خناقات عالمية على مستلزمات علاج كورونا ومعدات الوقاية.. أمريكا تفرض غرامة ١.٥ مليون دولار على شركة صينية بسبب كمامات مغشوشة.. وإدانة محاولة سرقة الصين لأبحاث المكافحة
يشهد العالم حالة من التوتر بين كافة الدول للحصول على المستلزمات الطبية اللازمة لعلاج فيروس كورونا، فضلا عن معدات الوقاية والتعقيم، فقد ظهرت ما يشبه بـ "حرب عالمية" من نوع جديد بين الدول في هذا الشأن.
كمامات مغشوشة
كانت أبرز تلك الخلافات إرسال شركة صينية كمامات مغشوشة لأمريكا، وقد أدانت محكمة في ولاية نيوجيرسي الأمريكية شركة صينية بتهمة توريد كمامات مغشوشة إلى الولايات المتحدة، في ظل جائحة كورونا.
وقالت المحكمة: إن شركة صينية صدَّرت حوالي نصف مليون كمامة مغشوشة مخالفة لمعايير إلى الولايات المتحدة.
وأوضح قرار المحكمة أن الشركة المذكورة انتهكت القانون الفيدرالي الخاص بالأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل، وقدمت بيانات مضللة لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وقررت المحكمة فرض غرامة مالية لا تتعدى قيمتها 1.5 مليون دولار على الشركة، «لتعريضها صحة المواطنين الأمريكيين للخطر».
سرقة أبحاث
وأيضا محاولة سرقة جهود أبحاث مكافحة الفيروس، فقد وجه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تحذيرا إلى ما وصفه بـ «جهات تابعة للصين تحاول سرقة البحوث المتعلقة بفيروس كورونا المستجد»، ودعا بكين إلى «وقف مثل هذا النشاط الخبيث»، وفقا لبيان صدر.
وقال بومبيو إن «الولايات المتحدة تدين محاولات الفاعلين السيبرانيين والجامعيين غير التقليديين المنتسبين لجمهورية الصين الشعبية لسرقة الملكية الفكرية الأمريكية والبيانات المتعلقة بأبحاث فيروس كورونا.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: «الولايات المتحدة تدعو لجان المقاومة الشعبية لوقف هذا النشاط الخبيث».
خطف شحنات
خطف المستلزمات أحد سبل الدول للحصول عليها، فقد تمكن مشترون أمريكيون، يملكون أموالا ضخمة، من السيطرة على شحنة من كمامات الوجه، كانت في طريقها من الصين إلى فرنسا، التي تعد واحدة من أكثر المناطق في العالم معاناة بسبب بفيروس كورونا، وكانت الكمامات على متن طائرة تستعد للإقلاع من مطار شنغهاي، قبل أن يظهر المشترون الأمريكيون ويعرضوا 3 أضعاف ما دفعه نظراؤهم الفرنسيون.
وقال الطبيب ورئيس المجلس الإقليمي في غراند إيست في فرنسا، جان روتنر: إن جزءا من طلبية فرنسية تقدر بعدة ملايين من الكمامات، كانت في طريقها إلى الإقليم، حيث تعج وحدات العناية المركزة بمرضى "كوفيد-19"، قد فقدت وذهبت لمشترين آخرين.
وتحدث روتنر لهيئة الإذاعة الفرنسية قائلا: "على مدرج المطار، يخرج عملاء المال ويدفعون 3 أو 4 أضعاف سعر الطلبيات التي قمنا بها"، مضيفا: "علينا أن نقاتل".
ولم يحدد روتنر المشترين الذين يعمل هؤلاء العملاء لحسابهم أو أي ولاية أمريكية تم نقل الشحنة إليها، لكن مسؤولا فرنسيا آخر شارك أيضا في شراء كمامات من الصين، قال: إن المجموعة كانت تعمل لصالح الحكومة الأمريكية.
خناقات الصفقات
عانت البرازيل من نفس الإشكالية بصعوبة استيراد تلك المستلزمات والخناقة على الصفقات، فقد قال وزير الصحة لويز هنريك مانديتا في مؤتمر صحفي بالبرازيل: إن المحاولات الأخيرة التي قامت بها منقطة إقليم برازيليا لشراء معدات الحماية مثل القفازات والكمامات من الصين قد باءت بالفشل.
وتابع مانديتا قائلا: "أرسلت الولايات المتحدة 23 من أكبر طائرات الشحن الخاصة بها إلى الصين لنقل المواد التي حصلت عليها”..
وأضاف: إن العديد من مشترياتنا التي كنا نأمل في تأكيدها من أجل تزويد نظامنا الصحي، قد فشلت؛ فالعالم كله يريد هذه الأشياء أيضا. هناك مشكلة زيادة الطلب".
وطلب مانديتا من البرازيليين العاديين أن يصنعوا بأنفسهم كمامات محلية الصنع من قطع القماش حتى يتمكن المهنيون الصحيون من الحصول على المعدات المتبقية.
التخزين وإلغاء الصفقات
وخوفا من النقص والضغط على أنظمتها الصحية، اتخذت عدد من الدول، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وروسيا، إجراءات مثل تخزين الكمامات والمواد الخطرة أو معدات الوقاية الشخصية، وهذا يعني الحد من عمليات تصدير المعدات الطبية الواقية.
كذلك أشارت تقارير إلى أن تركيا ذهبت إلى أبعد من ذلك، ليس بحظر تصدير معدات الحماية والوقاية فحسب، ولكن أيضا بتراجعها عن المبيعات الأجنبية للكمامات التي استلمت أنقرة ثمنها بالفعل.
وأفادت تقارير لصحيفة بلوير البلجيكية وصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية بأن الكمامات التركية الموجهة لتلك الدولتين لم تصل قط.