رئيس التحرير
عصام كامل

فى ذكرى الرحلة إلى مصر.. آثار ومحطات العائلة المقدسة

الدكتور مينا عبدالملك
الدكتور مينا عبدالملك

مصر هى حاضنة العائلة المقدسة حين هربت من بيت لحم خوفا من بطش هيرودس الملك المعين من قبل الرومان ملكا على أورشليم ، الذى ظن أن المسيح سينازعه ملكه وحاول التخلص منه مرارا حتى إنه قتل أطفال بيت لحم ظنا منه أنه كان وسطهم.

 

فما كان من العائلة المقدسة، السيدة مريم والسيد المسيح ويوسف النجار إلا أنها اضطرت للهروب إلى أرض مصر وبدأت رحلتها المقدسة فى 24 من شهر بشنس الموافق الأول من يونيو ، وحظى صعيد مصر بالنصيب الأكبر من تلك الرحلة . وقد سجل تفاصيل القصة ودققها الأسقف الأنبا ديمتريس أسقف ملوى والأشمونيين بالكتاب الذى أصدرته المطرانية بعنوان (رحلة العائلة المقدسة فى ملوى وفى كل مصر) ونشر بعضا منه الدكتور مينا عبد الملك الأستاذ السابق بالجامعة الأمريكية فيقول:  من حق مصر أن تفتخر على كل بلاد العالم لأنها اختصت بشرف  زيارة العائلة المقدسة ، التى اقامت بأراضيها ثلاث سنوات و11 شهرا وقطعت خلالها ما يقرب من 2000 كيلو كان معظمها سيرا على الأقدام والباقى من  خلال مركب شراعى على النيل.

 

كان عمر السيد المسيح وقت خروجه من بيت لحم حوالى سنة ، ودخلت العائلة مصر عن طريق سيناء وقطعت 240 كيلو متر حتى وصلت مدينة الفرما ــ مكانها الآن مدينة بورفؤاد ـ ـوواصلوا السير عبر دلتا النيل إلى مدينة تل بسطا على بعد 2 كيلو من الزقازيق وكان وصولهم فى 24 بشنس واعتبرتها الكنيسة اول محطة للرحلة بمصر،وفى تل بسطا استراحت العائلة تحت شجرة أياما استظلوا بظلها والوحيد من السكان الذى قام بمساعدتهم يدعى "كلوم " . الذى استضاف العائلة المقدسة بضعة أيام.

 

وخرجت العائلة المقدسة لتواصل سيرها واتجهوا إلى منطقة تسمى المحمة ــ مسطرد حاليا ــ ومكثوا بها أياما تحت شجرة أيضا ، ثم عبرت النيل إلى الضفة الغربية من فرع رشيد واستقلوا مركبا شراعيا ثم واصلوا السير إلى وادى النطرون ـــ اى وادى الملح ــ والمنطقة حاليا عامرة بالأديرة القبطية والرهبان.

 

اتجهت العائلة بعد ذلك جنوبا وعبرت النيل شرقا ومرت على القناطر ومنها  ارتجلت إلى منطقة اسمها "أون" وهى عين شمس الحالية ومنها الى المطرية ، وفيها استظلوا تحت شجرة جميز ومازالت الشجرة موجودة حتى الآن وسميت "شجرة مريم".

 

انتقلوا إلى حارة زويلة وأقاموا بها يومين لينتقلوا منها جنوبا إلى مصر القديمة حيث مكثوا هناك سبعة أيام فى المغارة التى توجد الآن فى كنيسة القديس سرجيوس (المعروفة بكنيسة ابو سرجة) ، واتجهوا بعد ذلك جنوبا حتى وصلوا منطقة المعادى فى الموقع الحالى لكنيسة السيدة العذراء الأثرية بالمعادى على شاطئ النيل ومكثوا بها حوالى شهرا . ومن المعادى اتجهوا فى مركب شراعى وعبروا النيل ومروا بالبهنسا إلى الشاطئ الشرقى وبعد خمسة أيام وصلوا إلى الشيخ عبادة (ملوى  حاليا) ومنها الى قرية الروضة بملوى حتى وصلوا إلى الأشمونيين ثم ارتحلوا إلى دير أبو حنس وهناك بئر لا يزال ينبع منه الماء ويسمى بير السحابة ، واتجهوا منه جنوبا إلى ديروط حيث جبل درنكة بمحافظة أسيوط ومنها إلى جبل قسقام حيث يقع الدير المعروف بدير المحرق وهو يضم الكنيسة الأثرية التى أقيمت مكان المغارة التى أقامت فيها العائلة المقدسة.

البابا تواضروس يحتفل بذكرى دخول العائلة المقدسة مصر | فيديو

أمضت العائلة فى الدير ستة أشهر وكان عمر السيد المسيح خمس سنوات لتبدأ رحلة العودة التى استغرقت ثلاثة أشهر من دير المحرق إلى الأشمونيين ثم رأس الدلتا إلى المطرية مارا بحى الزيتون حيث كنيسة العذراء الشهيرة حاليا لتعود إلى ناصرة الجليل.

الجريدة الرسمية