رئيس التحرير
عصام كامل

مختار بلمختار.. حكاية "السيد مارلبورو" حليف زعيم "القاعدة" بالمغرب العربى

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار مقتل زعيم تنظيم  القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، المخاوف من تحرك أتباعه لتنفيذ عمليات انتقامية في الجزائر وليبيا .

ويعرف درودكال  (50 عاما) بأنه خبير متفجرات في تنظيم مسلح نشأ في الجزائر مطلع تسيعنيات القرن الماضي، ويسمى ”الجماعة السلفية للدعوة والقتال“ التي تولى قيادتها عام 2004، وتوصل عام 2007 إلى الاندماج مع تنظيم القاعدة بقيادة مؤسسها أسامة بن لادن.

ويعد من أشد أمراء ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي“ خطورة، لمعرفته الواسعة أيضا بالمسالك الوعرة في الصحراء الكبرى والساحل الأفريقي، كما شارك في الحرب بأفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي سابقا، إضافة إلى أنه قاد في الجزائر والساحل الأفريقي عمليات إرهابية استهدفت سياحا وعمالا أجانب بمنشآت نفطية في الصحراء، وشكل تحالفا مع مواطنه مختار بلمختار لنقل المقاتلين إلى الأراضي الليبية، وجرى الإعلان عن وفاته عدة مرات قبل أن يظهر من جديد.

 السيد مارلبورو

شكل أمير تنظيم القاعدة تنظيمات عدة مع مختار بلمختار الشهير بـ"الأعور" أو "السيد مارلبورو".. الذي كان يعد العنصر الرئيسي في زيادة مستوى العنف وحدته وانخراط  المتطرفين في العمليات الإجرامية أكثر، حيث انتشرت عمليات الخطف للأجانب من أجل الفدية، والابتزاز من أجل توفير الحماية وتهريب المخدرات والسجائر إلى حد أنه صار يعرف بلقب "السيد مارلبورو".

تم استهدافه أكتر من مرة وذاع نبأ وفاته مرات عديدة لكن في كل مرة كان يعود بشكل غريب إلى أن استهدفته طائرة استطلاع أمريكية من دون طيار، وتحدث المسؤولون حينها على أمل أن يكون قد قتل في ضربة صاروخية لتلك الطائرة، لكن أتباعه نفوا أن يكون "السيد مارلبورو" قد قتل.

وأعلن التنظيم في بيان أن بلمختار المعروف أيضا باسم "خالد أبو العباس" لا يزال حيا.

ومهما كانت الحقيقة بشأنه، فقد أظهر تنظيمه "المرابطون" استمرارية من دون أي مؤشر على أنه آخذ في الأفول، بل وبدأ باستخدام أسلحة حديثة يتم تهريبها من ليبيا، لضمان استمرار ميراث "السيد مارلبورو" مهما كان وضعه وحالته الصحية.

وفي الوقت الحالي، وبعد مقتل أمير زعيم تنظيم القاعدة، تأتي تلك المخاوف في الوقت الذي تحاصر فيه قوات الجيش الجزائري في منطقة ”عزابة“ الواقعة على بعد 65 كيلومترا شرقي ”سكيكدة“، 17 مسلحا، بحسب تقارير أمنية أشارت إلى عملية عسكرية كبرى تجري منذ يومين في هذه المنطقة الجبلية.

خلايا مبعثرة بالجزائر

ويشعر أتباع درودكال بأن الحصار الذي فرضته قوات الجيش الجزائري عليه ودفعه إلى الهروب منذ سنوات، هو سبب القضاء عليهم من طرف القوات الفرنسية شمال مالي، ولذلك من غير المستبعد أن تتحرك هذه الخلايا المبعثرة لتنفيذ هجمات إرهابية على مواقع حساسة في الجزائر كرد لمقتل أميرهم أبو مصعب بن داود، بحسب تصريحات أحد الخبراء في الشأن الاستراتيجي في الجزائر.

ونظرا لتلك الخطوة تجد قوات الجيش والأمن الجزائرية نفسها بوضع استنفار عام لمواجهة أي ردود فعل محتملة من طرف بقايا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذين يوجد كثير منهم في حصار أمني بجبال الشرق والولايات الصحراوية.

ليبيا واستراتيجية اليقظة الأمنية

ويعد تأثير مقتل درودكال محدودا على الأزمة الليبية، لأن تنظيمه بوضعية الشلل منذ فترة، لم يعد فيها قادرا على تجنيد مقاتلين شبان وجدد، إضافة إلى انحسار نشاطه في تهريب المقاتلين من الجزائر والمنطقة إلى الأراضي الليبي، فالزعيم الإرهابي المقتول في عملية عسكرية شنتها قوات الجيش الفرنسي بشمال مالي، فقد القدرة في الآونة الأخيرة على التحرك بسبب استراتيجية اليقظة الأمنية التي انتهجتها القوات الجزائرية على الحدود مع مالي وليبيا وتونس، والتي منعته من تجنيد مقاتلين جدد من جنسيات مختلفة عبر الأراضي الجزائرية صوب جبهات القتال في الجارة ليبيا.  

الجريدة الرسمية