السيسي: إعلان القاهرة مبادرة ليبية ليبية برعاية مصرية لإنهاء الأزمة.. والوصول إلى تسوية سلمية وعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الدولي
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه شرف اليوم بلقاء كل من المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية بقصر الاتحادية صباح اليوم.
وأضاف أن اللقاء أسفر عن إعلان القاهرة لمبادرة ليبية ليبية لإنهاء الأزمة والوصول إلى تسوية سلمية تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية وعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الدولي.
وتابع: "وإنه لمن دواعي اعتزازي أن هذه المبادرة برعاية الدولة المصرية، التي هدفت كل تحركاتها طوال الأعوام الماضية إلى إنهاء معاناة الشعب الليبي واستعادة استقراره في كل مجالات الحياة".
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية كلٍ من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وذلك بحضور الفريق اول محمد زكي وزير الدفاع، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وسامح شكري وزير الخارجية".
"جاء لقاء الرئيس بالقادة الليبين من منطلق حرص مصر الثابت علي تحقيق الاستقرار الامني والسياسي في ليبيا ولشعبها الشقيق، وباعتبار أن أمن ليبيا امتداد للامن القومي المصري، بالاضافة الي تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن علي المحيط الإقليمي والدولي".
ومن جانبه، رحب الرئيس بالقادة الليبيين، مشيداً بما أبدوه من رغبة صادقة مشتركة لإعلاء المصلحة الليبية الوطنية وتفعيل إرداة الشعب الليبي والحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال ليبيا.
كما أكد الرئيس أن تحركات مصر في إطار الملف الليبي كانت دوماً تهدف إلى التنسيق مع الأشقاء الليبيين لارساء دعائم الأمن والاستقرار في كافة أنحاء ليبيا، وذلك من خلال السعي نحو تسوية سلمية للأزمة تضمن وحدة المؤسسات الوطنية، والتوزيع العادل لعائد الثروات الليبية، ومنع التدخلات الخارجية التي تهدف بالأساس إلى تنفيذ مصالحها الخاصة على حساب الشعب الليبي.
وقد اطلع الرئيس خلال اللقاء على كافة التطورات الميدانية الاخيرة في ليبيا والتفاعلات الدولية ذات الصلة، حيث تم التوافق على الرفض الكامل لممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية، وكذلك التصعيد العسكري الذي من شأنه زيادة تفاقم الموقف.
وقد أعرب المسئولان الليبيان عن ترحيبهما بتلبية الدعوة بالقدوم الي القاهرة لاجراء المباحثات الوطنية، وذلك من منطلق تقديرهما الكبير للدور المصري المحوري والبالغ الأهمية بقيادة الرئيس في تثبيت السلم وتحقيق الاستقرار في ليبيا وصون مقدرات الشعب الليبي، ودعم مصر لجهود المؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في ليبيا، سعياً نحو تهيئة الاوضاع المواتية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، بما يلبي تطلعات الشعب الليبي نحو الحياة الآمنة والكريمة، مؤكدين اتساق مواقفهما مع النهج المصري لحل القضية الليبية، والتي تهدف بالأساس إلى إعادة إطلاق العملية السياسية بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي.
وقد خلص اللقاء بتوافق عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، على إطلاق إعلان القاهرة، متضمناً مبادرة ليبية/ ليبية كأساس لحل الأزمة في ليبيا، وذلك في إطار قرارات الأمم المتحدة والجهود الدولية المتتالية وصولاً إلى مخرجات مؤتمر برلين، حيث تدعو تلك المبادرة إلى احترام تلك الجهود، ووقف إطلاق النار، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج عناصر المرتزقة من داخل الأراضي الليبية حتى تتمكن المؤسسات الأمنية الليبية من الاضطلاع بمسئوليتها ومهامها، وذلك إلى جانب استكمال وتعزيز المسارات الموازية على الصعيد السياسي والاقتصادي
كما كشف الرئيس السيسي عن إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية المشتعلة منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافى، محذرا من من التمسك بالحل العسكرى للأزمة الليبية.
وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفى بقصر الاتحادية مع رئيس البرلمان الليبيى المستشار عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر: "أود في البداية ان أتوجه بالشكر إلى القادة الليبين ،رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح والقائد العام للجيش الوطنى الليبي المشير خليفة حفتر إلى الحضور القاهرة، كما أرحب كذلك بالسادة سفراء وممثلى الدول المعنية بالأزمة الليبية".
وأضاف الرئيس: "أوجه حديثى اليوم الى العالم أجمع وأقول بكل صدق إن هذين القائدين الليبين قد برهنا خلال اللقاءات التي جمعتهما خلال الأيام الماضية في القاهرة على رغبتهما الاكيدة في انفاذ إرادة الشعب الليبى المتمثلة في ان يعرف الاستقرار طريقه مجددا الى ليبيا وفى ان تكون سيادة ليبيا ووحدتها واستقلالها مصونة لا يتم الافتات عليها كائنا من كان..فقد اثبتا انهما يضعان نصب اعينهما مصلحة ليبيا وشعبها ، تلك المصلحة الليبية الوطنية تاتى قبل وفوق كل اعتبار، لقد تحليا بالمسؤولية والحس الوطنى حتى امكنا بعون الله وتوفيقه التوصل الى مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لانهاء الصراع في ليبيا".
