رئيس التحرير
عصام كامل

كشف حساب "الرئيس المتهور".. "ترامب" اعتمد على رجال الأعمال والمتقاعدين في إدارة أمريكا.. وارتبك فى إدارة أزمة مقتل "فلويد"

ترامب
ترامب

كثيرا ما تغنت الولايات المتحدة الأمريكية بالمساواة، ورفعت شعارات حقوق الإنسان ومحاربة التميز العنصري، وفرضت نفسها كراع عام على دول العالم من خلال مجلس الأمن الدولي ومنطمة الأمم المتحدة.

 

ورغم ذلك ترتكب أبشع جرائم حقوق الإنسان وتقيد الحريات، كما أثبتت الأزمات هشاشة اقتصادها وسوء إدارتها السياسية، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هل ستشهد الولايات المتحدة ثورة ربيع أمريكي؟ 

فيروس كورونا

في البداية أكد عاطف الغمري المدير السابق لمكتب جريدة الأهرام بالولايات المتحدة الأمريكية أنه قبل أزمة فيروس كورونا، كانت استطلاعات الرأي في أمريكا ترجح بشكل كبير فوز الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات القادمة، وذلك يرجع لتبرئته من قبل مجلس الشيوخ في اتهام الحزب الديمقراطي له بعرقلة عمل الكونجرس واستغلال السلطة.

بالإضافة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية داخل أمريكا، لكن الوضع تغير كثيرا بعد أزمة كورونا وفق ما أكده "الغمري"، فقد أشارت استطلاعات الرأي في الولاية إلى أن عدم الرضا عن أداء الرئيس وصل 54%، وخاصة أن أمريكا ستخوض الانتخابات القادمة في ظروف لم يسبق أن دخلت فيها، فقد أشار المحللون والخبراء الأمريكان إلى أن الأسباب والعوامل التي ستتحكم في فوز أو عدم فوز أي رئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة تغيرت كثيرا عما سبق.

وأكدوا أن كورونا ستدخل طرفا في التصويت في الانتخابات، وذلك لن يكون في صالح ترامب، وأضاف قائلا: "الرئيس الأمريكي وصف نفسه برئيس في زمن الحرب، وأن كورونا هي العدو، مع ذلك ظهرت في عهده نقط ضعف في المؤسسات الصحية، فقد تبين أن المؤسسات الصحية لم تكن جاهزة، سواء بالنسبة لعدد المستشفيات أو الأطقم الطبية بعدما خفض أعدادا كبيرة منهم لتحقيق وفرة في الميزانية".

سقوط دونالد

وتابع: "جون بولتون عندما كان مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، أصدر قرارا بإلغاء إدارة تابعة لمجلس الأمن القومي مختصة بالتعاون الدولي في مواجهة الأوبئة الصحية، ووجه ميزانيتها للتسليح، فعندما حلت أزمة كورونا وجدت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أمام أخطر عدو من الممكن أن تواجهه في الحروب، حتى إن بعض المراكز الصحية الأمريكية قالت إن رد فعل إدارة ترامب وتعاملها مع الفيروس جاء ضمن الأسوأ في العالم، فالأمور لم تكن في صالحه كما كانت في الفترة السابقة".

جورج فلويد

وأوضح أن من الأمور أيضا التي أضعفت موقف ترامب الهجوم الحالي على سياسته بسبب أحداث العنصرية الجارية، فقد حدث خلاف في وجهات النظر بينه وبين وزير الدفاع مارك إسبر، حيث رفض وزير الدفاع نزول الجيش واستخدام القوة، واعتبر ذلك أمرا لا يجب أن يكون، بينما ترامب أمر بإنزال الجيش، ولكنه عاد ينفي أنه أمر بتفريق المتظاهرين بالقوة.

أيضا الاقتصاد الذي كان يستند عليه ترامب رغم أنه في البداية كان داعما له إلا أنه حاليا في تدهور وتراجع بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فضلا عن انتقاده من قبل رئيسين سابقين لأمريكا وهما باراك أوباما وجورش بوش اللذين وصفا سياسته بـ"أنها سياسة كلها أخطاء"، وصعب الأمور أكثر أن الرئيس السابق جورج بوش ينتمي للحزب الجمهوري الذي يمثله ترامب.

تدهور السياسة الأمريكية

أما عن سبب تدني الأوضاع الأمريكية وتدهورها من السيئ للأسوأ، فقال "الغمري" إن سوء الإدارة يلعب دورا في ذلك، فوفقا للسياسة الأمريكية يوجد مراكز في الولايات المتحدة الأمريكية تدعي "مراكز الفكر السياسي"، تعمل بشكل يومي تتضمن خبراء من أكبر الأساتذة المتخصصين في السياسة سواء كانت سياسة داخلية أو خارجية، يتم اللجوء إليهم للحصول على أي أفكار أو استشارات، وأي رئيس يأتي يختار من بينهم أعضاء في حكومته، منهم وزير الخارجية ووزير الدفاع وسائر مساعديه.

وعندما تنتهي ولايته يعودون إلى مراكزهم، ويختار الرئيس الجديد الأعضاء الذي يجدهم مناسبين له، بينما في عهد ترامب تغير نظام صناعة قرار السياسة الأمريكية، فقد ألغي الرئيس الأمريكي الحالي هذه النخبة نهائيا لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يأخذ منها خبراء ليكونوا معاونين له في البيت الأبيض، بينما اختار معظمهم من رجال الأعمال وعسكريين سابقين ليس لديهم خبرة سياسية كافية.

وعندما كان يختلف مع أحدهم يعزله ويأتي بغيره، وهو ما يبرر التعديلات الكثيرة التي شهدتها إدارة ترامب خلال فترة ولايته، بما تسبب في حدوث خلل وتشوش ولم تعد هناك قدرة أو خط واحد تسير عليه الإدارة الأمريكية في سياستها، وهو ما كان سببا أساسيا في الفشل.

علي الجانب الآخر، يقول جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق إنه لا يمكن أن تؤثر الأحداث الأخيرة في قوة الرئيس ترامب أو تضعف من موقفه في الانتخابات، وخاصة مع عدم وجود منافس حقيقى أو قوى، فالمنافس الوحيد معه تاريخه مهزوز، وأوضح قائلا:" الرأى العام الأمريكى يميل إلى إعطاء الولاية للرئيس لمدة دورتين متتاليتين، متابعا مرات قليلة أو نادرة التي انتخب فيها رئيس للولايات المتحدة الأمريكية لدورة واحدة فقط ولم تجدد الثقة فيه في الدورة الثانية".

أما عن الأوضاع الأمريكية الحالية، فأشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن ما حدث مأساة ولكن لا يمكن محاسبة الرئيس الأمريكى عليها فقط، فالأمريكان يتصفون بالعنصرية من قديم الأزل ضد أصحاب البشرة السوداء، وهذه العنصرية ظهرت ضد دولة المكسيك.

وفيما يتعلق بأخطاء الرئيس الأمريكي، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق :"ترامب بصفة عامة رجل لا يمتاز بخبرات سياسية، فضلا عن انحيازه لأصحاب رءوس المال وعداواته المتكررة وخلافه الشديد مع العديد من الدول منها الصين وإيران وكوريا والعديد من الدول الأورربية، والبنتاجون ووزارة الخارجية دائما يعملون على تصليح أخطاء ترامب مع بعض الدول العظمي للحفاظ على المصالح المشتركة".

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية