أحد أبطال القوات الجوية في حرب الاستنزاف يروي كيف ضرب العدو يوم ٧ يونيو
لم تكن هزيمة ٥ يونيو ٦٧ نكسة كما يطلق عليها البعض ولكنها كانت جولة في الصراع العربي الإسرائيلي لم تفز فيه إسرائيل فوزا ساحقا ولكن كانت هناك مقاومة وبطولات حدثت خلال حرب الستة أيام التي تتشدق بها إسرائيل وبنصرها فيها.
وفي وسط الهزيمة حدثت ملاحم لقادة وجنود بسطاء مثّلوا حالات فردية و من تلك البطولات ما قام به المقدم طيار مقاتل صلاح دانش الذي أقلع بطائرته المقاتلة في اليوم الثاني من قصف اسرائيل وكانت مهمته مهاجمة طابور مدرع إسرائيلي يتقدم من العريش.
ضبط 10 آلاف كمامة غير مطابقة للمواصفات بأسيوط | صور
اشتبكت معهم طائرات إسرائيلية أسقطت طائرة زميله سمير إدريس فاستشاط غضبًا وناور بطائرته حتى أصبحت الطائرة الإسرائيلية في مرماه واضحة حاول ضربها لكن مدفعه لم يستجب وجاءت طائرة إسرائيلية أخرى ضربته من الخلف.
فهوت الطائرة وبدأت في السقوط وتمكن من القفز منها، وسقط بالمظلة على الأرض قريبًا من حطام طائرته وطائرة سمير في وسط سيناء بالقرب من جبل المغارة على بعد حوالي 80 كيلو من القناة ولم يكن معه أي مؤن ولا طعام ولا شراب أو أجهزة اتصال وسار في اتجاه القناة حتى عثر على سيارة مصرية من حرس الحدود أخذته هو وبعض الجنود التائهين والناجين من الضرب الإسرائيلي إلى منجم فحم بجبل المغادرة وتخفوا وسط العمال بالقرب من القوات الإسرائيلية وحاول الهرب مع عمال المنجم مرة أخرى في اتجاه القناة.
الغريب الذي كان يتعجب منه كيف وصلت القوات الإسرائيلية إلى وسط سيناء والإذاعة المصرية لا تتوقف عن سرد الانتصارات.
ساروا حتى نفدت المياه وبدأوا يتشاجرون على البول، وتفرقوا في الطرق من شدة التعب، وأطلق أحدهم النار على نفسه من شدة اليأس أمام عيني المقدم صلاح. ثم عثرت عليهم قوات إسرائيلية، وسقط صلاح دانش أسيرًا في أيديهم ونقلوه إلى تل أبيب، واستجوبته المخابرات الإسرائيلية حوالي شهرًا كاملًا ثم نقل إلى معسكر عتليت وكان به ما يقرب من ستة آلاف أسير مصري بمختلف الرتب.
عاد إلى الوطن بعد ثمانية أشهر في مبادلة للأسرى، وظل يدرب الطيارين المصريين الذين شاركوا في حرب أكتوبر و يشارك في حرب أكتوبر ضمن سرب مدرسي الكلية حتى يأخذ بالثار من العدو الإسرائيلي المغتصب الذي اغتصب سيناء في لمحة من الزمن وانتقم من الجنود الأبرياء الذين لم يأخذوا فرصتهم في القتال وجات حرب أكتوبر لتمحي كل الآثار النفسية للمصريين وتمحوا الأيام الحزينة من التاريخ.