وقال الرئيس "ولعل تلك اللحظة من اللحظات المهمة التي طالما تطلعت لها خلال السنوات الماضية تلك اللحظة التي يتم الإعلان فيها عن مبادرة اذا صدقت نوايا الجميع وخلصت ستكون بداية لمرحلة جديدة نحو عودة الحياة الطبيعية الامنة والطبيعية الى ليبيا..وانه لمن دواعى الاعتزاز ان يتم الإعلان عن ذلك من مصر والتي هدفت كل ت حركاتها المخلصة طيلة الاعوام الماضية الى انهاء معاناة الشعب الليبي وعودة الامن والاستقرار الى كافة ربوع ليبيا على اتساع ارضها". وتابع الرئيس يكتسب هذا اللقاء أهمية خاصة نظرا لما تشهده الساحة الليبية من تطورات إضافة الى التفاعلات الليبية المحيطة بالملف الليبي..خطورة الوضع الراهن التي تشهده الساحة الليبية لا تمتد تداعياته الأمنية فقط داخل ليبيا بل الى دول الجوار الليبي والاقليمى والدولى ، أيضا ان ما يقلقنا خلال الفترة الحالية ممارسات بعض الأطراف على الساحة الليبية رغم جهود الكثير من الدول المعنية في الشأن الليبي خلال السنوات الماضية لايجاد حل مناسب للازمة، ويهمنى أيضا ان نحذر من إصرار اى طرف على الاستمرار في البحث عن حل عسكرى للازمة الليبية وأكرر من تحذير اى طرف للبحث عن حل عسكرى للازمة الليبية.
وأكد الرئيس متابعة مصر عن كثب بالتنسيق مع الاخوة الليبين لكافة التطورات الميدانية التي تحدث في ليبيا ورفضها الكامل لكافة اشكال التصعيد الذى من شانها زيادة تعقيد المشهد الليبي وتنذر بعواقب وخيمة في كامل المنطقة. وقال الرئيس: لا يمكن ان يكون هناك استقرار في ليبيا الا اذا تم إيجاد وسيلة سلمية للازمة تتضمن وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية تكون قادرة على الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه الشعب الليبي وتتيح لها في نفس الوقت توزيعا عادلا وشفافا للثورات الليبية على كافة المواطنين وتحول دون تسربها الى ايدى من يستخدمونها صد الدولة الليبية. وقال الرئيس وانطلاقا من حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والامنى للدولة الليبي خاصة ان استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر وفى اطار العلاقات الخاصة تربط البلدين فقد تم دعوة رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، للحضور الى القاهرة للتشاور حول تطورات الأوضاع الأخيرة في ليبيا ، اللذين رحبا بالدعوة حيث اسفر اللقاء عن توافق القادة الليبين على اطلاق اعلان القاهرة متضمنا مبادرة ليبية - ليبية كأساس لحل الازمة في ليبيا في اطار قرارات الأمم المتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبو ظبي واخيرا في برلين. وقال الرئيس كما اود ان اشير الى ان هذه المبادرة تدعو الى احترام كافة الجهود والمبادرات الدولية والاممية من خلال اعلان وقف اطلاق النار اعتبارا من الساعة 600 يوم 8 يونيو 2020، والزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج كافة المرتزقة الاجانب من كافة الاراضى الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى يتمكن الجيش الوطنى الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاضطلاع بمسؤوليتها ومهماه العسكرية والأمنية في البلاد بجانب استكمال اعمال مسار اللجنة العسكرية 5 + 5 في جنيف، برعاية الأمم المتحدة كما تشمل المبادرة حل الازمة من خلال مسارات متكاملة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية كما تهدف المبادرة الى ضمان تمثيل عادل لكافة اقاليم ليبيا الثلاث في مجلس رئاسى ينتخبه الشعب تحت اشراف الأمم المتحدة لادارة الحكم في ليبيا للمرة الأول في تاريخ البلاد. ومن ثم الانطلاق نحو توحيد المؤسسات الليبية وتنظيمها بما يمكنها من أداء أدوارها ويضمن التوزيع العادل والشفاف للموارد الليبية على كافة المواطنين ويحول دون استحواذ أي من الجماعات المتطرفة او الميليشيات على مقدرات الدولة الى جانب اعتماد دستوري ينظم مقتضيات المرحلة المقبلة واستحقاقاتها سياسيا وانتخابيا .
وأعرب الرئيس عن تطلع مصر في اطلاع كافة الدول والقوى الإقليمية والدولية بمساندة ودعم هذه الخطوة البناءة املا في انهاء الازمة اللبيبة و عودة ليبيا بقوة الى المجتمع الدولة
وأضاف الرئيس كما أدعو الأمم المتحدة إلى الاطلاع بمسؤوليتها بشأن دعوة ممثلي المنطقة الشرقية وحكومة الوفاق وكافة الأطراف الليبية بما في ذلك ممثلون عن القوى السياسية والمجتمعية في ليبيا للتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف في تاريخ لاحق يتم الاتفاق عليه لإطلاق العملية السياسية مرة أخرى وذلك بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ودول الجوار الليبي وجميع القوى الدولية والإقليمية المعنية بالشان الليبي.