ذكرى رحيل نصير العمال مكرم عبيد
مكرم عبيد أحد عمالقة الفكر السياسي وزير مصر السابق وأبرز خطيب سياسي في العصر الحديث والمحامي المفوه، رحل في مثل هذا اليوم 5 يونيو 1961، دافع عن قضايا الشعب المصري من جميع الفئات بالفصاحة والبلاغة، لذلك كان يُطلق عليه المجاهد الكبير والخطيب المفوه .
كثيرا ما كان يستشهد فى كتاباته بالقرآن الكريم فهو صاحب المقولة الشهيرة (نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن انصارا ، اللهم اجعلنا نحن نصارى لك وللوطن مسلمون )، وقال (ان مصر ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا ) .
كان مكرم عبيد مقربا من الزعيم سعد زغلول وعندما نفى الانجليز سعد زغلول كان من بين المنفيين مع مصطفى النحاس ، ويصا واصف ، سينوت حليم وواصف غالى. عمل عبيد سكرتيرا لجريدة الوقائع المصرية عام 1912 وفى عام 1919 انضم الى حزب الوفد وكان له نشاطا بارز حتى لقب بالخطيب المفوه ، وعندما شكل النحاس وزارته بعد وفاة سعد باشا عين مكرم وزيرا للمواصلات عام 1928 .
عين سكرتيرا عاما لحزب الوفد ، ثم عين وزيرا للمالية ومنح لقب الباشوية . انشق عن الوفد عام 1942 واختلف مع النحاس فألف حزب الكتلة الوفدية واصدر له جريدة الكتلة وشارك فى الوزارات التى شكلها احمد ماهر والنقراشى ، كما عمل بالمحاماة ونذر نفسه للدفاع عن المقبوض عليهم فى تهم سياسية حتى انه تولى الدفاع عن الاديب عباس محمود العقاد حين اتهم بسبب العيب فى الذات الملكية ، واختير نقيبا للمحامين ثلاث مرات .
قام برصد تصرفات وفساد وزارة الوفد وجمع الوثائق ودونها فى عريضة رفعها الى الملك، ونشرت هذه العريضة ومستنداتها فى كتاب قدمه الصحفي جلال الدين الحمامصى عرف بالكتاب الاسود ، ثم قدم مكرم فساد الوفد فى استجواب لمجلس النواب فتقدم العضو حسن ياسين باقتراح بإسقاط العضوية عنه من البرلمان ووصف بأنه ليس جديرا بشرف النيابة وعن طريق التصويت فصل عبيد من مجلس النواب رغم معارضة العضو الصحفى فكرى اباظة الذى طلب احالة الموضوع الى لجنة الشئون الداخلية للمجلس ورفض طلبه.
وبعد عدة اسابيع اصدر النحاس باشا رئيس الوزراء أمرا عسكريا باعتقال مكرم عبيد وجلال الحمامصى ناشر الكتاب بمقتضى الاحكام العرفية وأودعا السجن . مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وهو اول من وضع فكرة الحد الادنى لأجور العمال فى مصر وعمل على توفير التأمين الصحى والتأمين الاجتماعى للعمال ، كما انه كان صاحب الاخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل .
18 عاما على رحيل مخرج الواقعية القاسية رضوان الكاشف
من كلماته المأثورة :
إذا كان الحال يدعو لتضحية مليون قبطي في سبيل حرية سائر المصريين ..فإن التضحية واجبة ، وثمنها غير ضائع .
عند رحيله أوفد الرئيس جمال عبد الناصر أنور السادات مندوبا عنه في تأبينه بالكنيسة المرقسية بالازبكية مشيدا بالنضال الوطني لمكرم عبيد من أجل الاستقلال .