ليبيا.. ماذا يحدث بالضبط؟!
خطة تقسيم ليبيا كتبناها كاملة بجريدة "الوطن" في 27 سبتمبر عام 2016 تحت عنوان "أمن مصر وخطة تقسيم ليبيا.. النفط بديلاً للمذهبية!" وحذرنا منه هنا على "فيتو" عدة مرات وقلناها في عدد من البرامج وقلنا إن وجود قوتين مسلحتين لكل منهما مصدر ثابت للثروة ولكل منهما قوات أمن ولكل منهما اعتراف دولي نكون أمام تقسيم فعلي!
السؤال الآن الذي يعني المصريين: ماذا تفعل مصر في مواجهة ذلك؟ نقول إن مصر موقفها هو الأشرف بين كل المواقف والأكثر صعوبة.. صحيح الأمر يخص مصر بشكل رئيسي ويتصل بأمنها القومي لكن مصر أيضا وفعليا حريصة على المصلحة الليبية، ومن الخطأ إظهار بعض وسائل الاعلام إن مصر تدعم المشير حفتر من أجل مصالحها فقط، ويبدو موقفها انتهازيا وهذا ينبغي مراعاته والالتفات إليه..
فهناك شعب شقيق عاش ملايين المصريين على أرضه لسنوات طويلة فضلا عن الروابط المشتركة إلى حد وجود نسب ومصاهرات وعائلات تعيش بين هنا وهناك!
اقرأ أيضا: ماذا فعل حفتر وماذا فعلت روسيا؟!
إلا أن موقف مصر ـ بتبسيط شديد ـ تتعامل مع الأزمة بالاعتبارات التالية:
إن الصراع ليبي ـ ليبي ينبغي حله أو حسمه من داخل ليبيا.. وأنه ينبغي الحذر إلى أقصى درجة من التدخل فيه بشكل مباشر إذ إن جرجرة مصر لصراع خارجي هدف رئيسي لبعض القوى!
مصر تدير الأزمة علي أساس التصدي لأي إجراءات لتقسيم ليبيا.. كذلك تديره بإعلانها دعم المشير حفتر إذ لا يمكن دعمه سرا.. كما أن الإعلان عن ذلك يشكل قوة للمشير حفتر يحتاجها وتدعمه محليا وإقليميا.. لكن مصر في الوقت نفسه تحترم "الشرعية الدولية" وما أقرته وتعلن التزامها به.. وما أقرته تلك "الشرعية" يبقى السراج رئيسا للحكومة الليبية كما أنه يمنع السلاح عن الجيش الليبي!
اقرأ أيضا: احذر يا حفتر!
ولذلك فالموقف صعب جدا ومصر وهي تديره كمن يسير على الحبل في السيرك.. حذر بالغ ومواقف تقدر بميزان الذهب وتشابك إقليمي ودولي غير مسبوق.. أوروبا وأمريكا وروسيا يتداخلون في الأزمة.. خلاف تركيا وقطر والجماعات الإرهابية.. خلاف الإمارات والسعودية والجامعة العربية.. فضلا عن دول الجوار الجزائر وتونس! وربما تتفق مصالحنا مع دول من هذه الدول.. لكنها إعلانها أو وصول التعاون إلى درجة ما يتسبب في أزمات مع أطراف أخرى موجودة!
هذه الحسابات المعقدة والصعبة وبعضها صعب إعلانه رسميا من مسئولين رسميين تجعل المصريين في حالة ارتباك وتوتر مما يجري، خصوصا في ظل إعلام معادٍ يمارس تضليلا كبيرا فيقول إن حفتر مثلا هزم في منطقة كذا وربما يكون ذلك صحيحا لكنه لا يقول أين تقع المنطقة المذكورة ومدى أهميتها الاستراتيجية من عدمه وقربها وبعدها من طرابلس وبني غازي وهكذا!
الوضع الميداني يحتاج لمقال مستقل لكننا اخترنا الحديث عن قلب الموضوع وبشكل مباشر!