القبو المحصن.. تعرف على مكان اختباء ترامب بعد وصول المتظاهرين للبيت الأبيض
أزمة كبيرة تواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب الاحتجاجات العارمة التي اجتاحات الولايات المتحدة الأمريكية الأيام الست الماضية، بعد أن أظهر مقطع مصور سجله أحد المارة على هاتفه المحمول لحظة إلقاء الشرطة القبض على جورج فلويد (46 عاما)، وصور شرطيا يقيده أثناء الضغط بركبته على عنق فلويد الذي كان يئن قائلا "من فضلك، لا أستطيع التنفس".
وأثار مقتل فلويد موجة غضب في جميع أنحاء الولايات المتحدة بما فيها العاصمة واشنطن من أسلوب معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل أفريقي، وهو ما نتج عنه حالة استقطاب سياسي وعرقي في الوقت الذي بدأت فيه الولايات تخفيف إجراءات العزل العام المفروضة لمنع انتشار جائحة كورونا.
المقر المحصن
ولجأ الرئيس الأمريكي إلى عدة إجراءات من أجل السيطرة على الأوضاع التي اجتاحات الولايات المتحدة الأمريكية منها فرض حظر التجوال في عدد من الولايات، فضلا عن نزول قوات الحرس الوطني لتوقيف المحتجين، إلى أن اضطر ترامب للجوء إلى المقر المحصن أسفل الجناح الشرقي من البيت الأبيض، بعد أن اقترب المتظاهرون المحتجون على مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، من أسوار مقر الرئاسة.
ماذا يحدث فى أمريكا.. سلب ونهب ومخاوف حول حرية التعبير
وأجبر ترامب على النزول إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، وهو عبارة عن "قبو محصن تحت الأرض"، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، بعد أن اجتاز المتظاهرون يوم الجمعة الماضي حاجزا أمنيا قبالة المقر الرئاسي.
وقد أثار هذا الإجراء – بحسب تقرير نشرته سكاي نيوز- الكثير من التساؤلات بشأن طبيعة هذا المكان، ومتى يلجأ إليه الرئيس، ولماذا ومتى تم إنشاؤه، وهو ما نحاول الإجابة عنه في هذه السطور.
مخبأ الرئيس الأمريكي
ويعد مركز عمليات الطوارئ الرئاسية مخبأ يلجأ إليه الرئيس وكبار مستشاريه باعتباره المأوي الأكثر أمنا وتحصينا في حالة الطوارئ أو الكوارث، ويقع تحت الجناح الشرقي للبيت الأبيض.
ولأن المبنى بالكامل تحت الأرض، فهذا لا يعني أنه منقطع عن العالم الخارجي، بل إنه مجهز بمركز اتصالات يمكن من خلاله لرئيس الولايات المتحدة ومستشاريه العمل فيه واتخاذ القرارات عن بعد.
منذ الحرب العالمية الثانية
وقد تم تشييد أول مخبأ للبيت الأبيض خلال الحرب العالمية الثانية، من أجل حماية الرئيس الراحل فرانكلين روزفلت، وسط مخاوف من تعرض البلاد، لا سيما العاصمة واشنطن، لأي ضربات جوية من الخصوم.
ويحتوي المكان على معدات اتصالات حديثة، من بينها هواتف أرضية وشاشات عرض كبيرة وأجهزة تلفزيون، وذلك من أجل التنسيق مع الجهات الحكومية الخارجية في أوقات الأزمات والطوارئ.
ويشرف على مركز عمليات الطوارئ الرئاسية ضباط من جهاز الحماية الخاصة المكلفين بحراسة الرئيس ومرافقته، ويقومون بالتأكد من جاهزيته للعمل بشكل دوري وفي أي لحظة.
وخلال هجمات 11 سبتمبر عام 2001، أجلت قوة الحماية الأميركية عددا كبيرا من المسؤولين الكبار إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسية، من بينهم نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني، ومستشارة الأمن القومي حينها كوندليزا رايس.
وفي ليلة 29 مايو الماضي، دخل الرئيس ترامب إلى القبو المحصن بعد أن أصبح المحتجون على مقتل فلويد، على مسافة أمتار من البيت الأبيض.
ووفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، فقد نقل الرئيس الأمريكي إلى القبو المحصن وبقي هناك لمدة أقل من ساعة قبل صعوده إلى الطابق العلوي.