

واشنطن بعد كورونا

ولفت الدكتور فراج إلى أن ما يحدث حاليا داخل أمريكا من اضطرابات لا يمكن أن يزيحها من تصدر المشهد العالمي كقوي عظمي، خاصة أنها دولة مؤسسات وكلا يعمل في مجاله، إلا أنه سوف يؤثر على نفوذها، مشيرا إلى أن الوزن النسبي للولايات المتحدة الأمريكية في العالم ما بعد كورونا بالطبع سيكون أقل مما كان عليه، وهذا سيكون في صالح قوى أخرى مثل روسيا والصين وأيضا الهند التي في طريقها إلى أن تتحول إلى قوي كبري في العالم من الناحية الاقتصادية.

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية