"الإشارات".. كلمة سر إنهاء أزمة "الزحام" في السكك الحديدية ومترو الأنفاق.. "النقل" تستكمل عمليات التطوير.. وتحذيرات من "التعجل"
«الإشارات.. تركة النقل الثقيلة».. الإجابة النموذجية التي لم تقدمها قيادات وزارة النقل ردًا على الدعوات التي يطالب أصحابها بزيادة أعداد القطارات سواء في هيئة السكك الحديدية أو مترو الأنفاق.
فالغالبية التي ترفع وتطالب بهذه الزيادة لا تدرك أن الأمر أكبر من قدرات الوزارة في الوقت الحالى فزيادة أعداد القطارات ليس بالأمر السهل لا سيما وأن منظومة الإشارات هي التي تتحكم في العدد الذي يسير على القضبان سواء كانت إشارات السكك الحديدية أو إشارات مترو الأنفاق.
التطوير
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إليها «فيتو» فإن «وزارة النقل تعمل فعليًا منذ فترة طويلة على تطوير هذه المنظومة لكن التركة الثقيلة لمنظومة الإشارات والتكلفة الكبيرة جدًا إضافة للمخطط الزمنى للتنفيذ تجعل التطوير يحتاج أشهرًا طويلة سواء على مستوى الخط الأول لمترو الأنفاق أو على مستوى السكك الحديدية.
كما أنه لا أحد يستطيع أن ينكر ما تشهده منظومة الإشارات على مستوى السكك الحديدية من تطوير وتحويل العديد من أبراج الإشارات للعمل بالنظام الكهربى وهو ما يتيح في المستقبل إمكانية زيادة القطارات العاملة على الخطوط ولكن حتى الآن لم نصل إلى نسبة 100% من تطوير منظومة الإشارات ولا حتى 50% من تطوير هذه المنظومة ، الأمر الذي يجعل إمكانية إضافة قطارات جديدة للعمل على خطوط السكك الحديدية في الوقت الحالى مجازفة كبرى».
زيادة القطارات
وشددت المصادر ذاتها على أنه رغم الحاجة الملحة لزيادة أعداد القطارات على خطوط السكك الحديدية إلا أن قرار زيادتها ومضاعفة الرحلات قد يكون أسوأ من الزحام نفسه لأن زيادة عدد الرحلات يعنى زيادة كبيرة في حوادث القطارات مما يهدد سلامة الركاب أكثر من فيروس كورونا وهو ما يدفع الجميع لضرورة التريث في الضغط على النقل لزيادة عدد القطارات أو مضاعفتها.
وعلى مستوى مترو الأنفاق الأمر لا يختلف كثيرا ، ففى كثير من الأحيان نسمع المطالب الخاصة بزيادة الرحلات وهو الأمر الذي لا يمكن تنفيذه، فمعدل تقاطر مترو الأنفاق محسوب بدقة على معدل الاستجابة والتنفيذ للإشارات الخاصة بالمترو في المحطات وأى زيادة عن معدل الرحلات تعنى احتمالية دخول قطار بين محطتين بمعنى أن يكون هناك خرق زمنى يهدد سلامة الرحلات كافة على الخط.
وفى هذا السياق قال الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق: منظومة الإشارات تعتبر أول ما يلفت أنظار المهندس القائم على التشغيل، وبناء على هذه المنظومة يتم تحديد سرعة القطارات وعدد الرحلات المسموح بها على الخط ومعدل التقاطر بين كل رحلة وأخرى ، ولا يمكن التلاعب في الفرق بين القطارات وبعضها أو في سرعة القطارات أو غيرها من هذه الأمور وفكرة الزيادة في عدد الرحلات تتم وفقا لمعدل ووفقا لمنظومة الإشارات.
ثمرة العمل
ومن جهته قال المهندس محمود سامى ، الرئيس الأسبق لهيئة السكك الحديدية: الهيئة قطعت شوطا كبيرا خلال الفترة الأخيرة في تطوير الإشارات ، وما يحدث الآن ثورة فعلية في المنظومة ككل ، ولكن الثمار لم تنضج بعد ، بمعنى أن المنظومة لم تكتمل ولا بد أن نصبر حتى تكتمل عمليات التطوير لمنظومة الإشارات.
وبالتالى نحصل على مميزات هائلة في السكك الحديدية تشمل زيادة سرعة القطارات من 90 كيلو في الساعة إلى 150 كيلو في الساعة ، وهو ما يسمح بمضاعفة الرحلات وليس فقط زيادتها ، الأمر الذي يعنى أن الهيئة بإمكانها أن تخفض 50% من طاقة الركاب ومن الزحام داخل القطارات فور الانتهاء من هذه المنظومة لكن لا بد من التريث وعدم التعجل في زيادة السرعة أو زيادة الرحلات لأن هذا الأمر خطير في ظل عدم اكتمال تطوير منظومة الإشارات والأمر ذاته بالنسبة لمترو الأنفاق.
وبشكل عام فرغم مشروعية الدعوة لزيادة عدد الرحلات ، لكن لا بد وأن تتوافق أي زيادة في الرحلات مع منظومة الإشارات حتى لا تحدث أي أزمة مستقبلية.
نقلًا عن العدد الورقي...