رئيس التحرير
عصام كامل

جمعيات تعاونية بالكويت تحظر السلع الإيرانية نصرة لسوريا

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

أثار الدعم اللامحدود الذي تقدمه إيران وحزب الله اللبناني، للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، حالة احتقان شديدة لدي عموم الكويتيين، فبعيدا عن المواقف الرسمية، باشرت عدة جهات أهلية مستقلة، اتخاذ مواقف مناوئة للدولة والحزب، من الناحية الاقتصادية تحديدا.


وتبلغ صادرات إيران إلى الكويت نحو 360 مليون دولار سنويا، وتتركز معظمها في الخضروات، والفواكه، الزعفران، والبقوليات والياميش بالإضافة إلى مواد البناء من حديد وإسمنت وغيرها، وفق مسئول بوزارة التجارة الكويتية، طلب عدم نشر اسمه.

وفي هذا السياق، يتحرك عدد من الجمعيات التعاونية بالكويت لرفع المنتجات الإيرانية نهائيا، والاستعاضة عنها بغيرها من مصادر أخرى، حيث قررت مجالس إدارات 9 جمعيات وقف الاستعانة نهائيا بالمنتجات الإيرانية ومنع عرضها للجمهور وهي جمعيات، الرقة، صباح الناصر، هدية، خيطان، الأندلس، الصباحية، عبد الله المبارك، اليرموك، بيان.

ووفقا لإحصائيات اتحاد الجمعيات التعاونية الكويتي، تستحوذ الجمعيات التعاونية على 55% من منافذ التوزيع للسلع الغذائية والاستهلاكية في سوق التجزئة بالكويت، وبلغت مبيعاتها نحو 638.4 مليون دينار (2.25 مليار دولار).

وتدرس حاليا جمعية القادسية، اتخاذ قرارا مماثلا، فيما تتشاور 25 جمعية أخري في جدوى المنع، بينما يتوقع محللون أن ترفض عدة جمعيات في مناطق غالبية سكانها من الطائفة الشيعية.

وقال تعاونيون في تصريحات متفرقة للأناضول، إن إيران تمادت في ضغطها على الشعب السوري المقهور، فهي تقدم الرجال والسلاح لسحقه، ولذا جاءت هذه الخطوة كرد من الشعب الكويتي على سياستها.

وأكدوا أن تلك الخطوة سيعقبها خطوات تصعيديه أخري، قد تصل في بعض التعاونيات إلى الاستغناء عن العمالة الإيرانية الموجودة لديها.

وقرر المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، الأسبوع الماضي، اتخاذ إجراءات ضد المنتسبين إلى حزب الله في دول المجلس، سواءَ في إقاماتهم أو معاملاتهم المالية والتجارية، نتيجة تدخل الحزب "السافر" في الأزمة السورية.

وأطلق فهد العذاب، رئيس مجلس إدارة جمعية الرقة التعاونية، حملة لمقاطعة السلع والبضائع الإيرانية، داعيا الجمعيات التعاونية والكويتيين عموما إلى مقاطعة البضائع الإيرانية، "كوسيلة ضغط شعبية ضد من يقف مع قتل السوريين".

وذكر العذاب في تصريح للأناضول، أن ما تقوم به إيران من دعم مكشوف بالسلاح والمال وتزويد حزب بصنوف الدعم لقتل السوريين يستوجب وقفة قوية.

من جانبه، قال بدر العناز رئيس جمعية اليرموك التعاونية، إنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عن إخوان لنا في الدين والدم ليكونوا لقمة سائغة في فم القوى الجغرافية في المنطقة والتي تتزعمها إيران".

ودعا العناز، إلى "اتخاذ مواقف أكثر قسوة تجاه المصالح الإيرانية في المنطقة والضغط عليها للعودة عن غيها".

ويقول المحللون إن قرارات عربية مماثلة للقرار الشعبي الكويتي ستضر حتما بمصالح إيران الاقتصادية في الشرق الأوسط، خاصة الإمارات الشريك التجاري الأكبر مع إيران في المنطقة.

وبلغ صادرات إيران غير النفطية نحو 48 مليار دولار خلال العام 2011-2012 بحسب التقويم الإيراني (يبدأ وينتهي في مارس، بحسب يبانات للحكومة الإيرانية.

وقال مشاري الرويح رئيس جمعية القادسية التعاونية في تصريح للأناضول، إنه مع مقاطعة المنتجات الإيرانية، إلا أن القرار يجب أن ينال إجماع مجلس الإدارة، مضيفا "هذا ما نتشاور عليه حاليا".

وبيّن أنه في حال رفض مجلس الإدارة للمقاطعة فهناك أكثر من سيناريو بديل، أولها خفض كميات المنتجات الإيرانية الموجودة، وثانيها توعية المساهمين بالابتعاد عنها والاستعاضة ببديل من منتجات الدول العربية أو تركيا.
الجريدة الرسمية