لوحات لا تنسى | "الطفل الباكي" للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين
تعد لوحة "الطفل الباكي"للفنان الإيطالي جيوفاني براغولين من أكثر اللوحات المتعارف عليه للكثيرين وهي هيئة الطفل التي توحي بالحزن والشفقة لطفل واسع العينين تنساب الدموع من عينيه على وجنتيه.
واشتهرت هذه اللوحة في أنحاء العالم بسبب مضمونها ذي العمق الإنساني الدرامي وبسبب انتشار نسخها المعادة في محلات التصوير والفن والديكور وحتى في المحلات العشؤائية على قارعة الطريق.
وتداول مؤخرا أن تلك اللوحة المرسومة بألوان زيتية، وتظهر طفلاً صغيراً بملامح حزينة ترتبط بمئات الكوارث .
البداية كانت عند شبكة "نيتفليكس" عندما أطلقت فيلم دراما الغموض الجديدة Velvet Buzzsaw الذي يدور حول لوحة "الطفل الباكي"، والتي تتضمن أطفالاً مسكونين يختبئون في الصور التي تحترق بسببها المنازل، وهو ما أثار رعب العديد من الناس حول العالم وعبروا على "تويتر" عن خوفهم بعد مشاهدة الدراما، وأنهم قد أزالوا اللوحات من على جدران منازلهم.
عرض الفيلم اكتشاف 50 لوحة من لوحات الفنان الإيطالي جيوفاني براغولين في خمسينيات القرن الماضي والمعروف أيضاً باسم برونو أماديو وفرانكوت سيفيل، وصورت هذه الصور أطفالاً يبكون، وقد استلهمت من مآسي الحرب العالمية، وأصبحت واحدة من تلك اللوحات ذات الشعبية الكبيرة ، حتى إنه طبع منها أكثر من 50 ألف نسخة تم تعليقها على جدران المنازل في بريطانيا فقط.
لوحات لا تنسى | "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" للرسام الهولندي يوهانس فيرمير
الحقيقة أنه في عام 1969م، وذات يوم عاصف مترب كان برونو أمادي الرسام على وشك أن ينتهي من رسم إحدى لوحاته عندما سمع بكاء طفل في الشارع، وعندما نظر من النافذه عثر على صبي يرتدي أسمالاً بالية يجلس على الأرض، فنادى عليه الرسام، وأخذته به الشفقة فأطعمه وسقاه ثم رسم له صورة، تردد الصغير على برونو ولكنه أبداً لم يتكلم، وهو ما دفع "برونو" عن البحث وراءه، فسأل كاهن من المنطقة الذي أخبره أن الصغير على هذه الحالة منذ أن شاهد والده يتفحم حتى الموت أمامه بسبب حريق التهم بيتهم، وأن النيران تتبعه الصغير أينما حلّ، وأن اسمه هو "دون بونيللو". تجاهل "برونو" نصائح الكاهن وتبنى الصبي، واستمر كل شيء على ما يرام إلى أن عاد "برونو" إلى بيته فوجده محترقاً ومستوي بالأرض، وكان الصبي قد هرب، ولم يسمع عنه برونو ثانية.
واستمر كل شيء على ما يرام حتى نشرت صحيفة "ذا صن" البريطانية في الثمانينيات واقعة احتراق منزل زوجين في روثرهام جنوب يروكشاير، والشيء الوحيد الذي نجا من الحادثة كان اللوحة، وقال أحد الأشخاص للصحيفة في ذلك الوقت: "أقول دومًا إن دموع الطفل هي التي أطفأت النيران".
وتكررت حوادث الحرائق بالشكل ذاته وكانت لوحة "الطفل الباكي" دائماً هي اللغز الكبير، وهو ما دفع رئيس الشرطة "ميك ريلي" في ذلك الوقت أن يطلق بياناً يقول فيه إنه لا يوجد أي علاقة بين اللوحة والحرائق، وأن هذا كله من قبيل المصادفة.
جيوفاني براغولين ، والمعروف أيضا باسم فرانتشوت سيفيا، هو رسام مجموعة من اللوحات المعروفة بلوحة الطفل الباكي . وهي لوحات مميزة لمجموعة متنوعة من الأطفال الدامعة. تسمى أحيانا بلوحات "فتيان الغجر" ، توفي " براغولي 22سبتمبر 1981 بعمر ال70 في مدريد.