فهمي عمر: 31 مايو من الأيام الخالدة في تاريخ مصر
من الرواد الأوائل فى الإذاعة اشتهر بلهجته الصعيدية فى برامجه فهو القادم من محافظة قنا وبدأ مشواره الإذاعى بتقديم برنامج "ساعة لقلبك" الذى قدم من خلاله عبد المنعم مدبولى ، أحمد الحداد ، أمين الهنيدى ، فؤاد المهندس ، أبو لمعة ، نبيلة السيد ، يوسف عوف وغيرهم.. من الذين أصبحوا فيما بعد نجوما للكوميديا المصرية كما قدم مجلة الهواء أحد أشهر البرامج الإذاعية.
قدم الإذاعى فهمى عمر فى الإذاعة أول تعليق وتحليل لكرة القدم فى الدورى ، وأسس إذاعة الشباب والرياضة ولقب بشيخ الإعلاميين الرياضيين وكان أول من التقى بقادة الضباط الأحرار حين حضر السادات لإلقاء بيان الثورة.
وحول ذكرياته مع الإذاعة يقول فهمى عمر: إن يوم 31 مايو من الأيام الخالدة فى تاريخ مصر وهو حدث ذو قيمة وتأثير حول العالم العربى ، فيه أطلق صوت مصر إلى أنحاء العالم.. هنا القاهرة ، وكانت البداية داخل هيئة التليفونات بشارع رمسيس حيث بدأ الفنان المذيع أحمد سالم يردد هنا القاهرة ، وألقى على باشا إبراهيم رئيس أمناء الإذاعة فى ذلك الوقت كلمة الافتتاح ثم سعيد باشا لطفى.
وأضاف: كانت الإذاعة فى ذلك الوقت حدثا غريبا فى حياة المصريين فقدمت اللحن الجميل والحديث الشائق والدراما الجاذبة فكانت ولا تزال صورة عاكسة لحياة جميع فئات وشرائح المصريين فسمعنا من خلال الإذاعة القامات فى تلاوة القرآن الكريم بدءًا من الشيخ محمد رفعت.
كان للإذاعة دور كبير جدا فى تهيئة الجو العام الثقافى فقد ساهمت فى تثقيف الفلاح الأمي فى القرية وكان بث الإذاعة يصل إلى عشر ساعات زاد إلى 24 ساعة بعد الثورة أى على مدار اليوم إلى كل أنحاء العالم، فكانت الأنيس والجليس للأسرة المصرية والعربية على السواء.
وبالرغم من إنشاء الدول العربية لإذاعات خاصة بها وكانت على أيدى مصريين فلم تستطع سحب البساط من الإذاعة المصرية.
قصيدة الراديو قدمها بيرم التونسي في العيد الأول للإذاعة
وتابع: من ناحية أخرى كان للإذاعة تأثير إيجابى كبير علينا فعلمتنا احترام الوقت ، فكانت نشرة الأخبار تبث فى الثامنة والنصف إلى جانب الفقرات التمثيلية والمسرحية والبرامج الإذاعية الغنائية والدرامية مثل على بابا والربيع وغيرها ، ورغم مرور هذه السنوات سيظل الراديو وسيلة الإعلام الأولى التى تناسب جميع المستويات ويكفى أنه لم يكن مسموحا لمذيع أن يخطئ فورا كان يحرم أسبوعين من الميكروفون ، كما أنه لم يكن مسموحا دخول الإستديو بالتيشيرت أو القميص والبنطلون بل لا بد من الزى الكامل والكرافت ، وكان أستاذنا حافظ عبد الوهاب يقول إن المستمع أذكى من المذيع فلا تجعله يشعر أنك مهمل وأنك لم تحلق ذقنك أو حذاءك غير لامع فسألته: كيف ذلك؟ قال: إذا لم تؤد عملك بإخلاص ونشاط وحيوية وتضبط وقفاتك فأنت مذيع مهمل فى لبسك وشكلك.
ومن الناحية الوطنية كان للإذاعة دور فى إشعال مشاعر المواطنين ومطالبتهم بجلاء الإنجليز عن مصر وساعدت الثورة فى بداياتها وكانت للإغانى الحماسية التى كانت تذيعها أثرا فى نجاحها.. واخيرا أتمنى عودة الإذاعة كما كانت.