تحت شعار أمريكا أولا.. ترامب يستمر في افتعال الأزمات مع أوروبا
بعد أن تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة خلفا لباراك أوباما قال في أول خطاباً له "بدءاً من هذا اليوم سيكون الشعار الوحيد هو أمريكا أولاً" ليفتعل بعدها وطيلة فترة رئاسته التي قاربت على الانتهاء العديد مع الأزمات مع بلدان عدة.
ترامب وألمانيا
وفي الأسبوع الماضي قرر الرئيس الأمريكي افتعال أزمة جديدة مع ألمانيا إذ أمر بسحب نحو 10 آلاف جندي من بين 34500 جندي أمريكي متواجدين في ألمانيا بحلول سبتمبر المقبل إذ تتمركز القوات الأمريكية في العديد من القواعد العسكرية داخل الولايات الألمانية من بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان ترامب قد كرر كثيرا انتقاداته لألمانيا قائلا إنها لا تخصص ما يكفي من ميزانيتها للإنفاق العسكري كحليف بالناتو وصرح أيضا قبل نحو عام أنه سينقل 1000 أو 2000 جندي إلى بولندا من ألمانيا.
ترامب والاتحاد الأوروبي
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات من الاتحاد الأوروبي والواردات الصينية ايضا بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على صادرات جراد البحر والمأكولات البحرية الأمريكية.
وقال ترامب خلال اجتماع مع ممثلي شركات صيد من ولاية “مين” الأمريكية: " لقد مزق الاتحاد الأوروبي هذا البلد للغاية، إنه أمر لا يصدق ، ومن السهل جدًا حله، إذا لم يغيروا ذلك سنفرض رسوما على سياراتهم حتى يغيروها، وسيغيرونها على الفور"، في إعلان يبدو أنه رد فعل غير متوقع بشكل تلقائي خلال المناسبة.
ثم تم إبلاغ الرئيس بعدها بالرسوم الجمركية المفروضة على صادرات جراد البحر الأمريكية إلى الصين، وقال إنه سيأمر بفرض رسوم مماثلة على السلع الصينية.
ترامب يصدر توجيهات بعودة 9500 جندي أمريكي من ألمانيا
أزمات سابقة
1- الاتفاقيات التجارية
تعامل ترامب مع الاتحاد الأوروبي بمنطق المساومة في الاتفاقيات التجارية، إذ طالب الرئيس الأمريكي الاتحاد الأوروبي بإيقاف كل القيود التجارية المفروضة على المنتجات الأمريكية، ما دفع الاتحاد للتهديد بفرض رسوم مضادة جديدة على منتجات معينة وبتقديم شكوى لمنظمة التجارة العالمية.
2- التشجيع على الانفصال
كما دعم ترامب القرار البريطاني بالخروج من الاتحاد الأوروبي، لافتاً ومشجعاً دولاً أخرى لإتخاذ المسلك ذاته.
ويعد توتر العلاقة بين أمريكا والاتحاد الأوروبي بالشكل الحالي غير مسبوق، إذ كانت واشنطن ترى أن مصلحتها هي في أوروبا، أولاً لمواجهة الاتحاد السوفييتي سابقاً في الحرب الباردة، ثم لأجل مشاركة قيم الديمقراطية والتعاون التجاري بعد انهيار جدار برلين.
3- اتفاقية المناخ
انسحب ترامب من اتفاقية باريس الدولية للمناخ، وهي الاتفاقية التي كانت ناتجة عن جهود كبيرة قام بها الرئيس السابق باراك أوباما مع الاتحاد الأوروبي، ونتج عنها توقيع أغلب دول العالم عليها.
4- الاعتراف بالقدس
كما أن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل مقر السفارة الأمريكية إلي القدس، يزيد من الخلاف بينه وبين أوروبا، إذ اعتبر الاتحاد الأوروبي خطوة ترامب ضربة لعملية السلام، فضلاً عن خلافات واضحة في حلف شمال الأطلسي "ناتو" عندما طالب الرئيس الأمريكي الدول الأعضاء بسداد ديونها لبلاده.