محطات في حياة شاعر العقل "نجيب سرور"

منين أجيب ناس يا ناس بمعناه الكلام يتلوه.. البحر بيضحك لي وأنا نازلة أتدله أملا القلل.. بينى وبينك سور ورا سور وأنا لا مارد ولا عصفور.. هذه الكلمات هى أشهر ما كتبه الشاعر نجيب سرور الذى ولد فى مثل هذا اليوم 1يونيو عام 1932 ورحل عام 1978.

لقب بشاعر العقل فكان يكره الظلم وعاش حياة الاضطهاد والبؤس والحرمان طوال حياته ، نشأ فى بيئة ريفية وسط الفلاحين وشاهد معاناتهم مما خلق فى نفسه بذور الثورة والحقد على الإقطاعيين والأعيان.  

ترك دراسته الجامعية بكلية الحقوق والتحق بمعهد الفنون المسرحية وشهد خلال دراسته قيام ثورة 23 يوليو وتخرج منه عام 1956 وعمل مدرسا بالمعهد ، وفى نفس العام شاهد فى هذه السن اضطهاد والده الفلاح أمام عينيه وعمدة القرية يضربه فكتب أول قصائده "الحذاء" ونشرها فى مجلة الرسالة.

وفى عام 1961سافر فى بعثة دراسية حكومية إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة الإخراج المسرحى وعاد وقد تحول إلى معارض سياسى لكل ما حوله وبدأ اعتناقه للماركسية وجعل مهمته الدفاع عن المظلومين.

فى عام 1963 عمل مترجما فى إذاعة بودابست لكنه عانى الفقر والحرمان هناك فعاد إلى مصر عام 1965 ليضع ملحمته الشعرية "ياسين وبهية" التى كان قد بدأ كتابتها فى موسكو ، وأخرجها للمسرح الفنان كرم مطاوع بطولة محسنة توفيق ، وبعدها بعامين قدم مسرحية "يا بهية وخبرينى"وأخرجها كرم مطاوع أيضا.. فى عام 1969 بدأ إصدار مسرحياته الشعرية والنثرية فكتب (الكلمات المتقاطعة) ، الحكم قبل المداولة ، البيرق الأبيض وملك الشحاتين وجميعها مستوحاة من المعاناة الشعبية.

جامعة براون تُطلق اسم الشاعر محمود درويش على أحد أقسامها

 فى عام1971 أطلق ديوانه من نوع الكوميديا السوداء بعنوان"الذباب الأزرق" وفى عام 1974 أصدر مسرحيته الشعرية الشهيرة "منين أجيب ناس يا ناس" وأعقبها مسرحية "النجمة أم دبل" التى عرضتا على المسرح وواجه سرور طيلة السبعينيات الاضطهاد بكل أشكاله وبسبب أفكار الشيوعية طرد من التدريس فى المعهد وأصبح لا دخل ولا وظيفة فكتب قصائد ساخنة انتقد فيها الانفتاح وحكم السادات وحكم عليه بالجنون وانتهى به المطاف إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية ، وكتب قصائد متعددة بلغة إباحية مثل "أميات" فى شكل رباعيات ضد الكذب والنفاق والتفاهة والظلم والقيود وأصيب بإحباط نفسى وإفلاس مادى ، وكان قد كتب فى المستشفى قصائد بروتوكولات حكماء ريش.

قدم نجيب سرور العديد من الدراسات النقدية منها دراما نثرية عن رواية نجيب محفوظ ميرامار تعرض فيها بالنقد لروايات نجيب محفوظ ، كما قدم دراسة "عباءة أبى العلاء ، هموم فى الأدب والفن ، حوار فى المسرح.

وكانت آخر كتاباته عام 1978 وهما ديوانان الطوفان الكبير وفارس آخر زمن ولم ينشرا إلا بعد وفاته بعام.