استراتيجية " أبو النصر" بداية التأسيس للتوسع في استخدام تكنولوجيا التعليم
في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد ( كوفيد 19 ) أصبحت الحاجة ملحة للبحث عن حلول غير تقليدية في إدارة الملفات الهامة وعلى رأس تلك الملفات يأتي ملف التعليم .. فكيف سيكون حال التعليم في المدارس إذا استمر فيروس كورونا في الانتشار بهذه الصورة حتى بداية العام الدراسي الجديد؟ فهل سيتم إغلاق المدارس؟ أم سيتم التعامل مع الطلاب باستخدام التعلم عن بعد؟ أم سيتم العمل في جميع المدارس بنظام الفترتين صباحاً ومساء من أجل تقليل الكثافات المرعبة في الفصول؟ أم يتم التعامل بالصورة التقليدية وتفعل كورونا ما تفعله؟ الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها يجعلنا نتصور الشكل الذي قد يكون عليه نظام التعليم في المدارس خلال العام الدراسي القادم خاصة أن الفاصل الزمني بيننا وبين بدء العام الدراسي القادم ليس كبيراً؛ لأنه من المعتاد أن تنتظم الدراسة في بداية العام الدراسي قبل نهاية سبتمبر ، وفي ظل الظروف الراهنة أصبح توقع انتظام الدراسة في سبتمبر القادم أمرا مستبعدا ، وهو ما يوسع من دائرة التوقعات حول نظام التدريس في المدارس العام القادم.
الرؤية المتعمقة لأوضاع التعليم المصري تشير إلى أن العام الدراسي القادم سيشهد توسعاً في استخدامات التكنولوجيا في التعليم والاعتماد بشكل أكبر على تقنيات التعلم عن بعد كأحد السيناريوهات أو أحد الحلول المطروحة للاعتماد عليها خلال العام الدراسي القادم ، والمتتبع لاستخدامات التكنولجيا في التعليم واستراتيجيات التعلم عن بعد لا يفوته الجهود التي سبقت جهود الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الحالي والذي يرتكز في استراتيجيته إلى استخدام التابلت في المرحلة الثانوية ، وقد سبقه إليها الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم الأسبق الذي أعلن عن استخدام التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في 6 محافظات حدودية منذ عام 2013 وهي التجربة الأولى في هذا السياق.
ومحاولات التوسع في استخدام التكنولوجيا في التعليم والاعتماد على استراتيجية التعلم عن بعد كانت حاضرة وبقوة منذ أكثر من 6 سنوات ، حيث قامت وزارة التربية والتعليم في عهد الدكتور محمود ابوالنصر وزير التربية والتعليم الاسبق بإعداد الخطة الاستراتيجية 2014- 2030 وكانت تبدأ بخطة مرحلية مدتها ثلاث سنوات من 2014 إلى 2017 كتأسيس لخطة استراتيجية طويلة المدى تنتهي في العام 2030. وقد صممت الخطة المرحلية في العام 2014 بناء على تحليل معطيات متعددة منها:
تقويم الخطة الإستراتيجية السابقة، ومشاركات أصحاب المصلحة، والاستفادة من التقارير الدولية والأدبيات ذات العلاقة، وآراء المتخصصين من خارج وداخل قطاع التعليم، كما تم الاسترشاد بخطط بعضٍ الدول الأخرى.
وفي محور التعلم عن بعد وإدارة الأزمات فقد تبنت تلك الاستراتيجية وقتها برنامجاً تحت عنوان "التكنولوجيا عصب التقدم " ويشمل ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﻤﻬﺎ ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻃﺮﻕ ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺪﺭﻳﺴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ، وخرجت الاستراتيجية من هذا كله إلى ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﻣﺞ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ. ووضعت الخطة هدفاً لاستخدام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ( التعلم عن بعد ) وﻫﻮ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺪﺛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻭﺗﻤﻜﻦ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﺳﻬﻞ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻭﺃﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ.
والخطة المشار إليها كانت تستهدف التوسع في استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية واستهدفت توزيع حاسب لوحى لكل طالب ، ووضعت تلك الخطة الإجراءات التالية لتنفيذ ذلك :
1- ﺗﺠﻬﻴﺰ ﻭﺗﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ من خلال ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺨﺪﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻢ و ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻰ بالاضافة إلى ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺨﺪﻡ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ من خلال بناء نظام التقويم المقنن إلكترونيا ومن ميكنة عملية التعلم وتدريب المعلمين على استخدام النظم الجديدة للتقويم خاصة الاهتمام بالدعم الفنى للنظام التكنولوجى من خلال توفير وتدريب الكوادر اللازمة ومواد الصيانة .
2- دعم التكنولوجيا للتدريب قبل تطبيق التعلم عن بعد وذلك من خلال ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺒﻴﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ من خلال ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺧﻴﺺ وﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ .. ومن خلال أيضا ﺩﻋﻢ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻬﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﻴﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ مع توفيرﻭﺗﻄﺒﻴﻖ ﺁﻟﻴﺎﺕ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ.
3- دعم التكنولوجيا للمناهج أولا وذلك من خلال ﺇﺗﺎﺣﺔ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺼﻞ وهذا باستخدام ﺍﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ وتحويل الكتب الورقية إلى نسخ إلكترونية.
4- تصنيف المدارس الكترونيا وفقا للاستعداد بالتعامل مع التعلم عن بعد و ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻭﺇﺗﺎﺣﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻉ.
5- دعم الادارة واتخاذ القرار التربوى الكترونيا من خلال ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ .( EMIS) ومن خلال ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺗﻔﻲ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﻴن.
6- التسويق المجتمعى السليم لاستخدام التكنولوجيا والتعلم عن بعد من خلال تطبيق دراسات قياس الرأي العام وأصحاب المصلحة في حالة التعليم ومداخله وتطويره ومن خلال ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ الكتورنيا للرأى العام.
7- تقديم نماذج إبداعية من مدارس كعينة ناجحة في استخدام التكنولوجيا والتعلم عن بعد ..مثل ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻔﻴﻦ والتعليم ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻯ - ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﺤﺎﺙ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺞ من خلال ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻟﻌﺪﺩ 60 ﻣﺪﺭﺳﺔ .. وتطبيق مبادرة الابداع التكنولوجى في المدارس الابتدائية بالاضافة الى مبادرة سوق التطبيقات للتعليم الاعدادى والثانوى .
8- التأكد من تجهيز المعلم البديل في المنزل لاستكمال عملية الارشاد والتوجية عند تطبيق التعلم عن بعد
هذه خطوات كانت قد وضعتها الاستراتيجية المذكورة والتي شارك في إعدادها عدد كبير من الخبراء التربوييين والعلماء والمفكرين والمعلمين وشركاء عملية التعليم وكانت تهدف إلى تجهيز الأرض الخصبة قبل تطبيق التعلم عن بعد.