رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يمكن أن يسود الود والحب بين الناس؟

الدكتور عمرهاشم
الدكتور عمرهاشم

حث الدين الإسلامي على اتباع منهج المحافظة على الحرمات لبناء الشخصية بالدفاع عن المسلم ورد كل اعتداء عليه وسيادة روح الود بين الناس وأيضا العمل الصالح فكيف يمكن أن يسود الحب والقبول بين القلوب لقوله تعالى (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) .

 

يجيب فضيلة الدكتور عمرهاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا فيقول:

 

في الحديث عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"إذا أحب الله سبحانه وتعالى عبدا نادى جبريل :إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه جبريل ، وينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض " رواه البخارى .

 

وينقي الإسلام روابط الحب من كل الأسباب الرخيصة لتنهض شخصية المسلم في علاقاتها مع الناس على أساس الإخلاص لله وحده ، فيحب المسلم أخاه لله والحب في الله أحد الأسباب التي يصيب بها المسلم حلاوة الإيمان .

 

وروى مسلم بسنده عن أنس عن النبى صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان لله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار .

 

ويتدرج الإسلام في بناء شخصية المسلم من المحبة لأخيه إلى أن يصبح كأنه جزء منه وأن يحب له مايحب لنفسه وتلك سمة كمال الإيمان وتفوق الشخصية كما روى البخاري قال عليه السلام(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، ومن الايمان ايضا ان يبغض المسلم لاخيه كما يبغض لنفسه من الشر .

 

واذا كان الحب الخالص فى الله من اقوى دلالات الايمان وسلامة العقيدة وكمالها فقد اكدت السنة الشريفة عليه باعتباره من اقوى الروابط الانسانية التى تعمل على تزكية العلاقات وتنمية مشاعر الاخاءوالود بين الناس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم"ماتحاب اثنان فى الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه " والحب فى الله ينقى شخصية المسلممن الانانية والرذائل النفسية والافات السيئة ويسمو بها الى حياة فاضلة تتلاقى فيها المعانى الجميلة . 

 

اقرا ايضا: 

أسامة الجندي: في عيد الفطر يُوثّق المسلمون عرى المحبة والإخاء 

 

ولما كانت رابطة الحب لله تعالى فإن الله سبحانه وتعالى قد رفع من درجات المتحابين فيه لدرجة انهم يكونون فى ظل الله يوم لا ظل الا ظله ، ففى الحديث القدسي يقول الله تعالى يوم القيامة "اين المتحابون بجلالى اليوم اظلهم في ظلى يوم لا ظل الا ظلى " .

الجريدة الرسمية